بازگشت

محاولة اليهود قتله بتسميم الطعام المقدم له


1 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليها السلام): وأمّا دفع الله القاصدين لمحمّد(صلي الله عليه وآله) إلي قتله، وإهلاكه إيّاهم كرامة لنبيّه(صلي الله عليه وآله)، وتصديقه إيّاه فيه، فإنّ رسول الله(صلي الله عليه وآله) كان وهو ابن سبع سنين بمكّة، قد نشأ في الخير نشوءاً لا نظير له في سائر صبيان قريش، حتّي ورد مكّة قوم من يهود الشام، فنظروا إلي محمّد(صلي الله عليه وآله) وشاهدوا نعته، وصفته، فأسرّ بعضهم إلي بعض، [و]قالوا: هذا والله محمّد، الخارج في آخر الزمان، المدالّ



[ صفحه 66]



علي اليهود وسائر [أهل] الأديان، يزيل الله تعالي به دولة اليهود ويذلّهم ويقمعهم، وقد كانوا وجدوه في كتبهم: [النبيّ] الأُمّي الفاضل الصادق؛ فحملهم الحسد علي أن كتموا ذلك، وتفاوضوا في أنّه ملك يزال.

ثمّ قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال [عليه] فنقتله، فإنّ الله يمحو ما يشاء ويثبت، لعلّنا نصادفه ممّن يمحو، فهمّوا بذلك.

ثمّ قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتّي نمتحنه، ونجرّبه بأفعاله، فإنّ الحلية قدتوافق الحلية، والصورة قد تشاكل الصورة، إنّ ما وجدناه في كتبنا: أنّ محمّداً يجنّبه ربّه من الحرام والشبهات. فصادفوه وآلفوه، وادعوه إلي دعوة، وقدّموا إليه الحرام والشبهة، فإن انبسط فيهما، أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنّه غير من تظنّون، وإنّما الحلية وافقت الحلية، والصورة ساوت الصورة، وان لم يكن الأمر كذلك، ولم يأكل منهما شيئاً فاعلموا أنّه هو، فاحتالوا له [في] تطهير الأرض منه، لتسلم لليهود دولتهم.

قال: فجاؤوا إلي أبي طالب فصادفوه ودعوه إلي دعوة لهم، فلمّا حضر رسول الله(صلي الله عليه وآله)، قدّموا إليه وإلي أبي طالب، والملأ من قريش دجاجة مسمنة، كانوا قد وقذوها وشووها، فجعل أبو طالب وسائر قريش يأكلون منها، ورسول الله(صلي الله عليه وآله) يمدّ يده نحوها، فيعدل بها يمنة ويسرة، ثمّ أماماً، ثمّ خلفاً، ثمّ فوقاً، ثمّ تحتاً، لا تصيبها يده(صلي الله عليه وآله).

فقالوا: ما لك يا محمّد! لا تأكل منها؟

فقال(صلي الله عليه وآله): يا معشر اليهود! قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها، وما أراها إلّا حراماً يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها.

فقالوا: ما هي إلّا حلال، فدعنا نلقمك [منها]؟

فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله): فافعلوا إن قدرتم.



[ صفحه 67]



فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلي الجهات، كماكانت يد رسول الله(صلي الله عليه وآله) تعدل عنها.

فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله): [ف]هذه قد منعت منها، فاتوني بغيرها إن كانت لكم. فجاؤوه بدجاجة أُخري مسمنة مشويّة قد أخذوها لجار لهم غائب -لم يكونوا اشتروها - وعمدوا إلي أن يردّوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول منها رسول الله(صلي الله عليه وآله) لقمة، فلمّا ذهب ليرفعها، ثقلت عليه وفصلت، حتّي سقطت من يده، وكلّما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت.

فقالوا: يا محمّد! فما بال هذه لا تأكل منها؟

[ف] قال رسول الله(صلي الله عليه وآله): وهذه أيضاً قد منعت منها، وما أراها إلّا من شبهة يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها.

قالوا: ما هي من شبهة فدعنا نلقمك منها؟

قال: فافعلوا إن قدرتم عليه.

فلمّا تناولوا لقمة ليلقموه ثقلت كذلك في أيديهم، [ثمّ سقطت] ولم يقدروا أن يلقموها.

فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله): هو ما قلت لكم، هذه شبهة يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها. فتعجّبت قريش من ذلك، وكان ذلك ممّا يقيمهم علي اعتقاد عداوته إلي أن أظهروها لمّا أظهره الله عزّ وجلّ بالنبوّة، وأغرتهم اليهود أيضاً.

فقالت لهم اليهود: أيّ شي ء يردّ عليكم من هذا الطفل! مانراه إلّا يسالبكم نعمكم وأرواحكم [و]سوف يكون لهذا شأن عظيم. [1] .



[ صفحه 68]




پاورقي

[1] تفسير الإمام العسكريّ 7: 159، ح 79. عنه مستدرك الوسائل: 16 / 141، ح 19411، باختصار، والبحار: 17 / 311، س 4، وحلية الأبرار: 1 / 59، ح 1. قطعة منه في (ما رواه(عليه السلام) عن رسول الله(صلي الله عليه وآله)).