بازگشت

بالعلم علم الأشياء قبل كونها


و عنه أيضا قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلي بن محمد، قال: سئل العالم عليه السلام كيف علم الله؟

قال: علم و شاء و أراد و قدر و قضي و أبدي فأمضي ما قضي و قضي ما قدر و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية و بمشيته كانت الأرادة و بارادته كان التقدير، و بتقديره كان القضاءه و بقضا كان الامضاء. فالعلم متقدم المشية و المشية ثانية و الارادة ثالثة و التقدير واقع علي القضاء بالامضاء، فلله تبارك و تعالي البداء فيما علم متي شاء و فيما أراد لتقدير الأشياء، فاذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء.

فالعلم بالمعلوم قبل كونه، و المشية في المنشأ قبل عينه و الاراده في المراد قبل قيامه، و التقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها و توصيلها عيانا و قياما، و القضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام. المدركات بالحواس من ذي لون و ريح و وزن و كيل و ما دب و درج من انس و جن و طير و سباع و غير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك و تعالي فيه البداء مما لا عين له، فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء.

و الله يفعل ما يشاء، و بالعلم علم الأشياء قبل كونها و بالمشية عرف صفاتها و حدودها و أنشأها قبل اظهارها و بالارادة ميز أنفسها في ألوانها و



[ صفحه 265]



صفاتها حدودها و بالتقدير قدر أوقاتها و عرف أولها و آخرها، و بالقضاء أبان للناس أماكنها و دلهم عليها، و بالامضاء شرح عللها، و آبان أمرها، و ذلك تقدير العزيز العليم. [1] .


پاورقي

[1] نفس المصدر، ص 91، عن التوحيد، ص 334.