بازگشت

الامام الهادي و المستعين


لم يرد من الامام الهادي عليه السلام بالنسبة الي المستعين شي ء يذكر طيلة السنوات الأربع التي تولي فيها الخلافة و أظن أنه كان ضعيفا في الغاية، أو لم يتعرض الي الامام بشي ء أو كانت و لكن لم ينقل الينا ما جري بينه و بين الامام الهادي عليه السلام.

نعم ذكر المؤرخون أنه كانت له بغلة عاصية فطلب من الامام أن يركبها علما



[ صفحه 341]



بأنه سيقتل اثر الركوب علي البغلة. و لكن في هذه القصة اشكال بحسب التاريخ حيث ان فيها اسم المستعين من جهة و فيها أيضا اسم الامام الحسن العسكري من جهة اخري و هما غير معاصر ان فاما أن نقول هذه القصة كانت للمستعين و لكن النساخ أو الراوي غلط في الأسم و أثبت اسم الامام الحسن العسكري بدل أبي الحسن العسكري، و اما أن نقول ان القصة اتفقت للمعتز أو لما بعده من الخلفاء، لا المستعين. يحتمل أن يقال انه طلب من الامام الحسن العسكري ذلك مع وجود والده الهادي عليه السلام، قلنا و هذا أيضا مردود لأن الامام العسكري ما كان يعرفه أحد حتي الطالبيين الساكنين في سامراء فكيف بالمستعين.

و أما القصه فكما ذكرناها في كتابنا حياة الامام العسكري [1] كما يلي:

روي العلامة المجلسي عن المناقب و الخرايج عن أحمد بن الحرث القزويني قال: كنت مع أبي بسر من رأي، و كان أبي يتعاطي البيطرة في مربط أبي محمد و كان عند المستعين بغل - لم ير مثله حسنا و كبرا - و كان يمنع ظهره و اللجام. و جمع الرواض فلم تكن لهم حيلة في ركوبه، فقال له بعض ندمائه: ألا تبعث الي الحسن بن الرضا حتي يجي ء، فاما أن يركبها و أما أن يقتله! فبعث الي أبي محمد الحسن و مضي معه أبي. فلما دخل الدار نظر أبومحمد عليه السلام الي البغل واقفا في صحن الدار، فوضع يده علي كتفه فعرق البغل، ثم صار الي المستعين فرحب به و قال: ألجم هذا البغل.

فقال أبومحمد لأبي ألجمه.

فقال المستعين: ألجمه أنت يا أبامحمد، فقام أبومحمد فوضع طيلسانه فألجمه، ثم رجع الي مجلسه فقال: يا أبامحمد أسرجه.



[ صفحه 342]



فقال أبومحمد لأبي: أسرجه

فقال المستعين: أسرجه أنت يا أبامحمد.

فقام أبومحمد ثانية فأسرجه و رجع.

فقال: تري أن تركبه.

قال نعم، فركبه أبومحمد عليه السلام من غير أن يمتنع، ثم ركضه في الدار، ثم حمله علي الهملجة، فمشي أحسن مشي ثم نزل فرجع اليه.

فقال المستعين: قد حملك عليه أميرالمؤمنين.

فقال أبومحمد عليه السلام لأبي: خذه، فأخذه وقاده. [2] .


پاورقي

[1] انظر حياة الامام العسكري، ص 129.

[2] بحارالأنوار، ج 50، ص 265 عن المناقب، ج 4، ص 438، و رواه عن الأرشاد، ص 341.