بازگشت

احواله مع المتوكل


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): وكان المتوكّل أشخصه مع يحيي ابن هرثمة بن أعين من المدينة إلي سرّ من رأي، فتوفّي بها«عليه السلام» ودفن في داره. [1] .



[ صفحه 457]



2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، ذكره قال: لمّا سمّ المتوكّل نذر: إن عوفي أن يتصدّق بمال كثير.

فلمّا عوفي سأل الفقهاء عن حدّ المال الكثير؟ فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مائة ألف، وقال بعضهم: عشرة آلاف؛ فقالوا فيه أقاويل مختلفة، فاشتبه عليه الأمر.

فقال له رجل من ندمائه يقال له صفعان: ألا تبعث إلي هذا الأسود فتسأل عنه؟ فقال له المتوكّل: من تعني ويحك؟ فقال له: ابن الرضا، فقال له: وهو يحسن من هذا شيئاً؟ فقال: إن أخرجك من هذا فلي عليك كذا وكذا، وإلّا فاضربني مائة مقرعة.

فقال المتوكّل: قد رضيت يا جعفر بن محمّد، سر إليه، وسله عن حدّ المال الكثير؛ فصار جعفر بن محمود إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد (عليهماالسلام) فسأله عن حدّ المال الكثير؟

فقال«عليه السلام»: الكثير ثمانون.

فقال له جعفر: يا سيّدي! إنّه يسألني عن العلّة فيه؟

فقال له أبوالحسن«عليه السلام»: إنّ الله عزّ وجلّ يقول: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) [2] ، فعدّدنا تلك المواطن فكانت ثمانين. [3] .



[ صفحه 458]



3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): الحسين بن الحسن الحسنيّ [4] قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّي يعقوب بن ياسر قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم! قدأعياني أمر ابن الرضا؛ أبي أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في هذا. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسي قصّاف [5] عزّاف [6] يأكل ويشرب ويتعشّق.



[ صفحه 459]



قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّي نموّه به علي الناس، ونقول: ابن الرضا.

فكتب إليه وأُشخص مكرماً، وتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد والناس علي أنّه إذا وافي أقطعه قطيعة وبني له فيها، وحوّل الخمّارين والقيان إليه، ووصله وبرّه، وجعل له منزلاً سريّاً [7] حتّي يزوره هو فيه.

فلمّا وافي موسي تلقّاه أبو الحسن«عليه السلام» في قنطرة وصيف، وهو موضع تتلقّي فيه القادمون، فسلّم عليه ووفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، ويضع منك، فلاتقرّ له أنّك شربت نبيذاً قطّ.

فقال له موسي: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟

قال«عليه السلام»: فلاتضع من قدرك، ولا تفعل فإنّما أراد هتكك.

فأبي عليه، فكرّر عليه؛ فلمّا رأي أنّه لا يجيب قال: أمّا إنّ هذا مجلس لاتجمع أنت وهو عليه أبداً.

فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ؛ فيروح.

فيقال: قد سكر، فبكّر؛ فيبكّر، فيقال: شرب دواء.

فما زال علي هذا ثلاث سنين حتّي قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه. [8] .



[ صفحه 460]



4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله):... جعفر بن رزق الله، - أو رجل عن جعفر بن رزق الله - قال: قدم إلي المتوكّل رجل نصرانيّ فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحدّ فأسلم.

فقال يحيي بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله.

وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود.

وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فأمر المتوكّل بالكتاب إلي أبي الحسن الثالث«عليه السلام» وسؤاله عن ذلك.

فلمّا قرأ الكتاب كتب«عليه السلام»: يضرب حتّي يموت.

فأنكر يحيي بن أكثم، وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين! سل عن هذا فإنّه شي ء لم ينطق به كتاب، ولم تجي ء به سنّة.

فكتب إليه: أنّ فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا لم يجي ء به سنّة ولم ينطق به كتاب فبيّن لنا لم أوجبت عليه الضرب حتّي يموت.

فكتب«عليه السلام»: بسم الله الرحمن الرحيم (فَلَمَّا رَأَوْاْ [9] بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ _ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ي وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَفِرُونَ).

قال: فأمر به المتوكّل، فضرب حتّي مات. [10] .



[ صفحه 461]



5 - الحضينيّ(رحمه الله): عن الحسن بن مسعود، وعليّ، وعبيد الله الحسنيّ قال: دخلنا علي سيّدنا أبي الحسن(«عليه السلام») بسامرّا وبين يديه أحمد بن الخصيب، ومحمّد وإبراهيم الخيّاط، وعيونهم تفيض من الدمع، فأشار(«عليه السلام») إلينا بالجلوس فجلسنا وقال: هل علمتم ما علمه إخوانكم؟

فقلنا: حدّثنا منه يا سيّدنا ذكراً.

قال: نعم! هذا الطاغي قال مسمعاً لحفدته وأهل مملكته: تقول شيعتك الرافضة: إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون إلّا لله، فهل تستطيع إن أردت سوءاً تدفعه؟

فقلت له: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ و إِلَّا هُوَ) [11] فأطرق ثمّ قال: إنّك لتروي لكم قدرة دوننا، ونحن أحقّ به منكم، لأنّنا خلفاء وأنتم رعّيتنا، فأمسكت عن جوابه، لأنّه أراد يبيّن جبره بي فنهضت.

فقال: لتقعدنّ وهو مغضب، فخالفت أمره، وخرجت فأشار إلي من حوله: الآن خذوه، فلم تصل أيديهم إليّ، وأمسكها الله عنّي فصاح: الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا.

فلم يستتمّ كلامه حتي زلزلت الأرض، ورجفت فسقط لوجهه وخرجت، فقلت في غد الذي يكون له هنا قدرة يكون عليه الحكم لا له، فبكينا علي إمهال الله عليه وتجبّره علينا وطغيانه، فلمّا كان من غد ذلك اليوم فأذن لنا فدخلنا.

فقال: هذا ولّينا زُرافة يقول: إنّه قد أخرج سيفاً مسموماً من الشفرتين، وأمره أن يرسل إليّ فإذا حضرت مجلسه أُخلّي زُرافة لامته منّي، ودخل إليّ



[ صفحه 462]



بالسيف ليقتلني به، ولن يقدر علي ذلك. فقلنا: يا مولانا! اجعل لنا من الغمّ فرجاً. فقال: أنا راكب إليه فإذا رجعت فاسألوا زُرافة عمّا يري.

قال: وجاءته الرسل من دار المتوكّل، فركب وهو يقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَنِ كَانَ ضَعِيفًا) [12] ولم نزل نرقّب رجوعه إلي أن رجع ومضينا إلي زُرافة، فدخلنا عليه في حجرة خلوته، فوجدناه منفرداً بها، واضعاً خدّه علي الأرض يبكي، ويشكر الله مولاه ويستقيله، فما جلس حتّي أتينا إليه فقال لنا: اجلسوا ياإخواني حتّي أُحدّثكم بما كان من هذا الطاغي ومن مولاي أبي الحسن«عليه السلام».

فقلنا له: سرّنا سرّك الله.

فقال: إنّه أخرج إليّ سيفاً مسموم الشفرتين، وأمرني ليرسلني إلي مولاي أبي الحسن«عليه السلام» إذا خلا مجلسه فلا يكون فيه ثالث غيري، وأعلو مولاي بالسيف فأقتله، فانتهيت إلي ما خرج به أمره إليّ، فلمّا ورد مولاي للدار، وقفت مشارفاً، فأعلم ما يأمر به وقد أخليت المجلس وأبطأت.

فبعث إليّ هذا الطاغي خادماً يقول: امض ويلك! ما أمرك به.

فأخذت السيف بيدي ودخلت، فلمّا صرت في صحن الدار ورآني مولاي، فركل برجله وسط المجلس، فانفجرت الأرض وظهر منها ثعبان عظيم فاتح فاه، لو ابتلع سامرّا ومن فيها لكان في فيه سعة لا تري مثله، فسقط المتوكّل لوجهه، وسقط السيف من يده، وأنا أسمعه يقول: يا مولاي ويا ابن عمّي أقلني أقالك الله، وأنا أشهد أنّك علي كلّ شي ء قدير.



[ صفحه 463]



فأشار مولاي بيده إلي الثعبان، فغاب ونهض وقال: ويلك! ذلك الله ربّ العالمين، فحمدنا الله وشكرناه. [13] .

6 - الحضينيّ(رحمه الله): حدّثني محمّد بن إسماعيل... عن محمّد بن المفضّل قال: سألت سيّدي أبا عبد الله الصادق«عليه السلام».... قال المفضّل: يا سيّدي! إلي أين يسير المهديّ«عليه السلام»؟ قال: إلي مدينة جدّه رسول الله (صلي الله عليه و آله وسلم)... ويحضر السيّد محمّد الأكبر رسول الله، والصدّيق الأعظم أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمّة(عليهماالسلام) إمام بعد إمام، وكّل من محض الإيمان محضاً، ومحض الكفر محضاً... ويقوم عليّ بن محمّد (عليهماالسلام)، فيشكو إلي جدّه رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) تسيير جعفر المتوكّل إيّاه، وابنه الحسن، من المدينة إلي مدينة بناها علي الدجلة تدعي بسامرّا، وما جري عليه منه، إلي أن قتل المتوكّل ومات عليّ بن محمّد.... [14] .

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

7 - الحضينيّ(رحمه الله):... فارس بن ماهويه قال: بعث المتوكّل إلي سيّدنا أبي الحسن(«عليه السلام») أن اركب واخرج معنا إلي الصيد لنشاركك.

فقال«عليه السلام» للرسول: قل له إنّي راكب، فلمّا خرج الرسول قال: كذب، مايريد إلّا غير ما قال.

قلنا: يا مولانا! فما الذي يريد؟

قال: فما يظهر مايريده بما يعيده من الله، وهو يركب في هذا اليوم ويخرج



[ صفحه 464]



إلي الصيد فيه همّه جيشه علي القنطرة في النهر، فيعبر سائر العسكر ولا تعبر دابّتي وأرجع؛ فيسقط المتوكّل عن فرسه وتزيل رجله، فتوهن يده ويمرض شهراً.

