بازگشت

علمه بقرائة القرآن


1 - المسعوديّ(رحمه الله): فروي الحميريّ، عن محمّد بن سعيد مولي لولد جعفر بن محمّد قال: قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة حاجّاً بعد مضيّ أبي جعفر«عليه السلام» فأحضر جماعة من أهل المدينة، والمخالفين، والمعاندين لأهل بيت رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) فقال لهم: ابغوا لي رجلاً من أهل الأدب، والقرآن، والعلم، لا يوالي أهل هذا البيت، لأضمّه إلي هذا الغلام، وأوكّله بتعليمه، وأتقدّم إليه بأن يمنع منه الرافضة، الذين يقصدونه ويمسّونه.

فسمّوا له رجلاً من أهل الأدب يكنّي أبا عبد الله، ويعرف بالجنيدي، متقدّماً عند أهل المدينة في الأدب والفهم، ظاهر الغضب والعداوة، فأحضره عمر بن الفرج، وأسني له الجاري من مال السلطان، وتقدّم إليه بما أراد وعرّفه أنّ السلطان أمره با ختيار مثله وتوكيله بهذا الغلام.

قال: فكان الجنيديّ يلزم أبا الحسن في القصر بصريا، فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله وأخذ المفاتيح إليه.

فمكث علي هذا مدّة، وانقطعت الشيعة عنه، وعن الاستماع منه، والقراءة عليه. ثمّ إنّي لقيته في يوم جمعة، فسلّمت عليه وقلت له: ما قال هذا الغلام الهاشميّ، الذي تؤدّبه؟

فقال - منكراً عليّ -: تقول الغلام ولا تقول الشيخ الهاشميّ؟! أُنشدك الله هل تعلم بالمدينة أعلم منّي؟ قلت: لا!

قال: فإنّي والله! أذكر له الحزب من الأدب، أظنّ أنّي قد بالغت فيه،



[ صفحه 176]



فيملي عليّ باباً فيه أستفيده منه، ويظنّ الناس أنّي أُعلّمه، وأنا والله أتعلّم منه.

قال: فتجاوزت عن كلامه هذا، كأنّي ما سمعته منه، ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه وسألته عن خبره وحاله، ثمّ قلت: ما حال الفتي الهاشميّ؟

فقال لي: دع هذا القول عنك، هذا والله خير أهل الأرض، وأفضل من خلق الله، إنّه لربما همّ بالدخول فأقول له: تنظر حتّي تقرأ عشرك.

فيقول لي: أيّ السور تحبّ أن أقرأها؟

أنا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه، فيهذّها [1] بقراءة لم أسمع أصحّ منها من أحد قطّ، وجزم [2] أطيب من مزامير داود النبيّ«عليه السلام» الذي إليها من قراءته يضرب المثل.

قال: ثمّ قال: هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة، ونشأ بين هذه الجواري السود، فمن أين علم هذا؟

قال: ثمّ ما مرّت به الأيّام والليالي حتّي لقيته فوجدته قد قال بإمامته، وعرف الحقّ وقال به. [3] .


پاورقي

[1] الهذّ والهَذَذ: سرعة القطع وسرعة القراءة. لسان العرب: 3 / 517 (هذذ).

[2] جزم القراءة جزماً: وضع الحروف مواضعها في بيان ومهل. لسان العرب: 12 / 98 (جزم).

[3] إثبات الوصيّة: 230، س 11.

قطعة منه في: (ما ورد عن العلماء وغيرهم في عظمته«عليه السلام»)، و(مؤدبّه«عليه السلام»)، و(قرائته«عليه السلام» القرآن عندمؤدّبه).