بازگشت

احواله مع المعتز


1 - الحضينيّ(رحمه الله): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ، وأبو محمّد جعفر بن إسماعيل الحسنيّ، والعبّاس بن أحمد، وأحمد بن سندولا، وأحمد بن صالح، ومحمّد بن منصور الخراسانيّ، والحسن بن مسعود الفزاريّ، وعيسي ابن مهديّ الجوهريّ الجنبلانيّ، والحسين بن غياث الجنبلانيّ، وأحمد بن حسان العجليّ الفزاريّ، وعبد الحميد بن محمّد السرّاج جميعاً في مجالس شتّي، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمّد بن عليّ بن



[ صفحه 503]



موسي بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم، بسرّ من رأي، فإنّ السلطان لمّا عرف خبر وفاته، أمر سائر أهل المدينة بالركوب إلي جنازته، وأن يحمل إلي دار السلطان حتّي صلّي عليه، وحضرت الشيعة وتكلّموا.

وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ علي أخيه جعفر، ونري خروجهما مع النعش.

قالوا جميعاً: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محللّ الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع علي عينيه، يمشي راجلاً خلف النعش، مرةً عن يمين النعش، ومرةً عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه. وخرج جعفر أخوه خلف النعش بدراريع [1] يسحب ذيولها معتمّ محتبك الأزرار، طلق الوجه علي حمارٍ يمانيّ يتقدّم النعش، فلمّا نظر إليه أهل الدولة وكبراء الناس، والشيعة، ورأوا زيّ أبي محمّد وفعله، ترجّل الناس وخلعوا أخفافهم، وكشفوا عمائمهم، ومنهم من شقّ جيبه وحلّل أزراره ولم يمش بالخفاف، ولا الأمراء، وأولياء السلطان أحد، فاكثروا اللعن والسبّ لجعفر الكذّاب وركوبه وخلافه علي أخيه، لمّا تلا النعش إلي دار السلطان سبق بالخبر إليه، فأمر بأن يوضع علي ساحة الدار علي مصطبة [2] عالية كانت علي باب الديوان، وأمر أحمد بن فتيان وهو المعتمد، بالخروج إليه والصلاة عليه، وأقام السلطان في داره للصلاة عليه إلي صلاة العامّة؛ وأمر السلطان بالإعلان



[ صفحه 504]



والتكبير، وخرج المعتمد بخفّ وعمامةٍ ودراريع، فصلّي عليه خمس تكبيرات، وصلّي السلطان بصلاتهم، والسلطان في ذلك الوقت المعتزّ، وكان اسم المعتزّ الزبير، والموفّق، طلحة، وكانت أُمّ المعتزّ تتولّي [3] أهل البيت، فقال المعتزّ: وكل وقد ولد المعتزّ وقد سميّته الزبير.

قالت: وكيف اخترت له هذا الاسم؟ فقال: هذا اسم عمّ النبيّ(صلي الله عليه و آله وسلم)).

قال الحسين بن حمدان: إنّما ذكرت هذا ليعلم من لا يعلم ما كان المعتزّ هو الزبير وجعفر المتوكّل علي الله المعتضد أحمد بن طلحة.

رجع الحديث إلي الجماعة الذين شهدوا الوفاة والصلاة قال: اجعلوا النعش إلي الدار، فدفن في داره، وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ(عليهماالسلام) ثلاثة أيّام مردود الأبواب، يسمع من داره القراءة والتسبيح والبكاء، ولايؤكل في الدار إلّا خبز الخشكار [4] ، والملح، ويشرب الشرابات، وجعفر بغير هذه الصفة، ويفعل ما يقبح ذكره من الأفعال.

قالوا جميعاً: وسمعنا الناس يقولون: هكذا كنّا نحن جميعاً نعلم ما عند سيّدنا أبي محمّد الحسن من شقّ جيبه.

قالوا جميعاً: فخرج توقيع منه«عليه السلام» في اليوم الرابع من المصيبة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بعد: من شقّ جيبه علي الذرّيّة، يعقوب علي يوسف حزناً قال: (يَأَسَفَي عَلَي يُوسُفَ) [5] فإنّه قدّ جيبه فشقّه. [6] .



[ صفحه 505]



3 - سبط ابن الجوزيّ: وكانت وفاته [أي أبي الحسن الثالث«عليه السلام»] في أيّام المعتزّ بالله. [7] .


پاورقي

[1] الدرّاعة والمدرع: ضرب من الثياب التي تلبس، وقيل: جبّة مشقوق المقدّم، ولا تكون إلّا من الصوف خاصّة. لسان العرب: 8 / 82 (درع).

[2] المَصطبّة والمِصطبّة بالتشديد: مجتمع الناس، وهي شبه الدكّان يجلس عليها. لسان العرب: 1 / 523 (صطب).

[3] في المصدر: تتوالي.

[4] الخبز الأسمر غير النقيّ، فارسي. المعجم الوسيط: 236 (الخشكار).

[5] يوسف: 12 / 84.

[6] الهداية الكبري: 248، س 15.

قطعة منه في (أحوال ابنه جعفر) و(أحوال ابنه أبي محمّد) و(تشييع جنازته«عليه السلام») و(الصلاةعليه«عليه السلام»).

[7] تذكرة الخواصّ: 323، س 24. عنه إحقاق الحقّ: 12 / 444، س 17.