بازگشت

محمد المنتصر


و من الخلفاء الذين عاصرهم الامام علي بن محمد العسكري عليه السلام هو المنتصر العباسي ابن المتوكل فبويع له في الليلة التي قتل أبوه فيها و هي ليلة الأربعاء لأربع خلون من شوال سنه 247. [1] .

قال ابن الاثير: قال بعضهم و ذكر أن المنتصر كان شاور في قتل أبيه جماعة من الفقهاء و أعلمهم بمذاهبه و حكي عنه امورا قبيحة كرهت ذكرها، فأشاروا بقتله، فكان كما ذكرنا بعضه.... [2] .

و قيل في سيرته انه كان كثير الانصاف، حسن العشرة وأمر الناس بزيارة قبر علي و الحسين عليهماالسلام و آمن العلويين و كانوا خائفين أيام أبيه و أطلق وقوفهم، وأمر برد فدك الي ولد الحسين و الحسن ابني علي بن أبي طالب عليه السلام.



[ صفحه 338]



و ذكر ان المنتصر لما ولي الخلافة كان أول ما أحدث أن عزل صالح بن علي عن المدينة و استعمل عليها علي بن الحسن بن اسماعيل بن العباس بن محمد. قال علي: فلما دخلت أودعه قال لي: يا علي اني اوجهك الي لحمي و دمي و مد ساعده و قال: الي هذا أوجه بك، فانظر كيف تكون للقوم و كيف تعاملهم - يعني آل أبي طالب - فقال: أرجوا أن أمتثل أمر أميرالمؤمنين ان شاء الله تعالي. فقال: اذا تسعد عندي.... [3] .

قال اليعقوبي: و ركب الي دار العامة و أعطي الجند رزق عشره أشهر، و انصرف من الجعفري [4] الي سر من رأي، وأمر بتخريب تلك القصور فنقل الناس عنها، عطل تلك المدينة، فصارت خرابا، و رجع الناس الي منازلهم بسر من رأي... [5] و كانت خلافته ستة أشهر، و توفي يوم السبت لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة 248 و كانت سنة خمسا و عشرين سنة و سته أشهر. [6] .

و استظهر المسعودي في التنبيه و الأشراف: بأنه مات مسموما و قال: و توفي بسر من رأي لأربع خلون من شهر ربيع الآخر و له ثمان عشرون سنة مسموما فيما قيل و أن الموالي لما علموا سوء نيته، و أنه علي التدبير عليهم بادروه بذلك فكانت خلافته سته أشهر و يوما. [7] .


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 493.

[2] الكامل في التاريخ، ج 6، ص 148.

[3] نفس المصدر، ص 149.

[4] مدنية بناها المتوكل في الماحوزه علي ثلاثه فراسخ من قصر سر من رأي و سماها الجعفرية انظر تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 492.

[5] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 493.

[6] نفس المصدر.

[7] التنبيه و الأشراف، ص 314.