بازگشت

تفتيش بيت الامام ليلا


و من دلائل خوفه من الامام الهادي عليه السلام أنه لما سعي اليه أن في منزله كتبا و سلاحا من أهل قم أمر بالهجوم علي بيته.

قال المسعودي في مروج الذهب: سعي الي المتوكل بعلي بن محمد الجواد عليه السلام ان في منزله كتبا و سلاحا من شيعته من أهل قم و أنه عازم علي الوثوب بالدولة، فبعث اليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلأ فلم يجدوا فيها شيئا و وجدوه في بيت مغلق عليه و عليه مدرعة من صوف و هو جالس علي الرمل و الحصار و هو متوجه الي الله تعالي تيلو آيات من القرآن.

فحمل علي تلك الحالة الي المتوكل، و قالوا له: لم نجد في بيته شيئا و وجدناه يقرأ القرآن، مستقبل القبلة و كان المتوكل جالسا في مجلس الشرب فدخل عليه و الكأس في يد المتوكل، فلما رآه ها به و عظمه و أجلسه الي جانبه و ناوله الكأس



[ صفحه 320]



التي كانت في يده.

فقال: والله ما يخامر لحمي و دمي قط، فاعفني فأعفاه،

فقال: أنشدني شعرا فقال عليه السلام: اني قليل الرواية للشعر، فقال: لابد، فأنشده عليه السلام و هو جالس عنده:



با تو علي قلل الأجبال تحرسهم

غلب الرجال فلم تنفعهم القلل



و استنزلوا بعد عز من معاقلهم

و اسكنوا حفرا يا بئسما نزلوا



ناداهم صارخ من بعد دفنهم

أين الأسادر و التيجان و الحلل



أين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تخرب الأستار و الكلل



فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوه عليها الدود تقتتل



قد طال ما أكلوا دهرا و قد شربوا

و أصبحوا بعد الأكل قد أكلوا



قال: فبكي المتوكل حتي بلت لحيته دموع عينيه و بكي الحاضرون و دفع الي علي أربعه الآف دينار ثم رده الي منزله مكرما. [1] .

اقول: روي ابن شهر اشوب في المناقب هذه القصة مختصرا ولكن لم يذكر فيه حمل الامام الهادي الي المتوكل و يحتمل انه لم يذكر بقيه ما جري علي الامام عليه السلام كما يحتمل تعدد القضية.

فقال فيه: ثم انه سعي اليه ان عنده أموالا و سلاحا فتقدم المتوكل الي سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا و يأخذ ما يجد عنده فصعد سعيد سقف داره و لم يهتد أن ينزل، فنادي أبوالحسن عليه السلام يا سعيد مكانك حتي يأتوك بشمعة، فلما دخل الدار، قال دونك و البيوت، فما وجد الا كيسا مختوما و بدرة مختومة و سيفا تحت مصلاه فأتي به المتوكل، فلما رأي ختم امه سألها عنها فحكت نذرها



[ صفحه 321]



فخجل ضاعف بذلك و رد اليه،

فقال الحاجب: أعزز علي بدخولي دارك بغير اذنك ولكنني مأمور.

فقال: يا سعيد و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. [2] .

و نسب المفيد في الارشاد هذه السعاية الي البطحائي و ان الامام لما أمر سعيد الحاجب أن يفتش البيوت، أمره أيضا أن يفتش تحت مصلاه حيث قال فيه: فقال أبوالحسن عليه السلام دونك المصلي، فرفعت فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس، فأخذت ذلك و صرت اليه.... [3] .


پاورقي

[1] مروج الذهب، ج 4، ص 11، بحارالأنوار، ج 50، ص 211، تذكرة الخواص، ص 223.

[2] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 416.

[3] الارشاد، ص 310.