ثلاثون ألف درهم الي أعرابي
روي الاربلي عن محمد بن طلحة قال: خرج عليه السلام يوما من سر من رأي الي قرية لمهم عرض له، فجاء رجل من الأعراب يطلبه، فقيل له قد ذهب الي الموضع
[ صفحه 221]
الفلاني، فقصده، فلما وصل اليه قال له ما حاجتك؟
فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاية جدك علي بن أبي طالب عليه السلام قد ركبني دين فادح أثقلني حمله، و لم أر من أقصده لقضائه سواك.
فقال له أبوالحسن: طب نفسا و قر عينا ثم أنزله، فلما أصبح ذلك اليوم، قال له أبوالحسن عليه السلام: اريد منك حاجة، الله الله أن تخالفني فيها، فقال الأعرابي لا اخالفك.
فكتب أبوالحسن عليه السلام ورقة بخطه معترفا فيها أن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرحج علي دينه، و قال: خذ هذا الخط فاذا وصلت الي سر من رأي أحضرت الي و عندي جماعة، فطالبني به و اغلظ القول علي في ترك ابقائك اياه، الله الله في مخالفتي، فقال: أفعل، و أخذ الخط.
فلما وصل أبوالحسن عليه السلام الي سر من رأي، و حضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة و غيرهم، حضر ذلك الرجل و أخرج الخط و طالبه و قال كما أوصاه، فألان أبوالحسن عليه السلام له القول و رفقه و جعل يعتذر، و وعده بوفائه و طيبة نفسه، فنقل ذلك الي الخليفة المتوكل فأمر أن يحمل الي أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم.
فلما حملت اليه تركها الي أن جاء الرجل فقال: خذ هذا المال و اقض منه دينك أنفق الباقي علي عيالك و أهلك و اعذرنا، فقال له الأعرابي: يابن رسول الله و الله ان أملي كان يقصر عن ثلث هذا. ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالته و أخذ المال انصرف. [1] .
پاورقي
[1] كشف الغمه، ج 3، ص 230.