وقفة قصيرة
يظهر من بداية رسالة الامام الهادي عليه السلام أنها كانت ردا علي رسالة ورد عليه، و لم يعرف من الذي أرسله حسب نقل الحراني في تحف العقول. ولكن الطبرسي ذكر أن هذه الرسالة كانت جوابا لأهل أهواز فقال: مما أجاب به أبوالحسن علي بن محمد العسكري في رسالته الي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض. [1] .
و يظهر أيضا من رسالته عليه السلام انه قد علا فيهم الخلاف اثر هذه العقيدة الفاسدة بحيث سبب الفرقه و العداوة بينهم.
[ صفحه 284]
فكتب عليه السلام رسالته المفصلة اليهم و بين لهم بكل وضوح مسئله الجبر و التفويض، مستدلا بالآيات و الروايات و الأمثلة و الشواهد علي ذلك و اليك بعض الاشارات:
الأولي: أكد الامام عليه السلام في رسالته علي محورين أساسيين في الامة الاسلامية و هو القرآن الكريم و العترة الطاهرة بأنهما المرجع و الملجأ عند اختلاف المسلمين.
الثانية: انه استشهد خلال رسالته بستين آية من آيات القرآن الكريم لنفي الجبر و التفويض و اثبات الأمر بين الأمرين من سور مختلفه منها:
سورة البقرة الآية 286 ، 273 ، 255 ، 132 ، 79 ، 76.
سورة آل عمران الآية 166 ، 152 ، 97 ، 91 ، 28 ، 7.
سورة النساء الآية 163 ، 101 ، 100 ، 59 ، 40 ، 11.
سورة المائدة الآية 55 ، 48. سورة محمد الآية 235.
سورة الأنعام الآية 160 ، 128. سورة الحج الآية 36 ، 10.
سورة الأنفال الآية 20. سورة الأحزاب الآية 57 ، 36.
سورة الأعراف الآية 154 ، 181. سورة الكهف الآية 47.
سورة النحل الآية 106 ، 14 ، 8. سورة يونس الآية 45.
سورة التغابن الآية 16. سورة الذاريات الآية 56.
سورة الطلاق الآية 7. سورة الزخرف الآية 31 ، 30.
سورة النور الآية 60 ، 31. سورة الاسراء الآية 72 ، 16.
سورة المجادلة الآية 5 ، 4. سورة التين الآية 4.
سورة التوبة الآية 91. سورة الانفطار الآية 6.
سورة الصف الآية 2. سورة العنكبوت الآية 1.
[ صفحه 285]
سورة ص الآية 33. سورة المؤمنون الآية 110.
سورة طه الآية 134 ، 87. سورة فصلت الآية 17.
سورة القلم الآية 17. سورة الزمر الآية 19.
سورة الملك الآية 2.
النقطة الرابعة روي أيضا تسع روايات عن النبي منها:
لا تجتمع أمتي علي ضلالة، [2] اني مخلف فيكم الثقلين، [3] من كنت مولاه، [4] أنت مني بمنزلة هارون من موسي، [5] علي يقضي ديني، [6] من آذي عليا فقد آذاني، [7] من أحب عليا فقد أحبني، [8] لابعثن اليهم رجلا كنفسي، [9] لابعثن اليهم غدا رجلا يحب الله.... [10] .
و الخامسة روي عن أميرالمؤمنين ما سئله عباية بن ربعي حين سأله عن الاستطاعه، و حين أتي نجده يسأله عن معرفته، و حين قال لرجل سأله بعد انصرافه من الشام.
[ صفحه 286]
السادسة هكذا روي عن الصادق: لا جبر و لا تفويض، و ما سئل عنه: هل أجبر الله العباد علي المعاصي، الناس في القدر علي ثلاثه أوجه.
السابعة: انه من طالع هذه الرسالة و تأمل فيها أدرك حلاوة الجواب علي رغم صعوبة السؤال حيث ان الامام جمع لهم في هذا الكتاب الأيات القرآنية و كلام النبي و أهل البيت العصمه، و مزجه ببعض الأمثلة و الشواهد لنفي الجبر و التفويض و اثبات الأمر بين الأمرين. و أضاف بعض الشبهات و أجاب عنها. فلا بأس بمراجعة هذه الرسالة الشريفة لرسوخ العقيدة الصحيحة فينا في ظل مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
[ صفحه 289]
پاورقي
[1] الاحتجاج، ج 2، ص 251.
[2] الصراط المستقيم، ج 2، ص 113؛ بحارالأنوار، ج 39، ص 3.
[3] فضائل الخمسة عن الصحاح الستة، ج 2، ص 52، عن صحيح مسلم، و الترمذي و ابن الأثير الجزري و النيسابوري و أحمد و أبي نعيم و الخطيب البغدادي و المتقي الهندي و ابن حجر و الهيثمي و غيرهم.
[4] الأربعون حديثا من الأربعين، ص 141، عن ابن الجوزي و أحمد و البغوي.
[5] أمالي الطوسي، ص 47؛ بحارالأنوار، ج 3، ص 254.
[6] فضائل الخمسة، ج 3، ص 59.
[7] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 122.
[8] الأربعون حديثا عن الأربعين، ص 23.
[9] بحارالأنوار، ج 5، ص 69.
[10] فضائل الخمسة عن الصحاح الستة، ج 2، ص 198، عن البخاري و مسلم و الترمذي و ابن ماجة و الهيثمي و النيسابوري و المتقي الهندي و الاصبهاني و النسائي.