قال فارس: فركب سيّدنا علي ركوبه مع المتوكّل قال له: يا ابن عمّي! فقال: نعم! وهو سائر معه في ورود النهر والقنطرة، فعبر سائر الجيش وتشعّثت القنطرة وانهدمت، ونحن في أواخر القوم مع سيّدنا وأرسل الملك تحته. فلمّا وردنا النهر والقنطرة فامتنعت دابّته أن تعبر، وعبر سائر الجيش ودوابّنا، واجتهدت رسل المتوكّل في دابّته ولم تعبر، وبعد المتوكّل، فلحقوا به ورجع سيدّنا، فلم يمض من النهار ساعةً حتّي جاء الخبر: أنّ المتوكّل سقط عن دابّته، وزالت رجله وتوهنت يده وبقي عليلاً شهراً، وعتب علي أبي الحسن.

فقال أبو الحسن«عليه السلام»: ما رجع إلّا فزع لا تصيبه هذه السقطة عليه، وإنّما رجعنا غصب عنّا لا تصيبنا هذه السقطة، فقال أبو الحسن: صدق الملعون وأبدي ما كان في نفسه. [15] .

8 - الحضينيّ(رحمه الله):... عليّ بن يونس: حملت ألطافاً وبزّاً من قوم من الشيعة، وجعلوني رسولهم إلي أبي الحسن(«عليه السلام») بعد وروده من سامرّاء، فلمّا دخلت سألت عنه.

فقيل لي: هو مع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلي الحلّة طمعاً أنّي أراهم فلم أصل إليه، ورأيت الناس جلوساً يترقّبونه.



[ صفحه 465]



فوقفت علي الطريق مع ذلك الخلق، فما لبث أن انصرف المتوكّل ومن كان معه، وأقبل أبو الحسن(«عليه السلام»).... [16] .

9 - الحضينيّ(رحمه الله): قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ، وكان باباً لمولانا الحسن، وبعده رأي مولانا محمّداً(عليهماالسلام) من بعد عمر بن الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، و عليّ ابن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن عبد الله الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابنا قارن، فشكونا إلي أبي شعيب، وقلنا: ما تري إلي ما قد نزل بنا من عدوّنا هذا الطاغي المتوكّل علي سيّدنا أبي الحسن(«عليه السلام») وعلينا، وما نخافه من شرّه....

فقال«عليه السلام»: كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا،... ودعا بدعوات، فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوباً يستقيل الله ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة. [17] .

10 - الحضينيّ(رحمه الله): محمّد بن إبراهيم الكوفيّ قال: حدّثني أحمد بن الخصيب بسامرّا وقد سألته عن لعن أبي الحسن«عليه السلام» لفارس بن حاتم بن ماهويه؟

وكان السبب فيه أنّ المتوكّل بعث في يوم دجن والسحاب يلقي رذاذاً وكان في وقت الربيع من الزمان، وقد أمر المتوكّل فزخرفت داره، وأظهر



[ صفحه 466]



فيها من الجوهر وألوان الطيب، وأفضل ممّا كان يظهر، وأظهر القينات والمغنّين في ألوان التزيين، ووقفوا صفوفاً والملاهي علي صدورهم، وجلس علي السرير ولبس البردة، وجعل التاج علي رأسه، وأنفذ رسلاً إلي أبي الحسن«عليه السلام» ودخل معه فارس بن ماهويه، وفي يد المتوكّل كأس مملوء خمراً.

فلمّا انتهي أبو الحسن«عليه السلام» إلي داره في المدينة، فعلي له رتبة وتطاول إليه، ودعا بسفرة فجعلت مع جانبه وأقبل عليه، وقال: يا ابن العمّ! ما تري إلي هذه الدنيا وحسن هذا اليوم، واستشعارنا فيه والسرور بك؟

فقال: لله وهو غير باش به، وقال: إنّ سروري أتاني بما أطعتني فيه، رفعت منزلتك وأطعتك فيما تحبّ، وأفضلت علي أهل بيتك ومواليك، وكنت لك كنفسك، وإن خالفتني فيه حملتني علي قطع الرحم بيني وبينك، ومعصية الله فيك، وقصد أهل ومواليك بما لا تحبّه، فاختر أيّ الحالتين شئت، وأرجوا أن لا تخالفني؛ ثمّ حلف له بغليظ الأيمان المؤكّدة لينفي له ما سمعه منه.

فقال أبو الحسن«عليه السلام»: هذه تباشير خير، سنة شرّ لا خير فيه، فقال: الله الكافي.

فقال المتوكّل للمغنّين: غنّوا واضربوا بالملاهي، وغنّوا، وشربوا، وشرب المتوكّل، فقال للخادم: هاته في كأس خمر، وادفعه إليه، وأقبل المتوكّل علي أبي الحسن«عليه السلام» وقال: قد سمعت مأمون الأيمان وأنا بها أسألك أن تشرب هذا الكأس.

فقال له أبو الحسن: أستغفر الله من الشيطان الرجيم! فأخاف الله وأخشاه، فإنّي لا أبدّل طاعتك في معصية الله.



[ صفحه 467]



فضحك المتوكّل وقال للخادم: هلمّه واسق فارس بن ماهويه، فأخذ فارس الكأس، فشربه وخرج مع أبي الحسن.

فقال المتوكّل: لا يسير ابن عمّي في هذا المطر إلّا راكباً؛ فقدّموا إليه الطيّارة ليفعلوا ذلك، فجلس«عليه السلام» ومعه فارس.... [18] .

11 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ: قال: حدّثني أبي قال: أمر المعتصم أن يحفر بالبطائية (البطانية) بئر، فحفروا ثلاثمائة قامةً فلم يظهر الماء فتركه ولم يحفره.

فلمّا ولّي المتوكّل أمر أن يحفر ذلك البئر أبداً حتّي يبلغ الماء، فحفروا حتّي وضعوا في كلّ مائة قامة بكرة، حتّي انتهوا إلي صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان بقربها.

فأخبروا المتوكّل بذلك فلم يعلم بذلك ما ذاك.

فقالوا: سل ابن الرضا عن ذلك، وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد (عليهماالسلام). فكتب إليه يسأل عن ذلك.

فقال أبو الحسن«عليه السلام»: تلك بلاد الأحقاف، وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر. [19] .

12 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّث أبو عبد الله محمّد بن عرفة النحويّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه):



[ صفحه 468]



مايقول ولد أبيك في العبّاس بن عبد المطّلب؟ قال: وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه [20] علي خلقه، وافترض طاعته علي بنيه؟ فأمر له بمائة ألف درهم، وإنّما أراد أبو الحسن طاعة الله علي بنيه، فعرّض. [21] .

13 - المسعوديّ(رحمه الله): حدّثنا ابن الأزهر قال: حدّثني القاسم بن عباد قال: حدّثني يحيي بن هرثمة قال: وجّهني المتوكّل إلي المدينة لإشخاص عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر(عليهم السلام) لشي ء بلغه عنه؛ فلمّا صرت إليها ضجّ أهلها، وعجّوا ضجيجاً وعجيباً ما سمعت مثله، فجعلت أسكّنهم وأحلف لهم أنّي لم أُومر فيه بمكروه، وفتّشت بيته، فلم أجدفيه إلّا مصحفاً ودعاءً، وما أشبه ذلك، فأشخصته وتولّيت خدمته وأحسنت عشرته.

فبينا أنا [نائم] يوماً من الأيّام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذركب وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابّته، فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلّا هنيهةً حتّي جاءت سحابة فأرخت عزاليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جدّاً.

فالتفت إليّ، وقال: أنا أعلم أنّك أنكرت ما رأيت، وتوهّمت أنّي علمت من الأمر ما لا تعلمه، وليس ذلك كما ظننت، ولكن نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر. فلمّا أصبحت هبّت ريح لا تخلف،



[ صفحه 469]



وشممت منها رائحة المطر، فتأهّبت لذلك. فلمّا قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهريّ - وكان علي بغداد-.

فقال لي: يا يحيي! إنّ هذا الرجل قد ولّده رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم)، والمتوكّل من تعلم، وإن حرضته علي قتله كان رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) خصمك.

فقلت: والله! ما وقفت له إلّا علي كلّ أمر جميل. فصرت إلي سامرّا، فبدأت بوصيف التركيّ، وكنت من أصحابه.

فقال: والله! لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري، فعجبت من قولهما، وعرّفت المتوكّل ما وقفت عليه، وما سمعته من الثناء عليه، فأحسن جائزته، وأظهر برّه وتكرمته. [22] .

14 - المسعوديّ(رحمه الله): وكتب بريحة العبّاسيّ صاحب الصلاة بالحرمين إلي المتوكّل: إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج عليّ بن محمّد منهما، فإنّه قد دعا إلي نفسه، واتّبعه خلق كثير. وتابع بريحة الكتب في هذا المعني، فوجّه المتوكّل بيحيي بن هرثمة، وكتب معه إلي أبي الحسن«عليه السلام» كتاباً جميلاً يعرّفه أنّه قد اشتاقه ويسأله القدوم عليه، وأمر يحيي بالمسير معه كما يجب، وكتب إلي بريحة يعرّفه ذلك. فقدم يحيي بن هرثمة المدينة، فأوصل الكتاب إلي بريحة، وركبا جميعاً إلي أبي الحسن«عليه السلام»، فأوصلا إليه كتاب المتوكّل، فاستأجلهما ثلاثاً.

فلمّا كان بعد ثلاث عاد إلي داره، فوجد الدواب مسرجة، والأثقال



[ صفحه 470]



مشدودة قدفرغ منها. وخرج صلّي الله عليه متوجّهاً نحو العراق، واتّبعه بريحة مشيّعاً، فلمّا صار في بعض الطريق قال له بريحة: قد علمت وقوفك علي أنّي كنت السبب في حملك، وعليّ حلف بأيمان مغلظة، لئن شكوتني إلي أمير المؤمنين، أو إلي أحد من خاصته، وأبنائه لأجمرنّ نخلك، ولأقتلنّ مواليك، ولأعورنّ عيون ضيعتك، ولأفعلنّ، ولأصنعنّ. فالتفت إليه أبوالحسن«عليه السلام» فقال له: إنّ أقرب عرضي إيّاك علي البارحة، وما كنت لأعرضنّك عليه ثمّ لأشكونّك إلي غيره من خلقه.

