بازگشت

معجزاته


وفيه واحد وعشرون موضوعاً

الإعجاز في اللغة: الفوت، أعجزه الشيءُ أي فاته، أعجز فلاناً أي وجده عاجزاً وصيّره عاجزاً. ومعجزة النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)) ما أعجز به الخصم عند التحدّي. [1] وهو في الاصطلاح أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهيّة بما يخرق نواميس الطبيعة، ويعجز عنه غيره، شاهداً علي صدق دعواه. [2] .

ومن البديهيّ أنّ النبوّة والإمامة من المناصب الإلهيّة العظيمة، التي يكثر لها المدّعون، ويرغب فيها الراغبون، وقد يشتبه الصادق بالكاذب، فلابدّ لمدّعيها من أن يقيم شاهداً يدلّ علي صدق دعواه، ولا يكون هذا الشاهد، إلّا بما يخرق نواميس الطبيعة، ولايقدر أن يأتي بنظيرها غيره، ولا يمكن أن يقع من أحد، إلّا بعناية خاصّة من الله تعالي، وإقدار منه، وهذا هو الذي يعبّر عنه بالإعجاز.



[ صفحه 192]



واعلم أنّ الإعجاز الذي صدر عن أيدي الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) علي قسمين:

القسم الأوّل: المعجزات الإبتدائيّة، وهي التي صدرت عنهم(عليهم السلام)، لتكون دليلاً علي صدق المدّعي، وحثّاً وتشويقاً لقبول ادّعائهم، وتخويفاً لمن ردّه.

القسم الثاني: المعجزات الاقتراحيّة، وهي التي يقترح الناس لهم(عليهم السلام) أن يُريهم بعض الأفعال والأعمال الخارقة عن قدرة البشر، حتّي يؤمنوا بهم، ولكن هذا النوع من الإعجاز لم يصدر عنهم(عليهم السلام) إلّا قليلاً، لأنّهم يعلمون بعلم إلهيّ أنّ هؤلاء لايؤمنون بهم(عليهم السلام) قطّ، وإن يروا معاجزهم مراراً كثيرة.

ولايخفي أنّ معجزات الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) لاتختصّ بموضوع خاصّ، بل تتنوّع بأنواع مختلفة، كإخبارهم بالمغيبات، واستجابة دعواتهم، وتصرّفاتهم في الأرض، والسماء، والجمادات، والنباتات، وغير ذلك.

وقد أوردنا هنا جميع ما عثرنا عليه من معجزات الإمام الهادي«عليه السلام»، حسب تتبّعنا في الكتب والمصادر.


پاورقي

[1] راجع: القاموس المحيط، والمصباح المنير.

[2] كما قال به السيّد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن: ص 32، وهذا معني عامّ شامل لمنصب النبوّة والإمامة، وإن كان للإعجاز معني آخر، يختصّ بمدّعي النبوّة ولاغير، كما التزم به الشيخ محمد جواد البلاغي في مقدّمة تفسير آلاء الرحمن حيث قال: «المعجز هو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية الله الخاصّة، خارقاً للعادة، وخارجاً عن حدود القدرة البشريّة، وقوانين العلم والتعلّم، ليكون بذلك دليلاً علي صدق النبيّ، وحجّته في دعواه النبوّة ودعوته». مقدّمة تفسير آلاء الرحمن، المطبوع ضمن تفسير الشبّر: ص 3.