بازگشت

شهادته و مبلغ سنه و مدفنه و ما يناسبها


وفيه ستّة موضوعات

إنّ للشهادة في سبيل الله منزلة عظيمة، فقد جعلها الله سبحانه وتعالي أفضل الموت، وادّخرها لخلّص عباده، فلا ينالها إلّا ذو حظّ عظيم، أو من ترقّي أعلي مراتب الإيمان ودرجاته.

وبما أنّ أئمّة أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) هم أركان الإيمان، ودعائم الإسلام، فقد شرّفهم الله منذ الأزل بالشهادة، وهو صريح قول رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) علي ما رواه الإمام الحسن بن علي(عليهماالسلام): «ما منّا إلّا مقتول أومسموم»، [1] ، أي ما منّا إلّا وقد حظي بهذه المكانة العالية، وهذا المقام الكريم.

والإمام الهادي«عليه السلام» هو من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) الذين ختم الله حياتهم المباركة بهذا الوسام العظيم، وهو ما أخبر عنه الإمام الصادق«عليه السلام» بقوله: «في أشدّ البقاع بين شرار العباد»، وكان ذلك بسبب السمّ الذي (انظر البحار: 47 / 378، س 19.)

سقاه أحد خلفاء عصره.



[ صفحه 84]



وأمّا تأريخ شهادته«عليه السلام» فقد وقع الاختلاف في يومه وشهره وسنته.

أمّا السنة ففي خمسين ومائتين، أو أربع وخمسين ومائتين من الهجرة.

وأمّا الشهر واليوم ففي الثالث من شهر رجب، واليوم الخامس أو الخامس والعشرين، أو السادس والعشرين، أو السابع والعشرين من جمادي الآخرة.

ولكنّ المشهور من بين هذه الأقوال هو الثالث من رجب كما ذهب إليه المفيد والطوسي، وعليه سيرة العلماء حتّي يومنا هذا، بإقامة المآتم فيه.


پاورقي

[1] كفاية الأثر: 162، س 3. عنه البحار: 27 / 216، ح 18، و19.