قال: فانكبّ عليه بريحة، وضرع إليه، واستعفاه.

فقال له: قد عفوت عنك. [23] .

15 - المسعوديّ(رحمه الله): ووجّه [المتوكّل] إلي أبي الحسن«عليه السلام» بثلاثين ألف درهم، وأمره أن يستعين بها في بناء دار فخطّت، ورفع أساسها رفعاً يسيراً.

فركب المتوكّل يوماً يطوف في الأبنية، فنظر إلي داره لم ترتفع، فأنكر ذلك وقال لعبيد الله بن يحيي بن خاقان وزيره: عليّ وعليّ... يميناً أكدّها... لئن ركبت ولم ترتفع دار عليّ بن محمّد لأضربنّ عنقه.

فقال له عبيد الله بن يحيي: يا أمير المؤمنين لعلّه في ضيقة.

فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجّه بها عبيد الله مع ابنه أحمد، وقال: حدّثه بماجري؛ فصار إليه فأخبره بالخبر، فقال: إن ركب إلي البناء.



[ صفحه 471]



فرجع أحمد بن عبيد الله إلي أبيه فعرّفه ذلك، فقال عبيد الله: ليس والله! يركب. [24] .

16 - المسعوديّ(رحمه الله):... وقدم به [أي أبي الحسن الثالث«عليه السلام»] بغداد وخرج إسحاق بن إبراهيم جملة القوّاد فتلقّوه... ثمّ خرج إلي سرّ من رأي فتلقّاه جملة من أصحاب المتوكّل، حتّي دخل إليهم، فأعظمه وأكرمه، ومهّدله، ثمّ انصرف عنه إلي دار أعدّت له؛ وأقام بسرّ من رأي. [25] .

17 - المسعوديّ(رحمه الله): روي أنّه [أي أبا الحسن الثالث«عليه السلام»] دخل دار المتوكّل فقام يصلّي،.... [26] .

18 - المسعوديّ(رحمه الله): روي أحمد بن محمّد بن قابنداذ الكاتب الإسكافيّ قال:... فصرت إلي سرّ من رأي فلم أصل إليه [أي أبي الحسن الهادي«عليه السلام»]... ثمّ سمعت الناس يتحدّثون بأنّه يركب، فبادرت ففاتني ودخل دار السلطان.... [27] .

19 - الشيخ الصدوق(رحمه الله):... الصقر بن أبي دلف قال: لمّا حمل المتوكّل



[ صفحه 472]



سيّدنا أبا الحسن«عليه السلام» جئت أسأل عن خبره. قال: فنظر إليّ الزراقيّ وكان حاجباً للمتوكّل، فأومأ إليّ أن ادخل عليه، فدخلت إليه... فإذا هو«عليه السلام» جالس علي صدر حصير وبحذاه قبر محفور.... [28] .

20 - الشيخ المفيد(رحمه الله): أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن محمّد الطاهريّ [29] قال: مرض المتوكّل من خُراج [30] خرج به، فأشرف منه علي الموت فلم يجسر أحد أن يمسّه بحديدة، فنذرت أُمّه إن عوفي أن تحمل إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) مالاً جليلاً من مالها. وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلي هذا الرجل يعني أبا الحسن«عليه السلام» فسألته فإنّه ربما كان عنده صفة شي ء يفرّج الله به عنك. فقال: ابعثوا إليه.

فمضي الرسول ورجع. فقال«عليه السلام»: خذوا كُسب [31] الغنم، فديفوه بماء الورد فإنّه نافع بإذن الله، فجعل من يحضر المتوكّل يهزأ من قوله.

فقال لهم الفتح: وما يضرّ من تجربة ما قال، فوالله! إنّي لأرجو الصلاح به، فأُحضر الكُسب، وديف بماء الورد، ووضع علي الخُراج، فانفتح وخرج ما كان فيه، وبشّرت أُمّ المتوكّل بعافية.



[ صفحه 473]



فحملت إلي أبي الحسن«عليه السلام» عشرة آلاف دينار تحت ختمها، واستقلّ المتوكّل من علّته. فلمّا كان بعد أيّام سعي البطحائيّ بأبي الحسن«عليه السلام» إلي المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلي سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً، ويأخذ مايجده عنده من الأموال والسلاح، ويحمل إليه.

قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلي دار أبي الحسن«عليه السلام» بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلي السطح، ونزلت من الدرجة إلي بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلي الدار. فناداني أبوالحسن«عليه السلام» من الدار: يا سعيد! مكانك حتّي يأتوك بشمعة، فلم ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت فوجدت عليه جبّة صوف، وقلنسوة منها، وسجّادته علي حصير بين يديه، وهو مقبل علي القبلة. فقال لي: دونك البيوت، فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئاً، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أُمّ المتوكّل. وكيساً مختوماً معها.

فقال لي أبو الحسن«عليه السلام»: دونك المصلّي، فرفعته فوجدت سيفاً في جفن ملبوس، فأخذت ذلك وصرت إليه، فلمّا نظر إلي خاتم أُمّه علي البدرة بعث إليها، فخرجت إليه فسألها عن البدرة؟ فأخبر بعض خدم الخاصة: أنّها قالت: كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه وهذا خاتمي علي الكيس ماحرّكه؛ وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار، فأمر أن يضمّ إلي البدرة بدرة أُخري، وقال لي: احمل ذلك إلي أبي الحسن، واردد عليه السيف، والكيس بما فيه، فحملت ذلك إليه واستحييت منه.

فقلت له: يا سيّدي! عزّ عليّ دخولي دارك بغير إذنك، ولكنّي مأمور.



[ صفحه 474]



فقال لي: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ). [32] [33] .

21 - الشيخ المفيد(رحمه الله): وكان سبب شخوص أبي الحسن«عليه السلام»، من المدينة، إلي سرّ من رأي أنّ عبد الله بن محمّد كان يتولّي الحرب والصلاة

بمدينة الرسول(صلي الله عليه و آله وسلم)، فسعي بأبي الحسن«عليه السلام» إلي المتوكّل، وكان يقصده بالأذي وبلغ أباالحسن«عليه السلام» سعايته به. فكتب إلي المتوكّل يذكر تحامل عبدالله بن محمّد عليه، كذّبه فيما سعي به، فتقدّم المتوكّل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلي حضور العسكر علي جميل من الفعل والقول، فخرجت نسخة الكتاب وهي:



[ صفحه 475]



بسم الله الرحمن الرحيم

«أمّا بعد فإنّ أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقّك، مقدّر من الأُمور فيك، وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم، ويثبت به عزّك وعزّهم، ويدخل الأمن عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضي ربّه، وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم، وقد رأي أمير المؤمنين صرف عبدالله بن محمّد عمّا كان يتولّاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول(صلي الله عليه و آله وسلم)، إذ كان علي ما ذكرت من جهالته بحقّك، واستخفافه بقدرك، وعند ما قرفك [34] به، ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين برائتك منه، وصدق نيّتك في برّك، وقولك، وإنّك لم تؤهّل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولّي أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمّد ابن الفضل وأمره بإكرامك، وتبجيلك، والإنتهاء إلي أمرك، ورأيك، والتقرّب إلي الله، وإلي أمير المؤمنين بذلك.

وأمير المؤمنين مشتاق إليك، يحبّ إحداث العهد بك، والنظر إليك فان نشطت لزيارته، والمقام قبله ما أحببت شخصت، ومن اخترت من أهل بيتك، ومواليك وحشمك، علي مهلة وطمأنينة، ترحّل إذا شئت، وتنزل إذا شئت، وتسير كيف شئت، وإن أحببت أن يكون يحيي بن هرثمة مولي أميرالمؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلك، ويسيرون بسيرك، فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدّمنا إليه بطاعتك، فاستخر الله حتّي توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من إخوانه، وولده، وأهل بيته، وخاصّته، ألطف منه منزلة، ولا أحمد لهم أثرة، ولا هو لهم أنظر، ولا عليهم أشفق، وبهم أبّر،



[ صفحه 476]



وإليهم أسكن منه إليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

وكتب إبراهيم بن العبّاس في شهر جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

فلمّا وصل الكتاب إلي أبي الحسن«عليه السلام» تجهّز للرحيل، وخرج معه يحيي ابن هرثمة حتّي وصل إلي سرّ من رأي، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثمّ تقدّم المتوكّل بإفراد دار له فانتقل إليها. [35] .

22 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن بوطير قال: حدّثني خير الكاتب قال: حدّثني شيلمة [36] الكاتب، وكان قد عمل أخبار سرّ من رأي قال: كان المتوكّل ركب إلي الجامع، ومعه عدد ممّن يصلح للخطابة، وكان فيهم رجل من ولد العبّاس بن محمّد يلقّب بهريسة، وكان المتوكّل يحقّره، فتقدّم إليه أن



[ صفحه 477]



يخطب يوماً، فخطب وأحسن، فتقدّم المتوكّل يصلّي، فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر، فجاء فجذب منطقته [37] من ورائه، وقال: ياأمير المؤمنين!

من خطب يصلّي. فقال المتوكّل: أردنا أن نخجله فأخجلنا. وكان أحد الأشرار فقال يوماً للمتوكّل: ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد، فلا يبقي في الدار إلّا من يخدمه، ولا يتبعونه بشيل [38] ستر ولافتح باب ولا شي ء، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر مافعل به هذا، دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه، ويمشي كما يمشي غيره، فتمسّه بعض الجفوة [39] ؛ فتقدّم ألّا يخدم ولا يشال بين يديه ستر، وكان المتوكّل ما رُئي أحد ممّن يهتمّ بالخبر مثله.

قال: فكتب صاحب الخبر إليه: أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه ستر، فهبّ هواء رفع الستر له فدخل.

فقال: اعرفوا خبر خروجه؛ فذكر صاحب الخبر أنّ هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّي خرج.

فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه. [40] .

23 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت



[ صفحه 478]



يوماً علي المتوكّل وهو يشرب، فدعاني إلي الشرب.

فقلت: يا سيّدي! ما شربته قطّ.

فقال: أنت تشرب مع عليّ بن محمّد.

فقلت له: ليس تعرف من في يديك، إنّما يضرّك ولا يضرّه؛ ولم أُعدذلك عليه.

قال: فلمّا كان يوماً من الأيّام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل -يعني المتوكّل - خبر مال يجي ء من قمّ، وقد أمرني أن أرصده لأُخبره به، فقل لي: من أيّ طريق يجي ء حتّي أجتنبه؟ فجئت إلي الإمام عليّ بن محمّد((عليهماالسلام)) فصادفت عنده من احتشمه، فتبسّم وقال لي: لا يكون إلّا خير. ياأبا موسي! لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟ فقلت: أجللتك يا سيّدي!

فقال لي: المال يجي ء الليلة، وليس يصلون إليه، فبت عندي.

فلمّا كان من الليل وقام إلي ورده قطع الركوع بالسلام، وقال لي: قد جاء الرجل ومعه المال، وقد منعه الخادم الوصول إليّ، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.... [41] .

24 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... مقبل الديلميّ قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمّد... فأخبرا أنّ أبا الحسن عليّ بن محمّد مولانا ركب إلي دار المتوكّل،.... قال: فوقفا إلي أن عاد أبوالحسن«عليه السلام» من موكب المتوكّل وبين يديه الشاكريّة ومن ورائه الركبة يشيّعونه إلي داره،.... [42] .



[ صفحه 479]



25 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... مقبل الديلميّ قال: كنت جالساً علي بابنا بسرّ من رأي، ومولانا أبو الحسن(«عليه السلام») راكب لدار المتوكّل الخليفة،.... [43] .

26 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن أحمد الفهقليّ الكاتب،... قال: حدّثني أبي قال: كنت بسرّ من رأي أسير في درب الحصا، فرأيت يزداد النصرانيّ... قال:... بلغني أنّ الخليفة استقدمه [أي عليّ بن محمّد ابن الرضا(عليهم السلام)] من الحجاز فرقاً منه، لئلّا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم، يعني بني العبّاس.... [44] .

27 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله):... عليّ بن محمّد النوفليّ قال: قال عليّ بن محمّد (عليهماالسلام) لمّا بدأ المتوكّل بعمارة الجعفريّ في سرّ من رأي: يا عليّ! إنّ هذا الطاغية يُبتلي ببناء مدينة لا تتمّ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، علي يد فرعون من فراعنة الأتراك.... [45] .

28 - الحسين بن عبد الوهّاب(رحمه الله): روي:... أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه، وإنّما أراد بذلك أن يترجّل أبو الحسن«عليه السلام»، فترجّل بنو هاشم وترجّل أبو الحسن«عليه السلام» واتّكي علي رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميّون. وقالوا: يا سيدّنا! ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، يكفينا الله به تعزّز هذا؟ فقال لهم أبو الحسن«عليه السلام»: في هذا العالم مَن



[ صفحه 480]



قلامة ظفره أكرم علي الله من ناقة ثمود، لمّا عقرت الناقة صاح الفصيل إلي الله تعالي، فقال الله سبحانه: (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) فقتل المتوكّل يوم الثالث. [46] .

29 - الحلواني(رحمه الله): قال [الهادي]«عليه السلام» لمّا سأله المتوكّل، فقال له: مايقول بنو أبيك في العبّاس؟

[قال«عليه السلام»: ما يقولون في رجل فرض الله طاعته علي الخلق] وفرض الله طاعة العبّاس عليه؟ [47] .

30 - الحلواني(رحمه الله): قال [الهادي]«عليه السلام» للمتوكّل في جواب كلام بينهما: لاتطلب الصفا ممّن كدّرت عليه،.... [48] .

31 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبو القاسم البغداديّ، عن زُرافة قال: أراد المتوكّل أن يمشي عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) يوم السلام، فقال له وزيره: إنّ في هذا شناعةً عليك وسوء مقالةٍ فلا تفعل.

قال: لا بدّ من هذا.

قال: فإن لم يكن بدّ من هذا فتقدّم بأن يمشي القوّاد والأشراف كلّهم حتّي لايظنّ الناس أنّك قصدته بهذا دون غيره. ففعل ومشي«عليه السلام» وكان الصيف،



[ صفحه 481]



فوافي الدهليز وقد عرق.

قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهه بمنديل وقلت: إنّ ابن عمّك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك.

فقال«عليه السلام»: إيهاً عنك (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)). [49] .

قال زُرافة: وكان عندي معلّم يتشيّع، وكنت كثيراً أُمازحه بالرافضي، فانصرفت إلي منزلي وقت العشاء وقلت: تعال يا رافضي! حتّي أُحدّثك بشي ء سمعته اليوم من إمامكم.

قال: وما سمعت؟ فأخبرته بما قال.

فقال: [يا حاجب! أنت سمعت هذا من عليّ بن محمّد(عليهماالسلام)؟

قلت: نعم!

قال: فحقّك عليّ واجب بحقّ خدمتي لك]، فاقبل نصيحتي.

قلت: هاتها.

قال: إن كان عليّ بن محمّد(عليهماالسلام) قد قال ما قلت، فاحترز واخزن كلّ ماتملكه فإنّ المتوكّل يموت، أو يقتل بعد ثلاثة أيّام.

فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يديّ فخرج، فلمّا خلوت بنفسي تفكّرت وقلت: ما يضرّني أن آخذ بالحزم، فإن كان من هذا شي ء كنت قدأخذت بالحزم، وإن لم يكن لم يضرّني ذلك.

قال: فركبت إلي دار المتوكّل فأخرجت كلّ ما كان لي فيها، وفرّقت كلّ ماكان في داري إلي عند أقوام أثق بهم، ولم أترك في داري إلّا حصيراً



[ صفحه 482]



أقعد عليه. فلمّا كانت الليلة الرابعة قتل المتوكّل، وسلمت أنا ومالي، فتشيّعت عند ذلك وصرت إليه ولزمت خدمته، وسألته أن يدعو لي وتولّيته حقّ الولاية. [50] .

32 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ أبا هاشم الجعفريّ قال: ظهرت في أيّام المتوكّل امرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمة بنت رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم).

فقال لها المتوكّل: أنت امرأة شابّة وقد مضي من وقت وفاة رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) ما مضي من السنين.

فقالت: إنّ رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) مسح علي رأسي وسأل الله أن يردّ عليّ شبابي في كلّ أربعين سنة، ولم أظهر للناس إلي هذه الغاية، فلحقتني الحاجة فصرت إليهم. فدعا المتوكّل مشايخ آل أبي طالب، وولد العبّاس، وقريش، فعرّفهم حالها. فروي جماعة وفاة زينب [بنت فاطمة(عليهماالسلام)] في سنة كذا.

فقال لها: ما تقولين في هذه الرواية؟

فقالت: كذبٌ وزور، فإنّ أمري كان مستوراً عن الناس، فلم يعرف لي حياة ولا موت.

فقال لهم المتوكّل: هل عندكم حجّة علي هذه المرأة غير هذه الرواية؟

قالوا: لا!

قال: أنا بري ء من العبّاس إن [لا]أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجّة [تلزمها].

قالوا: فأحضر [عليّ بن محمّد] ابن الرضا(عليهم السلام) فلعلّ عنده شيئاً من الحجّة غير ما عندنا؛ فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة.



[ صفحه 483]



فقال«عليه السلام»: كذبت، فإنّ زينب توفّيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا.

قال: فإنّ هؤلاء قد رووا مثل هذه الرواية وقد حلفت أن لا أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجّة تلزمها.

قال«عليه السلام»: ولا عليك فههنا حجّة تلزمها وتلزم غيرها.

قال: وما هي؟

قال«عليه السلام»: لحوم ولد فاطمة محرّمة علي السباع، فأنزلها إلي السباع، فإن كانت من ولد فاطمة، فلا تضرّها [السباع].

فقال لها: ما تقولين؟ قالت: إنّه يريد قتلي.

قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن والحسين(عليهماالسلام) فأنزل من شئت منهم.

قال: فو الله! لقد تغيّرت وجوه الجميع.

فقال بعض المتعصّبين: هو يحيل علي غيره لم لا يكون هو؟ فمال المتوكّل إلي ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع.

فقال: يا أبا الحسن! لم لا يكون أنت ذلك؟ قال«عليه السلام»: ذاك إليك.

قال: فافعل! قال«عليه السلام»: أفعل [إن شاءالله]. فأُتي بسلّم وفتح عن السباع وكانت ستّة من الأسد، فنزل [الإمام] أبو الحسن«عليه السلام» إليها، فلمّا دخل وجلس صارت الأُسود إليه ورمت بأنفسها بين يديه، ومدّت بأيديها، ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسح علي رأس كلّ واحد منها بيده، ثمّ يشير له بيده إلي الاعتزال، فيعتزل ناحية حتّي اعتزلت كلّها، وقامت بإزائه.

فقال له الوزير: ما كان هذا صواباً فبادر بإخراجه من هناك، قبل أن ينتشر خبره.

فقال له أبو الحسن«عليه السلام»: ما أردنا بك سوءً، وإنّما أردنا أن نكون علي يقين



[ صفحه 484]



ممّا قلت، فأُحبّ أن تصعد؛ فقام وصار إلي السلّم، وهي حوله تتمسّح بثيابه؛ فلمّا وضع رجله علي أوّل درجة، التفت إليها وأشار بيده أن ترجع، فرجعت وصعد، فقال: كلّ من زعم أنّه من ولد فاطمة: انزلي! قالت: الله! الله! ادّعيت الباطل، وأنا بنت فلان، حملني الضرّ علي ما قلت.

فقال [المتوكّل]: ألقوها إلي السباع؛ فبعثت والدته واستوهبتها منه وأحسنت إليها. [51] .

