بازگشت

عمره وما جري بينه وبين أولاده في السفينة


1 - الراونديّ(رحمه الله): عن ابن بابويه، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي، حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ، حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ، حدّثنا عبدالعظيم بن عبد الله الحسنيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ صلوات الله عليهما يقول: عاش نوح صلوات الله عليه ألفين وخمسمائة سنة، وكان يوماً في السفينة نائماً، فضحك حام ويافث، فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك، فانتبه نوح صلوات الله عليه، وقال لهما: جعل الله ذرّيّتكما خولاً [1] لذرّيّة سام إلي يوم القيامة، لأنّه برّني وعققتماني، فلازالت سمة عقوقكما في ذرّيّتكما ظاهرة، وسمة البرّ في ذرّيّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا، فجميع السودان حيث كانوا من ولد حام، وجميع الترك، والسقالبة، ويأجوج ومأجوج والصين من يافث، حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من ولد سام.

وأوحي الله تعالي إلي نوح(عليه السلام): إنّي قد جعلت قوسي أماناً لعبادي وبلادي، وموثقاً منّي بيني وبين خلقي، يأمنون به إلي يوم القيامة من الغرق، ومن أوفي بعهده منّي.

ففرح نوح(عليه السلام) وتباشر، وكان القوس فيها وترٌ وسهمٌ، فنزع منها السهم والوتر، وجعلت أماناً من الغرق.

وجاء إبليس إلي نوح(عليه السلام) فقال: إنّ لك عندي يداً عظيمة، فانتصحني



[ صفحه 50]



فإنّي لا أخونك، فتأثّم [2] نوح بكلامه ومسائلته، فأوحي الله إليه أن كلّمه واسأله، فإنّي سأنطقه بحجّة عليه. فقال نوح صلوات الله عليه: تكلّم!

فقال إبليس: إذا وجدنا ابن آدم شحيحاً [3] ، أو حريصاً، أو حسوداً، أو جبّاراً، أو عجولاً، تلقّفناه تلقّف الكرة، فان اجتمعت لنا هذه الأخلاق سمّيناه شيطاناً مريداً. فقال نوح صلوات الله عليه: ما اليد العظيمة التي صنعت؟

قال: إنّك دعوت الله علي أهل الأرض، فألحقتهم في ساعة [واحدة] بالنار، فصرت فارغاً، ولولا دعوتك لشغلت بهم دهراً طويلاً. [4] .


پاورقي

[1] الخول: العبيد والإماء وغيرهم من الحاشية. لسان العرب: 11 / 224 (خول).

[2] أثمت الناقة المشي تأثمه إثماً: أبطأت. لسان العرب: 12 / 7 (أثم).

[3] الشحّ: البخل. لسان العرب: 2 / 495 (شحح).

[4] قصص الأنبياء: 85، ح 77. عنه مستدرك الوسائل: 11 / 379، ح 13307، قطعة منه، والبحار: 11 / 287، ح 10، و60 / 250، ح 112، قطعة منه، و69 / 195، ح 17، قطعة منه. علل الشرايع: 1 / 13 الباب الأوّل، ح 1، قطعة منه. عنه البحار: 6 / 314، ح 22، و59 / 60، ح 2، ونور الثقلين: 2 / 362، ح 111. قصص الأنبياء للجزايري: 68، س 13، قطعة منه و69، س 16، قطعة منه. قطعة منه في (مارواه من الأحاديث القدسيّة) و(ما رواه عن نوح(عليه السلام)).