لقد مر عليك ان من جمله المحاولات الفاشلة التي أجراها المتوكل العباسي للقضاء علي كيان الامام الهادي عليه السلام انه طلب منه ليرحل الي سامراء.

و كان سبب شخوص الامام عليه السلام الي هذه البلدة لعلل و أسباب منها سعاية عبدالله بن محمد الذي كان يتولي الحرب و الصلاة في مدينة الرسول صلي الله عليه و آله نتيجه حسده بالنسبة الي الامام، و منها حسد المتوكل علي شخصية الامام و علي مكانتة الرفيعة بين المسلمين و خوفه منه لئلا يثور عليه و يطيح بالدولة العباسية و لذلك أمر باحضاره الي سامراء و ان تظاهر في البداية أنه يريد أن يلتقي بالامام.

و اليك هذه النصوص ثم التعليق عليها لتقف علي كذب المتوكل و حسده و عدائه خوفه منه.

و ظني ان هذه السعاية من قبل عبدالله بن محمد كانت صورية لأن من تأمل في حياة جعفر المتوكل عرف الواقع.

قال سبط بن الجوزي: قال علماء السير: و انما أشخصه المتوكل من مدينة رسول الله الي بغداد لأن المتوكل كان يبغض عليا و ذريته، فبلغه مقام علي بالمدينة



[ صفحه 311]



و ميل الناس اليه فخاف منه، فدعي يحيي بن هرثمه و قال اذهب الي المدينة و انظر في حاله و أشخصه الينا.... [1] .