33 - الراونديّ(رحمه الله): روي أبو سعيد سهل بن زياد، [قال]: حدّثنا أبوالعبّاس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب، ونحن في داره بسامرة، فجري ذكر أبي الحسن«عليه السلام»، فقال: يا أبا سعيد! إنّي أُحدّثك بشي ء حدّثني به أبي قال: كنّا مع المعتزّ وكان أبي كاتبه قال: فدخلنا الدار وإذا المتوكّل علي سريره قاعد، فسلّم المعتزّ ووقف ووقفت خلفه، وكان عهدي به إذا دخل



[ صفحه 485]



عليه رحّب به، ويأمره بالقعود، فأطال القيام وجعل يرفع قدماً ويضع أُخري، وهو لا يأذن له بالقعود. ونظرت إلي وجهه يتغيّر ساعةً بعد ساعةٍ، ويقبل علي الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول، ويردّد القول، والفتح مقبل عليه يسكّنه ويقول: مكذوب عليه يا أمير المؤمنين! وهو يتلظّي ويشطّط ويقول: والله! لأقتلنّ هذا المرائي الزنديق وهو الذي يدّعي الكذب، ويطعن في دولتي، ثمّ قال: جئني بأربعة من الخزر جلّاف لايفهمون، فجي ء بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم [أن] يرطّنوا [52] بألسنتهم إذا دخل أبو الحسن وأن يقبلوا عليه بأسيافهم (فيخطبوه ويعلّقوه) وهو يقول: والله! لأُحرقنّه بعد القتل؛ وأنا منتصب قائم خلف المعتزّ من وراء الستر؛ فماعلمت إلّا بأبي الحسن«عليه السلام» قد دخل وقد بادر الناس قدّامه وقالوا: [قد] جاء، والتفت ورأي فإذا أنابه وشفتاه تتحرّكان، وهو غير مكترث [53] ، ولاجازع، فلمّا بصر به المتوكّل رمي بنفسه عن السرير إليه، وهو يسبقه، فانكبّ عليه يقبّل بين عينيه ويديه، وسيفه بيده وهو يقول: يا سيّدي! يا ابن رسول الله! يا خير خلق الله! يا ابن عمّي! يامولاي! يا أبا الحسن! وأبو الحسن«عليه السلام» يقول: أُعيذك يا أمير المومنين! بالله! أعفني من هذا.

فقال: ما جاء بك يا سيّدي! في هذا الوقت؟ قال: جاءني رسولك فقال: المتوكّل يدعوك. فقال: كذب ابن الفاعلة، ارجع يا سيّدي من حيث جئت؛



[ صفحه 486]



يا فتح! ياعبيدالله! يا معتزّ! شيّعوا سيّدكم وسيّدي.

فلمّا بصر به الخزر خرّوا سجّداً مذعنين، فلمّا خرج دعاهم المتوكّل (ثمّ أمر الترجمان أن يخبره) بما يقولون. ثمّ قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما أمرتم؟

قالوا: شدّة هيبته؛ ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأمّلهم، فمنعنا ذلك عمّا أمرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك [رعباً].

فقال المتوكّل: يا فتح! هذا صاحبك، - وضحك في وجه الفتح، وضحك الفتح في وجهه - وقال: الحمد لله الذي بيّض وجهه وأنار حجّته. [54] .

34 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن يحيي بن هرثمة قال: دعاني المتوكّل، فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممّن تريد، واخرجوا إلي الكوفة، فخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا علي طريق البادية إلي المدينة، فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام)، إلي عندي مكرماً معظّماً مبجّلاً.

قال: ففعلت وخرجنا... وسرنا حتّي دخلنا المدينة... فدخلت إليه فقرأ«عليه السلام»كتاب المتوكّل.... [55] .



[ صفحه 487]



35 - الراونديّ(رحمه الله): حدّث جماعة من أهل إصفهان، منهم أبو العبّاس أحمد ابن النصر، وأبو جعفر محمّد بن علويّة، قالوا: كان بإصفهان رجل يقال له: عبد الرحمان، وكان شيعيّاً....

قال: كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلي باب المتوكّل متظلّمين.

فكنّا بباب المتوكّل يوماً إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام).

فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟

فقيل: هذا رجل علويّ تقول الرافضة بإمامته.

ثمّ قيل: ويقدّر أنّ المتوكّل يحضره للقتل.... [56] .

36 - الراونديّ(رحمه الله): إنّ هبة الله بن أبي منصور الموصليّ قال: كان بديار ربيعة كاتب نصرانيّ وكان من أهل كفرتوثا، يسمّي يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة.

قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟

قال: قد دعيت إلي حضرة المتوكّل ولا أدري ما يراد منّي إلّا أنّي اشتريت نفسي من الله بمائة دينار، وقد حملتها لعليّ بن محمّد بن الرضا(عليهماالسلام) معي.

فقال له والدي: قد وفّقت في هذا. قال: وخرج إلي حضرة المتوكّل



[ صفحه 488]



وانصرف إلينا بعد أيّام قلائل فرحاً مستبشراً، فقال له والدي: حدّثني حديثك.

قال: صرت إلي سرّ من رأي وما دخلتها قطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلي ابن الرضا«عليه السلام» قبل مصيري إلي باب المتوكّل، وقبل أن يعرف أحد قدومي قال: فعرفت أنّ المتوكّل قد منعه من الركوب وأنّه ملازم لداره.... [57] .

37 - الراونديّ(رحمه الله):... ابن أُورمة [قال:] خرجت أيّام المتوكّل إلي سرّ من رأي، فدخلت علي سعيد الحاجب ودفع المتوكّل أبا الحسن«عليه السلام» إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ أن تنظر إلي إلهك؟

قلت: سبحان الله! إلهي لا تدركه الأبصار!

قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم. قلت: ما أكره ذلك.

قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غداً.... [58] .

38 - الراونديّ(رحمه الله): قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس) في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له، ولا يسمع مايقول من اختلاف أصوات تلك الطيور، فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) سكتت الطيور... وكان عنده عدّة من القوابج في الحيطان،... تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافي عليّ ابن محمّد (عليهماالسلام) إليه في



[ صفحه 489]



ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطان فلا تتحرّك من مواضعها حتّي ينصرف.... [59] .

39 - الراونديّ(رحمه الله):... عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد قال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن«عليه السلام» فقال لي: يا أبا محمّد! لم أكن في شي ء من هذا الأمر وكنت أعيب علي أخي، وعلي أهل هذا القول عيباً شديداً بالذمّ، والشتم إلي أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلي المدينة في إحضار أبي الحسن«عليه السلام»،.... [60] .

40 - الراونديّ(رحمه الله): روي عن أبي القاسم بن القاسم، عن خادم عليّ بن محمّد«عليه السلام» قال: كان المتوكّل يمنع الناس من الدخول إلي عليّ بن محمّد، فخرجت يوماً وهو في دار المتوكّل.... [61] .

41 - الراونديّ(رحمه الله): حديث تلّ المخاليّ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك، الساكنين بسرّ من أري، أن يملأ كلّ واحد مخلاة فرسه، من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه علي بعض في وسط بريّة واسعة هناك، ففعلوا.

فلمّا صار مثل جبل عظيم، صعد فوقه واستدعي أبا الحسن«عليه السلام» واستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وقد كان أمرهم أن يلبسوا



[ صفحه 490]



التجافيف، ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتمّ عدّة، وأعظم هيبة، (وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن«عليه السلام» أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج علي الخليفة).

فقال له أبو الحسن«عليه السلام»: وهل [تريد أن] أعرض عليك عسكري؟

قال: نعم! فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلي المغرب ملائكة مدجّجون فغشي علي الخليفة.... [62] .

42 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: سأل المتوكّل ابن الجهم: من أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهليّة والإسلام،

ثمّ إنّه سأل أبا الحسن«عليه السلام» فقال: الجماني [63] حيث يقول:



لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمدّ خدود وامتداد أصابع



فلمّا تنازعنا المقال قضي لنا

عليهم بما نهوي نداء الصوامع



ترانا سكوتاً والشهيد بفضلنا

عليهم جهير الصوت في كلّ جامع



فإنّ رسول الله أحمد جدّنا

ونحن بنوه كالنجوم الطوالع



قال: ومانداء الصوامع يا أبا الحسن!؟

قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّد اً رسول الله جدّي أم جدّك؟

فضحك المتوكّل ثمّ قال: هو جدّك لاندفعك عنه. [64] .



[ صفحه 491]



43 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وفي كتاب البرهان عن الدهنيّ أنّه لمّا ورد به [أي أبي الحسن الهادي«عليه السلام»] سرّ من رأي كان المتوكّل برّاً به، ووجّه إليه يوماً بسلّة فيها تين،.... [65] .

44 - ابن شهر آشوب (رحمه الله): وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلي المدينة يحمل عليّ بن محمّد (عليهماالسلام) إلي سرّ من رأي،.... [66] .

45 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الطيّب بن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: ركب المتوكّل ذات يوم وخلفه الناس، وركب آل أبي طالب إلي أبي الحسن«عليه السلام» ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم صائف شديد الحرّ،.... [67] .

46 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والدي الآس في بستان وأكثر منه، فلمّا استوي الآس كلّه وحسن، أمر الفرّاشين أن يفرشوا له علي دكّان في وسط البستان، وأنا قائم علي رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضي! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، ماله من بين مابقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب.... [68] .



[ صفحه 492]



47 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله):... سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت علي سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيّع.

فقال: هيهات! قلت: بلي والله! فقال: وكيف ذلك؟

قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس علي عليّ بن محمّد بن الرضا(عليهم السلام) فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته يصلّي، فبقيت قائماً حتّي فرغ، فلمّا انفتل من صلاته أقبل عليّ وقال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر - أي المتوكّل الملعون- حتّي يقطع إرباً إرباً. اذهب وأعزب، وأشار بيده الشريفة، فخرجت مرعوباً ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه.

فلمّا رجعت إلي المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟

فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها. [69] .

48 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله):... إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأُهدي له خمسون غلاماً من الخزر فأمرني أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.

