بازگشت

قبول سعاية الوشاة


و من دلائل خوف المتوكل من الامام الهادي عليه السلام أنه كان يقبل قول الوشاة و السعاة تجاه الامام عليه السلام و يضيق عليه اما بالهجوم عليه ليلا أو نهارا، أو بجلبه و احضاره الي مجلس الخليفه أو بحبسه و التضيق عليه، أو بمنع الناس من الدخول عليه الي غير ذلك من التضيقات و لم تكن هذه السعاية من قبل الوشاة الا للحسد و الحقد الذي كان فيهم بالنسبة الي الامام الهادي عليه السلام فانك لو تأملت في اشخاص الامام الي سامراء لعرفت انه لم تتم هذه العلمية الا من جهة الحسد الذي لحق بعبد الله بن محمد امام الحرب و المحراب في المدينة أو من بريحة العباسي حيث سعي بالامام الي المتوكل و أرعبه من شخصيته الامام و مكانته بين المسلمين، أو من سعاية البطحائي و غير ذلك أما سعاية عبدالله بن محمد فقد تعرضنا لذكره و لا نعيد و أما شاية بريحة كما في عيون المعجزات انه: روي أن بريحة العباسي كتب الي المتوكل ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها، فانه قد دعا الناس الي نفسه و اتبعه خلق كثير.... [1] .

و أما سعاية محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن اميرالمؤمنين عليه السلام المعروف بالبطحائي «فقيل فيه انه كان هو و أبوه من المظاهرين لبني العباس علي سائر أولاد أبي طالب» فكانت في سامراء بعد أن عوفي المتوكل من مرضه اثر طبابة الامام الهادي عليه السلام.

قال المفيد: فلما كان بعد أيام سعي البطحائي بأبي الحسن عليه السلام الي المتوكل و قال عنده أموال و سلاح فتقدم المتوكل الي سعيد الحاجب ان يهجم عليه ليلا



[ صفحه 319]



و يأخذ ما يجده عنده من الأموال و السلاح و يحمل اليه.... [2] .

و حسده أيضا الخطيب الملقب بالهريسة حينما كان يري خدمة خدمة المتوكل عند حضور الامام الهادي عنده. فعن ابن شهر اشوب أيضا عن أبي محمد الفحام بالاسناد عن سلمة الكاتب قال: قال خطيب يلقب بالهريسة للمتوكل: ما يعمل أحد ما تعمله بنفسك في علي بن محمد عليه السلام فلا في الدار الا من يخدمه و لا يتعبونه يشيل الستر لنفسه، فأمر المتوكل بذلك. فرفع صاحب الخبر أن علي بن محمد دخل الدار، فلم يخدم له و لم يشل أحد بين يديه الستر فهب هواء فرفع الستر حتي دخل و خرج.

فقال شيلوا له الستر بعد ذلك فلا نريد أن يشيل له الهواء [3] .


پاورقي

[1] عيون المعجزات، ص 131.

[2] الارشاد، ص 310.

[3] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 406.