بازگشت

زيارته والتوسل به


وفيه موضوعان

ممّا لاريب فيه أنّ زيارة القبور، خاصّة قبور الأنبياء، وأئمّة أهل بيت النبوّة(عليهم السلام)، والصالحين، والتوسّل بهم، من الأُمور المرغّب فيها شرعاً عند المسلمين، وعند الشيعة الإماميّة، لأنّ رسول الله وأهل بيته(عليهم السلام)، هم الوسيلة إلي الله تعالي، انطلاقاً من الآية الكريمة: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) [1] والتي قال رسول الله بعد قراءتها: «نحن الوسيلة إلي الله والوصلة إلي رضوان الله.... [2] وأنّ زيارتهم(عليهم السلام) بمنزلة زيارة الله تبارك وتعالي، كما ورد عن عليّ بن موسي الرضا(عليهماالسلام)، عن رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) في حديث طويل: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله». [3] .



[ صفحه 320]



وأنّ زيارة قبورهم تُعدّ جزءاً من المودّة التي سألها رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) من المسلمين، تقول الآية: (قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي). [4] .

وتشكّل تمام الوفاء لهم بالعهد، فقد روي الكلينيّ بإسناده عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا«عليه السلام» يقول: «إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم»، [5] .

ثمّ جعلها أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) من تمام الحجّ، كما ورد عن الإمام الصادق«عليه السلام»: «إذا حجّ أحدكم فليختم بزيارتنا، لأنّ ذلك من تمام الحجّ» [6] .

ثمّ راح«عليه السلام» يبيّن شروط زيارتهم التي تترتّب عليها شفاعتهم بقوله: «فمن زارهم(عليهم السلام) رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة»، [7] .

وما أعظمها من شفاعة! وما أحوجنا إليها، ونحن نقف ذلك الموقف العظيم الذي يصوّره لنا القرآن الكريم أدقّ تصوير:(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَرَي وَمَا هُم بِسُكَرَي وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [8] .

ولهذا كلّه ولغيره راح رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) وأهل بيته الطاهرون، يحثّون المسلمين عليها، ويرغّبونهم فيها لمنافعها الجليلة، فهي من أفضل الطاعات



[ صفحه 321]



بعد العبادات الواجبة، وحظيت بثواب عظيم وأجر كريم.

وأمّا كيفيّة الزيارة والتوسّل بهم(عليهم السلام) فقد وردت في ذلك زيارات مأثورة وغير مأثورة، تتقدّمها آداب خاصّة، تدلّ علي عظم مكانتهم وعلوّ شأنهم(عليهم السلام)، وأنّ في مفردات ومعاني تلك الزيارات شفاءً لأسقام الأفهام، وضياءً لظلام الأيّام.


پاورقي

[1] المائدة: 5 / 35.

[2] البحار: 25 / 22، ح 38.

[3] وسائل الشيعة: 14 / 325، ح 19320.

[4] الشوري: 42 / 23.

[5] الكافي: 4 / 567 ح 2.

[6] وسائل الشيعة: 14 / 324، ح 19316.

[7] الكافي: 4 / 567 ح 2.

[8] الحجّ: 22 / 2.