فلمّا تمّت سنةً كاملةً، كنت واقفاً بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ ابن محمّد النقيّ(عليهماالسلام)، فلمّا أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن«عليه السلام» سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكّل أن قام يجرّ رجليه حتّي تواري خلف الستر، ثمّ نهض أبوالحسن«عليه السلام».



[ صفحه 493]



فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟ فقلت: لا والله ما أدري!

قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟

فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنة، فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيّ نبيّ المسلمين. فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم.... [70] .

49 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن الحسن بن محمّد بن جمهور قال: كان لي صديق مؤدّب ولد بَغا أو وصيف - الشك منّي - فقال لي: قال الأمير [عند] منصرفه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذإ؛ ًًًًًًًً الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلي عليّ بن كركر، فسمعته يقول: أنا أكرم علي الله من ناقة صالح (تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) [71] ليس يفصح بالآية ولا بالكلام، أيّ شي ء هذا؟

قال: قلت: أعزّك الله تعالي، توعّدك، انظر ما يكون بعد ثلاثة أيّام.

فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أو تامش وجماعة معهم، فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة. [72] .

50 - ابن حمزة الطوسيّ(رحمه الله): عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجل



[ صفحه 494]



مشعبذ من ناحية الهند إلي المتوكّل يلعب لعب الحقّة، ولم ير مثله، وكان المتوكّل لعّاباً، فأراد أن يخجل عليّ بن محمّد الرضا(عليهم السلام).... [73] .

51 - الإربليّ(رحمه الله): أقام أبو الحسن«عليه السلام» مدّة مقامه بسرّ من رأي مكرماً في ظاهر الحال، يجتهد المتوكّل في إيقاع حيلة به، فلايتمكّن من ذلك. [74] .

52 - الإربليّ(رحمه الله): كان المتوكّل يعظّم عليّ بن محمّد (عليهماالسلام) مع عداوته لعليّ أمير المؤمنين«عليه السلام» ومقته له، وطعنه علي آل أبي طالب. [75] .

53 - ابن عنبة(رحمه الله): أشخصه«عليه السلام» المتوكّل إلي سرّ من رأي، فأقام بها إلي أن توفّي. [76] .

54 - البحرانيّ(رحمه الله): حسين بن حمدان الحضينيّ، بإسناده، عن عليّ ابن عبيدالله الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن«عليه السلام» إلي دار المتوكّل في يوم السلام، فسلّم سيّدنا أبو الحسن«عليه السلام» وأراد أن ينهض، فقال له المتوكّل: اجلس ياأبا الحسن! إنّي أُريد أن أسألك.

فقال«عليه السلام» له: سل!

فقال له: ما في الآخرة شي ء غير الجنّة أو النار، يحلّون فيه الناس؟

فقال أبو الحسن«عليه السلام»: ما يعلمه إلّا الله.



[ صفحه 495]



فقال له: فعن علم الله أسألك.

فقال«عليه السلام» له: ومن علم الله أُخبرك.

قال: يا أبا الحسن! ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذ حوسب الخلائق بين الجنّة والنار، وفي رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لايدخل الجنّة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) وصدّه قريشاً عنه، والسرّ علي يده حتّي ظهر أمره؟

قال له أبو الحسن«عليه السلام»: ويحك! لو وضع إيمان أبي طالب في كفّة ووضع إيمان الخلائق في الكفّة الأُخري، لرجّح إيمان أبي طالب علي إيمانهم جميعاً قال له المتوكّل: ومتي كان مؤمناً؟

قال«عليه السلام» له: دع ما لا تعلم، واسمع ما لا تردّه المسلمون [جميعاً] ولايكذبون به، اعلم أنّ رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) حجّ حجّة الوداع، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة، فلمّا جنّ عليه الليل أتي القبور، قبور بني هاشم، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أباطالب، فداخله حزن عظيم عليهم ورقّة، فأوحي الله إليه أنّ الجنّة محرّمة علي من أشرك بي، وإنّي أُعطيك يا محمّد! ما لم أُعطه أحداً غيرك، فادع أباك وأُمّك وعمّك فإنّهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك عليّ، فادعهم إلي الإيمان [بالله وإلي] رسالتك و[إلي] موالاة أخيك عليّ والأوصياء منه إلي يوم القيامة، فيجيبونك ويؤمنون بك. فأهب لك كلّ ما سألت، وأجعلهم ملوك الجنّة كرامة لك يا محمّد! فرجع النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)) إلي أمير المؤمنين«عليه السلام» فقال له: قم ياأبا الحسن! فقد أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحداً من خلقه في أبي وأُمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحي الله إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار إلي قبورهم، فدعاهم إلي الإيمان بالله وبه وبآله(عليهم السلام)، والإقرار بولاية عليّ



[ صفحه 496]



ابن أبي طالب أمير المؤمنين«عليه السلام» والأوصياء منه، فآمنوا بالله وبرسوله وأمير المؤمنين والأئمّة منه واحداً بعد واحد إلي يوم القيامة.

فقال لهم رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم): عودوا إلي الله ربّكم وإلي الجنّة، فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا إلي قبورهم، فكان والله أمير المؤمنين«عليه السلام» يحجّ عن أبيه وأُمّه وعن أب رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) وأُمّه، حتّي مضي ووصّي الحسن والحسين(عليهماالسلام) بمثل ذلك، وكلّ إمام منّا يفعل ذلك إلي أن يظهر الله أمره.

فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار، أفتقدر يا أبا الحسن! أن تريني أبا طالب بصفته حتّي أقول له ويقول لي؟

قال أبو الحسن«عليه السلام»: إنّ الله سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.

قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّاً صدّقتك في كلّ ماتقول.

قال له أبو الحسن«عليه السلام»: ما أقول لك إلّا حقّاً ولا تسمع منّي إلّا صدقاً.

قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلي!

قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أري أبا طالب الليلة في منامي، فأقتُلُ عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب لايأتيني، ففعل ذلك كلّه وبات في جنابات، فرأي أبا طالب في النوم فقال له: يا عمّ! حدّثني كيف كان إيمانك بالله وبرسوله بعد موتك.

قال: ما حدّثك به ابني عليّ بن محمّد في يوم كذا وكذا، فقال: يا عمّ! تشرحه لي، فقال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل علياً، والله قاتلك،



[ صفحه 497]



فحدّثه فأصبح، فأخّر أبو الحسن«عليه السلام» ثلاثاً لا يطلبه ولا يسأله، فحدّثنا أبوالحسن«عليه السلام» بما رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبائح لئلّا يري أباطالب في نومه، فلمّا كان بعد ثلاثة [أيّام] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك علي الله، أليس قلت لي: إنّي أري أبا طالب في منامي [تلك الليلة فأقول له ويقول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكي أري أبا طالب في منامي] فأسأله، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.

فقال له أبو الحسن«عليه السلام»: يا سبحان الله! ويحك ما أجرأك علي الله؟ ويحك! سوّلت [لك] نفسك اللوّامة حتّي أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر، لئلّا تري أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّي لم يغادر منه حرفاً، فأطرق المتوكّل [ثمّ] قال: كلّنا بنوهاشم، وسحركم يا آل [أبي] طالب من دوننا عظيم، فنهض (عنه) أبوالحسن«عليه السلام». [77] .



[ صفحه 498]



55 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله) قال: كتاب الاستدراك بإسناده، أنّ المتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن - يعني عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليهم السلام) - يفسّر قول الله عزّ وجلّ: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيْهِ) الآيتين، في الأوّل والثاني....

فقال«عليه السلام»: هذان رجلان كني الله عنهما، ومنّ بالستر عليهما، أفيحبّ أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره الله؟

فقال: لاأُحبّ. [78] .

56 - الخطيب البغداديّ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، أبو الحسن الهاشميّ، أشخصه جعفر المتوكّل علي الله من مدينة رسول الله(صلي الله عليه و آله وسلم) إلي بغداد، ثمّ إلي سرّ من رأي. [79] .

57 - سبط ابن الجوزيّ: قال يحيي بن هبيرة: تذاكر الفقهاء بحضرة المتوكّل من حلق رأس آدم؟ فلم يعرفوا من حلقه!

فقال المتوكّل: أرسلوا إلي عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليهم السلام) فأحضروه، فحضر.... [80] .



[ صفحه 499]



58 - ابن خلّكان: أبو الحسن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا(عليهم السلام) وهو حفيد الذي قبله ويعرف بالعسكريّ، وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإماميّة، كان قد سعي به إلي المتوكّل وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه.

فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليلاً، فهجموا عليه في منزله علي غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة [81] من شعر، وعلي رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلّا الرمل والحصي، فأخذ علي الصورة التي وجد عليها، وحمل إلي المتوكّل في جوف الليل، فمثل بين يديه، والمتوكّل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلمّا رآه أعظمه وأجلسه إلي جنبه، ولم يكن في منزله شي ءغ ممّا قيل عنه، ولا حالة يتعلّق عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده. فقال«عليه السلام»: يا أمير المؤمنين! ما خامر لحمي ودمي قطّ فأعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعراً أستحسنه.

فقال«عليه السلام»: إنّي لقليل الرواية للشعر. قال: لا بدّ أن تنشدني فأنشده:



باتوا علي قُلَلِ الأجبال تحرسهم

غُلب [82] الرجال فما أغنتهم القلل



واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم

فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا



[ صفحه 500]



ناداهم صارخ من بعد ما قبروا

أين الأسرّة والتيجان والحلل



أين الوجوه التي كانت منعّمةً

من دونها تضرب الأستار والكلل [83] .



فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتل



قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا



قال: فأشفق من حضر علي عليّ وظنّ أن بادرة تبدر إليه، فبكي المتوكّل بكاءً كثيراً حتّي بلّت دموعه لحيته، وبكي من حضره، ثمّ أمر برفع الشراب، ثمّ قال: ياأبا الحسن! أعليك دين؟

قال«عليه السلام»: نعم! أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه وردّه إلي منزله مكرماً. [84] .



