بازگشت

الواثق


من الخلفاء الذين عاصرهم الامام الهادي عليه السلام هو الواثق بالله بن أبي اسحاق. و قد بويع له يوم توفي المعتصم و هو يوم الخميس لاحدي عشرة ليلة بقيت



[ صفحه 307]



من شهر ربيع الأول سنة 227 [1] و دامت خلافته خمس سنين و تسعة أشهر. [2] .

و لم يتعرض الواثق أيام خلافته للامام الهادي عليه السلام و لم ينقل ذلك الينا سوي قضيتين ثم اخبار الامام بهلاك الواثق و البيعة للمتوكل.

الاولي: ما رواه الطبرسي عن السيد أبي طالب محمد بن الحسين الحسيني الجرجاني عن والده الحسين بن الحسن، عن أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري، عن أحمد بن محمد بن عياش بن عبدالله بن أحمد بن يعقوب عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت بالمدينة حتي مر بها بغا أيام الواثق في طلب الأعراب.

فقال أبوالحسن: أخرجوا بنا حتي ننظر الي تعبية هذا التركي. فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبيته فمر بنا تركي، فكلمه أبوالحسن عليه السلام بالتركية فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته. قال: فحلفت التركي و قلت له: ما قال لك الرجل؟

قال: هذا نبي. قلت ليس هذا بيني.

قال: دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد الا الساعة. [3] .

الثانيه: ما رواه الخطيب البغدادي عن محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقري ء النقاش حدثنا الحسين بن حماد المقري ء بقزوين، حدثنا الحسين بن مروان الأنباري، حدثني محمد بن يحيي المعاذي، قال قال يحيي بن أكثم في مجلس الواثق - و الفقهاء بحضرته - من حلق رأس آدم حين حج، فتعايي القوم عن الجواب، فقال الواثق أنا احضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث الي علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن



[ صفحه 308]



علي بن أبي طالب، فاحضر فقال: يا أباالحسن من حلق رأس آدم، فقال سألتك بالله يا أميرالمؤمنين الا أعفيتني قال أقسمت عليك لتقولن.

قال: أما اذا أبيت، قال: أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده، قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: أمر جبرئيل أن ينزل بياقوتة من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما. [4] .

أقول: قلنا فيما مضي ان هذه القضية اما كانت مع المتوكل في سامراء و اما مع الواثق حيث كان في المدينة المنورة و سأله يحيي في مجلس له و قد حضره الفقهاء و لما لم يعلم بذلك أحد أرسل الواثق الي الامام الهادي عليه السلام ليبين لهم ما خفي عليهم. و الا فالامام لم يكن في سامراء في عهد الواثق.


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 482.

[2] نفس المصدر، ص 483.

[3] اعلام الوري، ص 408، بحارالأنوار، ج 50، ص 124.

[4] تاريخ بغداد، ج 12، ص 57.