بازگشت

الدعاء للأمن من المخاوف


1 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن المنصوريّ



[ صفحه 543]



قال: حدّثني أبو السريّ سهل بن يعقوب بن إسحاق، الملقّب بأبي نؤاس المؤذّن، في المسجد المعلّق في صفّ شنيف بسرّ من رأي قال المنصوريّ: وكان يلقّب بأبي نؤاس لأنّه كان يتخالع ويطيب مع الناس ويظهر التشيّع علي الطيبة، فيأمن علي نفسه، فلمّا سمع الإمام(عليه السلام) لقّبني بأبي نؤاس قال: ياأبا السريّ! أنت أبو نؤاس الحقّ، ومن تقدّمك أبو نؤاس الباطل.

قال: فقلت له [1] ذات يوم: يا سيّدي! قد وقع لي اختيار الأيّام عن سيّدنا الصادق(عليه السلام) ممّا حدّثني به الحسن بن عبد الله بن مطهّر، عن غ محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيّدنا الصادق(عليه السلام) في كلّ شهر فأعرضه عليك.

فقال لي: افعل! فلمّا عرضته عليه وصحّحته، قلت له: يا سيّدي! في أكثر هذه الأيّام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف، فتدلّني علي الإحتراز من المخاوف فيها، فإنّما تدعوني الضرورة إلي التوجّه في الحوائج فيها.

فقال لي: يا سهل! إنّ لشيعتنا بولايتنا عصمة، لو سلكوا بها في لجّة البحار الغامرة، وسباسب البيداء الغائرة، بين سباع وذئاب، وأعادي الجنّ والإنس، لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله (عزّ وجلّ) واخلص في الولاء لأئمّتك الطاهرين، وتوجّه حيث شئت، واقصد ما شئت.

يا سهل! إذا أصبحت وقلت ثلاثاً: أصبحت اللهمّ! معتصماً بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول، من شرّ كلّ طارق وغاشم من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق، في جنّة من كلّ مخوف بلباس سابغة، ولاء أهل بيت نبيّك، محتجزاً من كلّ قاصد لي إلي أذيّة



[ صفحه 544]



بجدار حصين، الإخلاص في الاعتراف بحقّهم، والتمسّك بحبلهم جميعاً، موقناً بأنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم؛ أُوالي من والوا، وأُجانب من جانبوا، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، فأعذني اللهمّ بهم من شرّ كلّ ما أتّقيه، يا عظيم حجزت الأعادي عنّي ببديع السماوات والأرض، إنّا (جَعَلْنَا مِن م بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَهُمْ فَهُمْ لَايُبْصِرُونَ) [2] وقلتها عشيّاً ثلاثاً، حصلت في حصن من مخاوفك، وأمن من محذورك.

فإذا أردت التوجّه في يوم قد حذرت فيه، فقدّم أمام توجّهك (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ)، و«المعوّذتين»، و«آية الكرسي»، و«سورة القدر»، وآخر آية من «آل عمران»، وقل: اللهمّ! بك يصول الصائل، وبقدرتك يطول الطائل، ولا حول لكلّ ذي حول إلّا بك، ولا قوّة يمتازها ذو قوّة إلّا منك، بصفوتك من خلقك، وخيرتك من بريّتك، محمّد نبيّك، وعترته وسلالته (عليه وعليهم السلام) صلّ عليهم، واكفني شرّ هذا اليوم وضرره، وارزقني خيره ويمنه، واقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبّة، والظفر بالأُمنيّة، وكفاية الطاغية الغويّة، وكلّ ذي قدرة لي علي أذيّة، حتّي أكون في جُنّة وعصمةٍ من كلّ بلاءٍ ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمناً، ومن العوائق فيه يسراً، حتّي لا يصدّني صادّ عن المراد، ولا يحلّ بي طارق من أذي العباد، إنّك علي كلّ شي ء قدير، والأُمور إليك تصير، يا من (لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). [3] ، [4] .



[ صفحه 545]




پاورقي

[1] في مكارم الأخلاق: فقلت لأبي الحسن العسكريّ وفي البحار: للعسكري(عليه السلام).

[2] يس: 36 / 9.

[3] الشوري:42 / 11.

[4] الأمالي: 276، ح 529. عنه البحار: 56 / 24، ح 7، بتفاوت، و92 / 1، ح 1، ومستدرك الوسائل: 8 / 242 ح 9253. مكارم الأخلاق: 266، س 15. بشارة المصطفي: 129، س 24. البلد الأمين: 27، س 18، وفيه: عن أمير المؤمنين(عليه السلام). الدروع الواقية: 47، س 13. مصباح المتهجّد: 212، س 6. تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: 208، س 6. مصباح الكفعميّ: 126، س 3، باختصار. عنه وعن المكارم، والبلد، البحار: 83 / 148، ح 32، أشار إليه. قطعة منه في (الآيات والسور التي قرأها أو أمر(عليه السلام) بقرائتها في الأدعية) و(مدح أبو نؤاس) و(ذمّ بعض من يلقّب بأبي نؤاس) و(عصمة الشيعة في التمسّك بولاية الأئمّة(عليهم السلام)).