فتنة الجدال في القرآن
و من جملة الفتن التي أخذت دورا أساسيا في عصر الامام الهادي عليه السلام و شغلت الكثير من المسلمين، هي مسئله خلق القرآن بحيث فقدت مكانتها بين المتكلمين و وقعت في متناول أيدي الخلفاء لقمع من خالفهم بحجة الانحراف من هذه العقيدة.
و ممن ابتلي بذلك هو أحمد بن حنبل الذين امتحنه المعتصم في مسئله خلق
[ صفحه 249]
القرآن. قال اليعقوبي: و امتحن المعتصم أحمد بن حنبل في خلق القرآن، فقال أحمد: أنا رجل علمت علما و لم أعلم فيه بهذا، فأحضر له الفقها، و ناظره عبدالرحمان بن اسحاق و غيره، فامتنع أن يقول ان القرآن مخلوق، فضرب عدة سياط. فقال اسحاق بن ابراهيم: ولني يا أميرالمؤمنين مناظرته، فقال: شأنك به! فقال اسحاق: هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك، او علمته من الرجال؟ قال: بل علمته من الرجال.
قال: شيئا بعد شي ء. او جملة، قال علمته شيئا بعد شي ء قال: فبقي عليك شي ء لم تعلمه؟ قال: بقي علي. قال: فهذا مما لم تعلمه و قد علمكه أميرالمؤمنين. قال: فاني أقول بقول أميرالمؤمنين. قال: في خلق القرآن؟ قال: في خلق القرآن، فأشهد عليه و خلع عليه و أطلق الي منزله. [1] .
نري أن أحمد بن حنبل يضرب بالسياط حتي يقول بقول الخليفة الجاهل، في حين أن هذه المسئلة كانت مطروحه من قبل علي الامام الصادق و الرضا عليهماالسلام و لم تكن بهذه الحدة و لم تتبدل الي فتنه كما طرحوها بهذا الشكل لايذاء الناس و ابعادهم عن الحقائق الاسلاميه.
فروي الصدوق في الأمالي بسنده عن الحسين بن خالد، قال قلت للرضا: يابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق.
فقال: ليس بخالق و لا مخلوق ولكنه كلام الله. [2] .
وسئله أيضا الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام ما تقول في القرآن؟
فقال: كلام الله لا تتجاوزه و لا تطلبوا الهدي في غيره فتضلوا. [3] .
[ صفحه 250]
پاورقي
[1] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 472.
[2] أمالي الصدوق، ص 448.
[3] نفس المصدر.