بازگشت

اظلال الغمامة له


1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): فقلت لأبي، عليّ بن محمّد(عليها السلام): كيف كانت هذه الأخبار في هذه الآيات التي ظهرت علي رسول الله(صلي الله عليه وآله) بمكّة والمدينة؟

فقال: يا بنيّ! استأنف لها النهار.

فلمّا كان في الغد قال: يا بنيّ! أمّا الغمامة فإنّ رسول الله(صلي الله عليه وآله) كان يسافر إلي الشام مضارباً لخديجة بنت خويلد، وكان من مكّة إلي بيت المقدس مسيرة شهر، فكانوا في حَمارة القيظ [1] يصيبهم حرّ تلك البوادي، وربما عصفت [2] عليهم فيها الرياح، وسفت عليهم الرمال والتراب. وكان الله تعالي في تلك الأحوال يبعث لرسول الله(صلي الله عليه وآله) غمامة تظلّه فوق رأسه، تقف بوقوفه، وتزول بزواله، إن تقدّم تقدّمت، وإن تأخّر تأخرت، وإن تيامن تيامنت، وإن تياسر تياسرت، فكانت تكفّ عنه حرّ الشمس من فوقه، وكانت تلك الرياح المثيرة لتلك الرمال والتراب تسفّيها في وجوه



[ صفحه 62]



قريش ووجوه رواحلهم، حتّي إذا دنت من محمّد(صلي الله عليه وآله) هدأت وسكنت، ولم تحمل شيئاً من رمل ولا تراب، وهبت عليه ريحاً باردة ليّنة، حتّي كانت قوافل قريش يقول قائلها: جوار محمّد أفضل من خيمة.

فكانوا يلوذون به ويتقرّبون إليه، فكان الروح يصيبهم بقربه، وإن كانت الغمامة مقصورة عليه. وكان إذا اختلط بتلك القوافل غرباء، فإذا الغمامة تسير في موضع بعيد منهم.

قالوا: إلي من قرنت هذه الغمامة فقد شرف وكرم، فيخاطبهم أهل القافلة: انظروا إلي الغمامة تجدوا عليها اسم صاحبها، واسم صاحبه، وصفيّه، وشقيقه.

فينظرون فيجدون مكتوباً عليها: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله(صلي الله عليه وآله) أيّدته بعليّ سيّد الوصيّين، وشرّفته بآله الموالين له، ولعليّ وأوليائهما، والمعادين لأعدائهما، فيقرأ ذلك ويفهمه من يحسن أن يكتب، ويقرأ من لايحسن ذلك. [3] .


پاورقي

[1] قاظ يومنا يقيظ قيظاً: اشتدّ حرّه. أقرب الموارد: 4 / 449 (قاظ).

[2] عصف الريح: اشتدّت. المنجد: 509 (عصف).

[3] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 155، ح 77. عنه البحار: 17 / 307، ح 14، وحليةالأبرار: 1 / 50، ح 5، ومدينة المعاجز: 3 / 5 ح 684، وفيه: أبو محمّد الإمام، عن النبيّ(صلي الله عليه وآله)، وإثبات الهداة: 2 / 151، ح 662، قطعة منه، وفيه: الإمام الحسن العسكريّ عن آبائه. قطعة منه في (كتابة اسم الأئمّة(عليهم السلام) علي الغمامة التي أظلّت رسول الله(صلي الله عليه وآله)) و(كتابة اسم عليّ(عليه السلام) علي الغمامة التي أظلّت رسول الله(صلي الله عليه وآله)).