بازگشت

اخباره بالوقائع العامة


1 - الحضينيّ(رحمه الله): عن أبي العبّاس بن عتاب بن يونس الديلميّ، عن عليّ بن يونس وكان رجل من عبّاد الشيعة وصلحائهم زهداً وورعاً قال علي بن يونس: حملت ألطافاً وبزّاً [1] من قوم من الشيعة، وجعلوني رسولهم إلي أبي الحسن(«عليه السلام») بعد وروده من سامرّاء. فلمّا دخلت سألت عنه.

فقيل لي: هو مع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلي الحلّة طمعاً أنّي أراهم فلم أصل إليه، ورأيت الناس جلوساً يترقّبونه.

فوقفت علي الطريق مع ذلك الخلق، فما لبث أن انصرف المتوكّل ومن كان معه، وأقبل أبو الحسن(«عليه السلام»)، ومعه غلامه نصر، ومن أصحابه جماعة وبني عمّه، وأنا في جملة الناس، فلمّا صار بإزائي نظر إليّ وأشار بيده نحوي وقال: كيف كنت في سفرك؟ احمل إلينا الألطاف البزّ الذي جئت به!

فقلت: لا إله إلّا الله، عرفني من كلّ هذا الخلق العظيم وعلم ما حملته إليه، ففكّرت فيمن يحمل الألطاف والبزّ إليه من حيث لا يعلم بي أحد، فأودعتها فصرت إلي الموضع ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولاالألطاف.



[ صفحه 251]



فقلت: وا أسفاه! أيّ شي ء أقول له وقد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامه نصر يدعوني باسمي واسم أبي وهو يقول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطاف له، فحملها ورفّهك [2] من حملها، فسألته من كان إيّاها من داخل البيت.

فقال: سبحان الله! تسألنا عمّا لم نره، ما دخل علينا أحد ولا دخل بيتك أحد. [3] .

2 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّثني بعض الثقات قال: كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم.

فقال المتوكّل: إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل.

قال الرجل: فأحضرني عبيد الله بن يحيي وكان يعني بأمري ويحبّ خلاصي، فعرّفني الخبر ووصف سروره بما جري وأمرني بالإشهاد علي نفسي ببيع الغلام، فأنعمت له، ووجّه لإحضار العدول وكتب العهدة.

فقلت في نفسي: والله! ما بعته غلاماً، وقد ربّيته، وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيه فيملكه طاغوت فإنّ هذا حرام عليّ.

فلمّا حضر الشهود وأحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة، قلت للعدول:



[ صفحه 252]



اشهدوا أنّه حرّ لوجه الله.

فكتب عبيد الله بن يحيي بالخبر، فخرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق الحبوس.

قال: فوجّهت بأولادي وجميع أسبابي إلي أصدقائي وإخواني يعرّفونهم الخبر، ويسألونهم السعي في خلاصي، وكتبت بعد ذلك بخبري إلي أبي الحسن«عليه السلام».

فوقّع إليّ: لا والله! لا يكون الفرج حتّي تعلم أنّ الأمر لله وحده.

قال: فأرسلت إلي جميع من كنت راسلته وسألته السعي في أمري، أسأله أن لا يتكلّم ولا يسعي في أمري، وأمرت أسبابي ألّا يعرفوا خبري، ولا يسيروا إلي زاير منهم.

فلمّا كان بعد تسعة أيّام فتحت الأبواب عنّي ليلاً، فحملت فأُخرجت بقيودي، فأُدخلت إلي عبيد الله بن يحيي فقال لي وهو مستبشر: وردّ عليّ الساعة توقيع أمير المؤمنين يأمرني بتخلية سبيلك.

فقلت له: إنّي لا أُحبّ أن يحلّ قيودي حتّي تكتب إليه تسأله عن السبب في إطلاقي.

فاغتاظ عليّ واستشاط [4] غضباً وأمرني فنحّيت من يديه.