[ صفحه 501]



59 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا الحسن [«عليه السلام»] كان قد خرج يوماً من سرّ من رأي إلي قرية له، لمهمّ عرض له: فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده، وقيل له: إنّه ذهب إلي الموضع الفلاني، فقصده إلي موضعه، فلمّا وصل إليه قال«عليه السلام» له: ما حاجتك؟

فقال له: أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدّك أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب«عليه السلام»، وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها، ولم أر من أقصده لقضائها سواك....

قال له: يا أخا العرب! أُريد منك حاجة لا تعصيني فيها، ولا تخالفني، والله! والله! فيما آمرك به، وحاجتك تُقضي إن شاء الله تعالي.... فأخذ أبوالحسن ورقة وكتب فيها بخطّه ديناً عليه للأعرابيّ بالمذكور.

وقال: خذ هذا الخطّ معك، فإذا حضرت سرّ من رأي فتراني أجلس مجلساً عامّاً، فإذا حضر الناس واحتفل المجلس، فتعال إليّ بالخطّ وطالبني، وأغلظ عليّ في القول... فجاء ذلك الأعرابي، وأخرج الخطّ، وطالبه بالمبلغ المذكور، وأغلط عليه في الكلام.

فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول، ويعده بالخلاص عن قريب، وكذلك الحاضرون، طلب منه المهلة ثلاثة أيّام، فلمّا انفكّ المجلس نقل ذلك الكلام إلي الخليفة المتوكلّ، فأمر لأبي الحسن«عليه السلام» علي الفور بثلاثين ألف درهم،.... [85] .

60 - القندوزيّ الحنفيّ: ولمّا كثرت السعاية في حقّه



[ صفحه 502]



[أي أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي(عليهماالسلام)] عند المتوكّل، أقدمه من المدينة إلي سامرّاء وأسكنه بها.

وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلي أن توفّي بها في أيّام المعتزّ بالله، وهو ابن المتوكّل. [86] .

61 - القندوزيّ الحنفيّ: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل أمر بثلاثة من السباع فجي ء بها في صحن قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ«عليه السلام»، فلمّإ؛ ًًًًًًًًًّ دخل أغلق باب القصر، فدارت السباع حوله وخضعت له، وهو يمسحها بكمّه، ثمّ صعد إلي المتوكّل ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه كفعلها الأوّل حتّي خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.

فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك. [87] .


پاورقي

[1] الكافي: 1 / 498، س 11.

إرشاد المفيد: 327، س 11.

إعلام الوري: 2 / 109، س 7.

كشف الغمّة: 2 / 376، س 18.

[2] التوبة: 9 / 26.

[3] الكافي: 7 / 463، ح 21. عنه حلية الأبرار: 5 / 19، ح 5، ونور الثقلين: 2 / 197، ح 90، والبرهان: 2 / 112، ح 2.

تهذيب الأحكام: 8 / 309، ح 1147، بتفاوت. عنه عوالي اللئالي: 2 / 314، ح 10.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 402، س 17، بتفاوت، عنه البحار: 50 / 162، ح 41.

الإحتجاج: 2 / 497، ح 329. عنه وعن المناقب، البحار: 101 / 216، ح 6.

العيّاشيّ: 2 / 84، ح 37، وفيه: عن يوسف بن السخت، مكاتبة. عنه البحار: 101 / 227، ح 56، والبرهان: 2 / 112، ح 4.

كشف الغمّة: 2 / 368، س 4، وفيه: محمّد بن عليّ بن موسي، وهو تصحيف كما أشار إليه المؤلّف.

تفسير القمّيّ: 1 / 284، س 22، بتفاوت، عنه نور الثقلين: 2 / 196، ح 89. عنه وعن الكافي، البحار: 19 / 165، ح 8، و 101 / 217، ح 7، والبرهان: 2 / 11، ح 1.

تحف العقول: 481، س 12، عنه وعن تفسير القمّيّ والتهذيب والكافي والإحتجاج، وسائل الشيعة: 23 / 298 ح 29606.

تذكرة الخواصّ: 322، س 20، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: 12 / 450، س 2.

مجمع البيان: 3 / 17، س 17، باختصار.

تاريخ بغداد: 12 / 56 رقم 6440، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: 12 / 449، س 8، و 19 / 611، س 2.

إحقاق الحقّ: 12 / 449، س 20، عن كتاب نزهة الجليس لعبد الرحمان الصفوري البغدادي.

قطعة منه في (ألقابه«عليه السلام»)، و(حكم من نذر أن يتصدّق بمال كثير)، و(التوبة: 9 / 26).

[4] في البحار: الحسين بن الحسن الحسينيّ.

[5] قصف الرجل، قصفاً وقصوفاً: أقام في أكل وشرب ولهو. أقرب الموارد: 4 / 354، (قصف).

[6] العزف: اللّعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرهما ممّا يضرب،... والعازف: اللاعب بها والمغنّي. لسان العرب: 9 / 244، (عزف).

[7] أي العالية والرفيعة.

[8] الكافي: 1 / 502، ح 8. عنه البحار: 50 / 158، ح 49، بتفاوت، ومدينة المعاجز: 7 / 429، ح 2431، وحلية الأبرار: 5 / 39، ح 1، وإثبات الهداة: 3 / 362، ح 13.

إرشاد المفيد: 331، س 20، بتفاوت. عنه البحار: 50 / 3، ح 6.

إعلام الوري: 2 / 121، س 12، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 3 / 362، س 18.

كشف الغمّة: 2 / 381، س 2، بتفاوت.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 409، س 21، بتفاوت.

الخرائج والجرائح: 2 / 940، س 8.

قطعة منه في (لقبه«عليه السلام»)، و(أحوال أخيه«عليه السلام» موسي المبرقع)، و(إخباره«عليه السلام» بالوقائع الآتية)، و(موعظته«عليه السلام» في ترك شرب النبيذ).

[9] في المصدر: فلمّا أحسّوا، وكلمة (أحسّوا) ليست في القرآن.

[10] الكافي: 7 / 238، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 948.

[11] الأنعام: 6 / 17.

[12] النساء: 4 / 76.

[13] الهداية الكبري: 322، س 2.

قطعة منه في (إخراجه«عليه السلام» الثعبان من الأرض) و(تزلزل الأرض ونجاته«عليه السلام» عن المتوكّل) و(إخباره«عليه السلام» عن الوقائع الآتية) و(سورة الأنعام: 6 / 17)، (سورة النساء: 4 / 76).

[14] الهداية الكبري: 392 س 11. عنه حلية الأبرار: 5 / 371 ح 1، والبحار: 53 / 1، س 3.

[15] الهداية الكبري: 318، س 22.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 344.

[16] الهداية الكبري: 316، س 3.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 353.

[17] الهداية الكبري: 323، س 11.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 372.

[18] الهداية الكبري: 317، س 9.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 401.

[19] تفسير القمّيّ: 2 / 298، س 9.

يأتي الحديث أيضاً في ج 3، رقم 949.

[20] في كشف الغمّة والأنوار البهيّة: نبيّه، وهو غير صحيح.

[21] مروج الذهب: 4 / 93، س 8. عنه إحقاق الحقّ: 19 / 618، س 8، والأنوار البهيّة: 294، س 13.

كشف الغمّة: 2 / 376، س 5، وفيه: عليّ بن يحيي بن أبي منصور قال: كنت يوماً بين يدي المتوكّل،.... عنه البحار: 50 / 206، ح 20.

[22] مروج الذهب: 4 / 170، س 6. عنه الأنوار البهيّة: 288، س 9، وإحقاق الحقّ: 19 / 615، س 3.

تذكرة الخواصّ: 322، س 4، بتفاوت. عنه أعيان الشيعة: 2 / 37، س 32.

قطعة منه في (ما كان عنده«عليه السلام» من أموال الدنيا) و(لباسه«عليه السلام») و(مركبه«عليه السلام») و(ضجّة أهل المدينة لإحضاره«عليه السلام» المتوكّل) و(علمه«عليه السلام» بالرياح ومجيئي المطر) و(إخباره«عليه السلام» بما في الضمائر).

[23] إثبات الوصيّة: 233، س 7. عنه أعيان الشيعة: 2 / 37، س 29.

عيون المعجزات: 133، س 17، بتفاوت.

قطعة منه في (عفوه«عليه السلام» عمّن ظلمه).

[24] إثبات الوصيّة: 240، س 3.

الهداية الكبري: 321، س 3. عنه مدينة المعاجز: 7 / 533، ضمن ح 2517.

وحلية الأبرار: 5 / 56، ضمن ح 6.

قطعة منه في (داره«عليه السلام») و(قبوله«عليه السلام» هدايا السلطان) و(إخباره«عليه السلام» بأجل المتوكّل).

[25] إثبات الوصيّة: 236، س 20.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 497.

[26] إثبات الوصيّة: 239، س 10.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 373.

[27] إثبات الوصيّة: 237، س 17.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 327.

[28] معاني الأخبار: 123، ح 31.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 556.

[29] في المصدر: ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ، وما أثبتناه هو الصحيح بقرينة ما في الكتب الرجاليّة وسائر المصادر.

[30] الخُراج: كلّ ما يخرج بالبدن كالدمل. المنجد: 172 (خرج).

[31] الكُسب بالضمّ: عصارة الدهن. لسان العرب: 1 / 717 (كسب).

[32] الشعراء: 26 / 227.

[33] الإرشاد: 329، س 18.

عنه مستدرك الوسائل: 13 / 179، ح 15034، قطعة منه، والأنوارالبهيّة: 291، س 1.

الكافي: 1 / 499، ح 6، مختصراً.

عنه مدينة المعاجز: 7 / 424، ح 2426، وحلية الأبرار: 5 / 36، ح 2.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 281، س 8.

عنه إحقاق الحقّ: 12 / 452، س 10.

إعلام الوري: 2 / 119، س 14. عنه وعن الإرشاد، البحار: 50 / 198، ح 10.

الخرائج والجرائح: 2 / 676، ح 8. عنه إثبات الهداة: 3 / 380، ح 49.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 415، س 14.

الدعوات: 202، ح 555. عنه البحار: 59 / 191، ح 2

كشف الغمّة: 2 / 378، س 18.

