بازگشت

علة الوفاة


لقد قرأت فيما مضي في فصل خلفاء عصره، كيفية تعاملهم مع الامام الهادي عليه السلام و اشخاصه الي سامراء و ايذائه و التضيق عليه و حبسه غير مرة و صدور الأمر بقتله من قبل المتوكل و غيره من الخلفاء و القضاء عليه. كل ذلك يدل بوضوح علي أنه عليه السلام لم يمت بالموت الطبيعي بل تربصوا به الدوائر الي أن قتلوه بالسم.

و يشهد بذلك أولا: شدة الحقد الذي خيم علي خلفاء بني العباس الذي جعلهم أن يرتكبوا أبشع الجرائم و أشنعها بحق العلويين و آل أبي طالب.

و ثانيا: وجود كثرة القتلي من آل أبي طالب في ذلك العصر من أقوي الدلائل علي أنه كان في قائمتهم للقضاء عليه و قد سرد أسماءهم الأصبهاني في كتابه مقاتل الطالبين فراجع.

و ثالثا الروايات المروية عن الحسن و الصادق و الرضا عليه السلام بأنه ما منا الا مقتول أو شهيد [1] أدل دليل علي أنه مقتول بالسم.



[ صفحه 352]



و رابعا: تصريح علماءنا، كالصدوق و ابن شهراشوب و بعض المؤرخين من أهل السنة، كابن الجوزي و غيره، بأنه قضي مسموما.

قال ابن شهراشوب: و استشهد مسموما [2] و قال الصدوق: و علي بن محمد عليه السلام قتله المتوكل لعنه الله بالسم. [3] و عن ابن شهراشوب عن الصدوق أيضا: انه سمه المعتمد [4] و قال سبط ابن الجوزي: و كانت وفاته في أيام المعتز بالله... و قيل انه مات مسموما. [5] .


پاورقي

[1] اعلام الوري، ص 349، بحارالأنوار، ج 27، ص 217، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 200.

[2] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 401.

[3] الاعتقاد للصدوق، ص 100.

[4] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 401، منتهي الأمال، ج 2، ص 385.

[5] تذكرة الخواص، ص 362.