بازگشت

ما ورد عنه في القرآن


وفيه عشرة موضوعات

إنّ القرآن كتاب شامخ مقامه، عميق أثره، مهيمن علي كلّ كتاب كان قبله، وعلي زبر الأوّلين، عزيز لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، ولايزداد علي النشر والدرس إلّا غضاضة، لأنّ الله تعالي لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلي يوم القيامة [1] ، ولايقدر أحد أن يأتي بمثله، لأنّه هو المعجزة الخالدة للنبيّ(صلي الله عليه وآله) طول الدهر، ويتحدّي بأعلي صوته منذ سنين متطاولة (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ). [2] .

ولمّا كان له جذبة قويّة، أصبحت القلوب له معتلقة، والنفوس إليه مائلة،



[ صفحه 450]



وأيدي الناس إلي الإستفادة منه ممتدّة، ومن حيث له رموز وأسرار وآيات متشابهة، لايقف عليها وعلي مرادها إلّا الله والراسخون في العلم، فيحتاج إلي التفسير الذي يقال في تعريفه: هو علم بأصول تعرف به معاني كلام الله تعالي من الأوامر والنواهي وغيرها. [3] .

وتبعاً لاختلاف أذواق المفسّرين في كشف مراد الآيات القرآنيّة ومعانيها، اختلفت طرقهم للوصول إلي ذلك، وإلي حقائق التفسير، حتّي راح بعضهم يورد المسائل الكلاميّة والفلسفيّة، فيما اكتفي بعض آخر بالجانب اللغويّ والأدبيّ، أوالتاريخيّ والقصصيّ، في الوقت الذي اختصّ بعض ثالث بتفسير آيات الأحكام، و....

وبما أنّ أهل البيت(عليهم السلام) قد نزل القرآن في بيوتهم، وأنّهم أدري بما في البيت، وأنّ سيّدهم الإمام علي(عليه السلام)، أوّل من تكلّم في تفسير القرآن، ثمّ من بعده أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، ومنهم الإمام الهادي(عليه السلام) الذي نورد في هذا الباب جميع ما عثرنا عليه من تراثه القيّم في التفسير والتأويل والاستشهاد بالقرآن الكريم.



[ صفحه 451]




پاورقي

[1] كما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام)، انظر الأمالي: 580، ح 1203. عنه البحار: 89 / 15، ح 9.

[2] البقرة: 2 / 23.

[3] للتفسير تعاريف أُخر متّحد لهذا التعريف في المعني ومغاير في اللفظ، كما ورد في كشف الظنون: هو معرفة أحوال كلام الله تعالي من حيث القرآنيّة ومن حيث دلالته علي ما يعلم أويظنّ أنّه مراد الله تعالي بقدر الطاقة البشريّة. وما قاله العلّامة الطبرسي في مجمع البيان: التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل ردّ أحد الإحتمالين إلي ما يطابق الظاهر.