بازگشت

احوال ابنه أبي محمد


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... عليّ بن عمرو العطّار قال: دخلت علي أبي الحسن العسكريّ«عليه السلام» وأبو جعفر ابنه في الأحياء،... فكتبت إليه بعد: فيمن يكون هذا الأمر؟

قال: فكتب إليّ: في الكبير من ولدي.

قال: وكان أبو محمّد أكبر من أبي جعفر. [1] .

2 - الحضينيّ(رحمه الله): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ،...وعبد الحميد بن محمّد السراج جميعاً في مجالس شتّي، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن ابن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم، والصلاة بسرّ من رأي،....

وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ علي أخيه جعفر، ونري خروجهما مع النعش.



[ صفحه 58]



قالوا جميعاً: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محللّ الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع علي عينيه، يمشي راجلاً خلف النعش، مرةً عن يمين النعش، ومرةً عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه....

فدفن في داره، وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ(عليهماالسلام) ثلاثة أيّام مردود الأبواب، يسمع من داره القراءة والتسبيح والبكاء، ولا يؤكل في الدار إلّا خبز الخشكار والملح، ويشرب الشرابات،....

فخرج توقيع منه«عليه السلام» في اليوم الرابع من المصيبة:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد من شقّ جيبه علي الذرّيّة، يعقوب علي يوسف حزناً قال: (يَأَسَفَي عَلَي يُوسُفَ) فإنّه قُدّ جيبه فشقّه. [2] .

3 - المسعوديّ(رحمه الله): وحدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي: أنّه دخل الدار، وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم، من الطالبيّين والعبّاسيّين، واجتمع خلق من الشيعة، ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمّد«عليه السلام»، ولا عرف خبره... فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر: يا ريّاش! خذ هذه الرقعة وامض بها إلي دار أمير المؤمنين وأعطها إلي فلان وقل له: هذه رقعة الحسن بن عليّ.

فاستشرف الناس لذلك، ثمّ فتح من صدر الرواق باب، وخرج خادم أسود ثمّ خرج بعده أبو محمّد«عليه السلام» حاسراً مكشوف الرأس، مشقوق الثياب، وعليه مبطنة بيضاء، وكان وجهه وجه أبيه«عليه السلام»، لا يخطي ء منه شيئاً...



[ صفحه 59]



ووثب إليه أبو محمّد الموفّق فقصده أبو محمّد«عليه السلام» فعانقه ثمّ قال له: مرحباً بابن العمّ.

وجلس بين بابي الرواق والناس كلّهم بين يديه، وكانت الدار كالسوق بالأحاديث. فلمّا خرج وجلس أمسك الناس، فما كنّا نسمع شيئاً إلّا العطسة والسعلة، وخرجت جارية تندب أبا الحسن«عليه السلام».

فقال أبو محمّد«عليه السلام»: ما هاهنا من يكفي مؤونة هذه الجاهلة؟!

فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار ثمّ خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد«عليه السلام»، فنهض (صلّي الله عليه) وأُخرجت الجنازة... وقد كان أبو محمّد«عليه السلام» [صلّي عليه] قَبل أن يخرج إلي الناس وصلّي عليه لمّا أخرج المعتمد، ثمّ دفن في دار من دوره. واشتدّ الحرّ علي أبي محمّد«عليه السلام» وضغطه الناس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه.

فصار في طريقه إلي دكّان بقّال رآه مرشوشاً فسلّم واستأذنه في الجلوس فأذن له وجلس، ووقف الناس حوله. فبينا نحن كذلك، إذ أتاه شابّ حسن الوجه، نظيف الكسوة، علي بغلة شهباء، علي سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه، فسأله أن يركبه، فركب حتّي أتي الدار ونزل، وخرج في تلك العشيّة إلي الناس ما كان يحزم عن أبي الحسن«عليه السلام» حتّي لم يفقدوا منه إلّا الشخص.

وتكلّمت الشيعة في شقّ ثيابه وقال بعضهم: هل رأيتم أحداً من الأئمّة شقّ ثوبه في مثل هذه الحال؟

فوقّع إلي من قال ذلك: يا أحمق! ما يدريك ما هذا؟ قد شقّ موسي علي هارون(عليهماالسلام). [3] .



[ صفحه 60]



4 - الشيخ الصدوق(رحمه الله): ولمّا قبض عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهماالسلام) رئي الحسن بن عليّ(عليهماالسلام) قد خرج من الدار وقد شقّ قميصه من خلف وقدّام. [4] .

5 - أبو عمرو الكشّيّ(رحمه الله):... محمّد بن الحسن بن شمّون وغيره قال: خرج أبو محمّد«عليه السلام» في جنازة أبي الحسن«عليه السلام» وقميصه مشقوق،.... [5] .

6 - ابن شهر آشوب(رحمه الله): الفضل بن الحرث قال: كنت بسرّ من رأي وقت خروج سيّدي أبي الحسن«عليه السلام» فرأينا أبا محمّد«عليه السلام» ماشياً قد شقّ ثيابه.... [6] .


پاورقي

[1] الكافي: 1 / 326، ح 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 580.

[2] الهداية الكبري: 248، س 15.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 531.

[3] إثبات الوصيّة: 243، س 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 195.

[4] من لا يحضره الفقيه: 1 / 111، ح 511.

يأتي الحديث أيضاً في رقم 204.

[5] رجال الكشّيّ: 572، رقم 1084.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 205.

[6] المناقب: 4 / 434، س 16.

يأتي الحديث أيضاً في رقم 206.