بازگشت

علي المتوكل


1 - الحضينيّ(رحمه الله): قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ، وكان باباً لمولانا الحسن، وبعده رأي مولانا محمّداً(عليهماالسلام) من بعد عمر بن الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، وعليّ بن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن عبد الله الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابناقارن، فشكونا إلي أبي شعيب، وقلنا: ما تري إلي ما قد نزل بنا من عدوّنا هذا الطاغي المتوكّل علي سيّدنا أبي الحسن(«عليه السلام») وعلينا، وما نخافه من شرّه، وإنفاذه إلي إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي عبد الله الحسين بن عليّ (عليهماالسلام) بكربلاء.

فقال أبو شعيب: الساعة تجيئكم رسالة من مولاي أبي الحسن«عليه السلام»،



[ صفحه 275]



وترون فيها عجباً يفرح قلوبكم، وتقرّ عيونكم، وتعلمون أنّكم الفائزون.

فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن(«عليه السلام») وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول لك: قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة، وعرفت شكواهم إليك، فيكونوا عندك إلي أن يقدم رسولي بما تعمل.

فقال أبو شعيب: سمعاً وطاعةً لمولاي، فأقمنا عنده نهارنا، وصلّينا العشائين، وهدّت الطرق.

فقال أبو شعيب: خذوا هبتكم! فإنّ الرسول يجيئكم الساعة، فما لبثنا أن وافي الخادم، فقال: يا أبا شعيب! خذ إخوانك وصر بهم إلي مولاك، فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن«عليه السلام» قد أقبل، ونور وجهه أضوء من نور الشمس.

فقال لنا: نعمتم بياتاً.

فقلنا: يا مولانا! لله الشكر ولك.

فقال«عليه السلام»: كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا، لولا لزوم الحجّة وبلوغ الكتاب أجله ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، ويحقّ كلمة العذاب علي الكافرين، لعجّل الله ما بعد عنه، ولو شئت لسألت الله النكال الساعة ففعل، وسأُريكم ذلك، ودعا بدعوات فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوباً يستقيل الله ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة. [1] .



[ صفحه 276]



2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله):... حدّثني أبو روح النسّابيّ، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) أنّه دعا علي المتوكّل...

وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)، وشقّ عليه مالقيه من الحرّ والرحمة.

قال زُرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي! يعزّ والله عليّ ماتلقي من هذه الطغاة، وما قد تكلّفته من المشقّة،....

فقال لي: اعلم! أنّ المتوكّل لا يبقي في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام....

قال زُرافة: فوالله! ما جاء اليوم الثالث حتّي هجم المنتصر ومعه بَغا، ووصيف، والأتراك علي المتوكّل فقتلوه وقطّعوه، والفتح بن الخاقان جميعاً قطّعاً حتّي لم يعرف أحدهمامن الآخر، وأزال الله نعمته ومملكته، فلقيت الإمام أباالحسن«عليه السلام» بعد ذلك وعرّفته ما جري مع المؤدّب و ما قاله.

فقال«عليه السلام»: صدق، أنّه لمّا بلغ منّي الجهد رجعت إلي كنوز نتوارثها من آبائنا، هي أعزّ من الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم علي الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه الله.

فقلت له: يا سيّدي! إن رأيت أن تعلّمنيه، فعلّمنيه وهو:

«اللهمّ! إنّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا...». [2] .



[ صفحه 277]




پاورقي

[1] الهداية الكبري: 323، س 11.

قطعة منه في (إخباره«عليه السلام» بما في الضمائر) و(نور وجهه«عليه السلام») و(خادمه«عليه السلام») و(أحواله«عليه السلام» مع المتوكّل) و(الولاية التكوينيّة للإمام«عليه السلام»).

[2] مهج الدعوات: 318، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 727.