فلمّا أصبح ركب إليه ثمّ عاد فأحضرني وأعلمني أنّه رأي في المنام كأنّ آتياً أتاه وبيده سكّين، فقال له: لئن لم تخل سبيل فلان بن فلان لأذبحنّك.

وإنّه انتبه فزعاً فقرأ وتعوّذ ونام، فأتاه الآتي فقال له: أليس أمرتك بتخلية سبيل فلان، لئن لم تخل سبيله الليلة لأذبحنّك.



[ صفحه 253]



فانتبه مذعوراً [5] وداخله شأن في تخليتك ونام، فعاد إليه الثالثة

فقال له: والله! لئن لم تخل سبيله في هذه الساعة لأذبحنّك بهذا السكّين.

قال: فانتبهت ووقعت إليك بما وقعت.

قال: ثمّ نمت فلم أر شيئاً.

فقلت له: أمّا الآن فتأمر بحلّ قيودي.

فحلّوها، فخرجت إلي منزلي وأهلي، ولم أرد من المال درهماً. [6] .

3 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ قال:... سعي البطحائيّ بأبي الحسن«عليه السلام» إلي المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلي سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً،....

قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلي دار أبي الحسن بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلي السطح، ونزلت من الدرجة إلي بعضها في الظلمة،....

فناداني أبو الحسن«عليه السلام» من الدار: يا سعيد! مكانك حتّي يأتوك بشمعة،.... [7] .

4 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والدي الآس [8] في بستان وأكثر منه، فلمّا استوي الآس كلّه وحسن، أمر



[ صفحه 254]



الفرّاشين أن يفرشوا له علي دكّان في وسط البستان، وأنا قائم علي رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضيّ! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، ماله من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.

فقلت: يا أمير المومنين! إنّه ليس يعلم الغيب.

فأصبحت [وغدوت] إلي أبي الحسن«عليه السلام» من الغد وأخبرته بالأمر.

فقال: يا بنيّ! إمض أنت واحفر الأصل الأصفر، فإنّ تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها.

قال: ففعلت ذلك، فوجدته كما قال«عليه السلام»، ثمّ قال لي: يا بنيّ! لا تخبرنّ أحداً بهذا الأمر إلّا لمن يحدّثك بمثله. [9] .

5 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلي المدينة يحمل عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) إلي سرّ من رأي،....

فقال له: مالك يا أبا أحمد!؟

فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين.

قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت.

فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه.... [10] .



[ صفحه 255]




پاورقي

[1] البزّ: الثياب، وقيل: ضرب من الثياب. لسان العرب: 5 / 311 (بزز).

[2] رَفُهَ العيش بالضمّ: اتّسع ولان، ورجل رافهٌ مستريح مستمتع بنعمة. ورفّه نفسه ترفيهاً: أراحها. المصباح المنير: 234.

[3] الهداية الكبري: 316، س 3.

قطعة منه في: (معجزته«عليه السلام» في التوصّل إلي الهدايا التي يرسل إليه«عليه السلام») و(خادمه«عليه السلام») و(إجلال الناس له«عليه السلام») و(قبوله«عليه السلام» هدايا الناس) و(أحواله«عليه السلام» مع المتوكّل).

[4] إستشاط: أي احتدم كأنّه التهب في غضبه. لسان العرب: 7 / 339 (شيط).

[5] ذعر، ذعراً: دهش. أقرب الموارد: 2 / 299، (ذعر).

[6] إثبات الوصيّة: 241، س 3.

قطعة منه في: (يمينه«عليه السلام») و(موعظة في تحصيل الفرج) و(كتابه«عليه السلام» إلي رجل).

[7] الإرشاد: 329، س 18.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 515.

[8] الآس: ضرب من الرياحين، شجرة ورقها عَطِر. لسان العرب: 6 / 19 (أوس).

[9] الثاقب في المناقب: ص 538، ح 477. عنه مدينة المعاجز: 7 / 494، ح 2486.

قطعة منه في: (أحواله«عليه السلام» مع المتوكّل).

[10] المناقب: 4 / 413، س 14.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 323.