كتابته في ظلمة الليل
1 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالساً أُعلّم غلاماً من غلمانه... إذ دخل علينا أبوالحسن«عليه السلام»....
فقال:... أُريد أن أكتب كتاباً... ثمّ أقبل الغلام بالدواة، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّي أظلم [الليل] فيما بيني وبينه، فلم أر الكتاب، وظننت أنّه قد أصابه الذي أصابني، فقلت للغلام: قم! فهات بشمعة من الدار حتّي يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضي، فقال للغلام: ليس لي إلي ذلك حاجة.
ثمّ كتب كتاباً طويلاً إلي أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوباً، أو غير مقلوب، فناولني [الكتاب] فأخذت... فخرجت مبادراً... وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت.
[ صفحه 305]
فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقاً بحرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب.... [1] .
پاورقي
[1] الخرائج والجرائح: 1 / 408، ح 14.
تقدّم الحديث بتمامه في رقم 381.