إحقاق الحقّ: 12 / 448، س 16، عن كتاب فصل الخطاب لمحمد خواجه پارساي البخاري.

قطعة منه في (لباسه«عليه السلام») و(فراشه«عليه السلام») و(معاشرته«عليه السلام» مع أعدائه) و(معالجته«عليه السلام» المرضي) و(هدايا الناس إليه«عليه السلام») و(إخباره«عليه السلام» بالوقائع العامّة) و(الشعراء: 26 / 227) و(علاج مرض المتوكّل بماء الورد).

[34] قرّف: عاب واتّهم. المنجد: 622، (قرّف).

[35] الإرشاد: 332، س 22. عنه البحار: 50 / 200، ح 11، وأعيان الشيعة: 2 / 37، س 40.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 417، س 12، باختصار.

الكافي: 1 / 501، ح 7، قطعة منه. عنه الوافي: 3 / 838، ح 1452.

روضة الواعظين: 269، س 13.

كشف الغمّة: 2 / 382، س 7.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 279، س 20.

نور الأبصار: 336، س 1.

المستجاد من الإرشاد: 239، س 6، باختصار.

إعلام الوري: 2 / 125، س 12. عنه حلية الأبرار: 5 / 49، ضمن ح 1، والأنوار البهيّة: 288، س 4.

قطعة منه في (كتابه«عليه السلام» إلي المتوكّل).

[36] في المناقب: سلمة، وفي البحار: سميلة، وفي مدينة المعاجز: سليمة.

[37] المِنطَق والمنطقة والنِطاق: كلّ ما شدّ به وسطه. لسان العرب: 10 / 354 (نطق).

[38] شالت الناقة بذنبها: أي رفعته. لسان العرب: 11 / 374، (شول).

[39] الجفاوة: قساوة القلب. مجمع البحرين: 1 / 89 (جفا).

[40] الأمالي: 286، ح 556. عنه مدينة المعاجز: 7 / 434، ح 2436، والبحار: 50 / 128، ح 6، وإثبات الهداة: 3 / 467 ح 23.

المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 406، س 23، باختصار. عنه البحار: 50 / 203، ح 12.

قطعة منه في (إشالة الستور له«عليه السلام»).

[41] الأمالي: 275، ح 528.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 346.

[42] دلائل الإمامة: 416، ح 380.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 331.

[43] دلائل الإمامة: 417، ح 381.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 332.

[44] دلائل الإمامة: 418، ح 382.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 333.

[45] دلائل الإمامة: 414، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 361.

[46] عيون المعجزات: 135، س 22.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 362.

[47] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 30.

أعلام الدين: 312، س 7. عنه البحار: 75 / 369، ضمن ح 4.

عمدة عيون صحاح الأخبار: 48، س 20.

[48] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 29.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 779.

[49] سورة هود: 11 / 65.

[50] الخرائج والجرائح: 1 / 401، ح 8. عنه الأنوار البهيّة: 296، س 2، والبحار: 50 / 147، ح 32.

قطعة منه في (إخباره«عليه السلام» بأجل المتوكّل) و(هود: 11 / 65).

[51] الخرائج والجرائح: 1 / 404، س 11. عنه البحار: 50 / 149، ح 35، وإثبات الهداة: 3 / 375، ح 43، وحلية الأبرار: 5 / 59، ح 1.

المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 416، س 4، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 7 / 475، ح 2476، وحلية الأبرار: 5 / 61، ح 2، والبحار: 50 / 204 ح 13.

الثاقب في المناقب: 545، ح 487.

الصراط المستقيم: 2 / 204، ح 10، باختصار. عنه حلية الأبرار: 5 / 62، ح 3، ومدينةالمعاجز: 7 / 478، ح 2477.

نور الأبصار: 7 / 330.

قطعة منه في (قصّة زينب الكذّابة وإعجازه«عليه السلام» في بركة السباع) و(حرمة لحوم ولد فاطمة(عليهم السلام) علي السباع).

[52] الرطانة بفتح الراء وكسرها، والتراطن: كلام لا يفهمه الجمهور، والتكلّم بالعجميّة. لسان العرب: 13 / 181 (رطن).

[53] الاكتراث: في الحديث (لايكترث لهذا الأمر) أي لا يعبأبه ولا يباليه. مجمع البحرين:2 / 262 (كرث).

[54] الخرائج والجرائح: 1 / 417، ح 21. عنه حلية الأبرار: 5 / 53، ح 5، وإثبات الهداة: 3 / 379، ح 48، والبحار:

50 / 196، ح 8، والأنوار البهيّة: 293، س 2.

الثاقب في المناقب: 556، ح 498. عنه مدينة المعاجز: 7 / 488، ح 2482.

كشف الغمّة: 2 / 395، س 14.

الصراط المستقيم: 2 / 205، ح 17، بتفاوت.

كتاب ألقاب الرسول وعترته(عليهم السلام) ضمن المجموعة النفيسة: 234، س 11، باختصار.

قطعة منه في (إلقاء الرعب في قلوب الذين أرادوا قتله«عليه السلام»).

[55] الخرائج والجرائح: 1 / 393، ح 2.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 320.

[56] الخرائج والجرائح: 1 / 392، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 334.

[57] الخرائج والجرائح: 1 / 396، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 348.

[58] الخرائج والجرائح: 1 / 412، ح 17.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 363.

[59] الخرائج والجرائح: 1 / 404، ح 10.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 384.

[60] الخرائج والجرائح: 1 / 415، ح 20.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 369.

[61] الخرائج والجرائح: 1 / 403، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 399.

[62] الخرائج والجرائح: 1 / 414، ح 19.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 400.

[63] في الأمالي: الحمّاني.

[64] المناقب: 4 / 406، س 8. عنه أعيان الشيعة: 2 / 38، س 28.

أمالي الطوسيّ: 287، ح 557، باءسناده عن شيلمة الكاتب وبتفاوت في المتن واختصار في الشعر. عنه مدينة المعاجز: 7 / 434، ضمن ح 2426، والبحار: 50 / 128، ضمن ح 6، و190 ح 2.

قطعة منه في (مدح الجماني الشاعر) و(علمه«عليه السلام» بنداء الصوامع) و(إنشاده«عليه السلام» أشعار الجماني).

[65] المناقب: 4 / 415، س 8.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 319.

[66] المناقب: 4 / 413، س 14.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 322.

[67] الثاقب في المناقب: 540، ح 481.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 323.

[68] الثاقب في المناقب: ص 538، ح 477.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 355.

[69] الثاقب في المناقب: 539، ح 479.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 364.

[70] الثاقب في المناقب: 529، ح 465.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 398.

[71] سورة هود: 11 / 65.

[72] الثاقب في المناقب: 536، ح 473.

قطعة منه في (لقبه«عليه السلام») و(إخباره«عليه السلام» بأجل المتوكّل) و(سورة هود: 11 / 65).

[73] الثاقب في المناقب: 555، ح 497.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 382.

[74] كشف الغمّة: 2 / 383، س 18.

[75] كشف الغمّة: 2 / 517، س 14.

[76] عمدة الطالب: 1790، س 10.

نزهة الجليس: 2 / 131، س 18.

[77] مدينة المعاجز: 7 / 535، ح 2518، عن الهداية الكبري، ولم نعثر عليه في المطبوع.

حلية الأبرار: 5 / 45، ح 1.

إثبات الهداة: 3 / 384، ح 72، قطعة منه.

مستدرك الوسائل: 2 / 115، ح 1578، قطعة منه، و 8 / 69، ح 9097، قطعة منه.

قطعة منه في (يمينه«عليه السلام») و(مدح أبي طالب) و(إحضاره«عليه السلام» أباطالب في نوم المتوكّل وإخباره عمّا رأي فيه) و(علم الله عزّ وجلّ) و(ذكر النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب وحزنه عليهم) و(حجّ عليّ عن آبائه(عليهم السلام)) و(حجّ الأئمّة(عليهم السلام) عن آبائهم) و(وصيّة أمير المؤمنين«عليه السلام» إلي الحسن والحسين بالحجّ عن آبائهما(عليهم السلام)) و(إحتجاجه«عليه السلام» علي المتوكّل) و(ما رواه«عليه السلام» من الأحاديث القدسيّة) و(ما رواه«عليه السلام» عن رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)).

[78] البحار: 30 / 246، ح 113، و 50 / 214، ح 26، عن كتاب الإستدراك لابن بطريق.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2، رقم 712.

[79] تاريخ بغداد: 12 / 56، ضمن رقم 6440. عنه إحقاق الحقّ: 61019، س 7.

قطعة منه في (اسمه«عليه السلام»)، و(كناه«عليه السلام»).

[80] تذكرة الخواصّ: 323، س 18.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 1075.

[81] المِدرعة جمع مدارع: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: 213 (درع).

[82] غُلب: غليظ الرقبة. لسان العرب: 1 / 652 (غلب).

[83] الكلّة: الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقّي فيه من البقّ. لسان العرب: 11 / 595 (كلل).

[84] وفيات الأعيان: 3 / 272، س 1. عنه نور الأبصار: 336، س 12، وإحقاق الحقّ: 19 / 608، س 14.

نزهة الجليس: 2 / 130، س 19.

مروج الذهب: 4 / 93، س 14. عنه البحار: 50 / 211، س 10، والأنوار البهيّة: 294، س 20، وأعيان الشيعة: 2 / 38 س 5، وإحقاق الحقّ: 12 / 454، س 3، و 19 / 616، س 9، وتذكرة الخواصّ: 323، س 1.

ينابيع المودّة: 3 / 169، س 18.

كنز الفوائد: 159، س 3، وفيه: نسبه إلي الجواد«عليه السلام».

قطعة منه في (فراشه«عليه السلام»)، و(ترنّمه«عليه السلام» بالقرآن)، و(لباسه«عليه السلام»)، و(كناه«عليه السلام» ولقبه)، و (شعره«عليه السلام»).

[85] الفصول المهمّة: 278، س 7.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 494.

[86] ينابيع المودّة: 3 / 169، س 12.

[87] ينابيع المودّة: 3 / 129، س 3. تقدّم الحديث أيضاً بتمامه في رقم 382.