بازگشت

دعاؤه في القنوت


1 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): قنوت مولانا الزكيّ عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليهم السلام): «مناهل [1] كراماتك بجزيل عطيّاتك مترعة، [2] وأبواب مناجاتك لمن أمّك مشرعة، وعطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة، وقد ألجم الحذار واشتدّ الإضطرار، وعجز عن الإصطبار أهل الإنتظار، وأنت اللهمّ بالمرصد من المكّار.

اللهمّ! وغير مهمل مع الإمهال، واللائذ بك آمن، والراغب إليك غانم، والقاصد اللهمّ لبابك سالم. اللهمّ! فعاجل من قد امتزّ [3] طغيانه، واستمرّ علي جهالته لعقباه في كفرانه، وأطمعه حلمك عنه في نيل إرادته، فهو يتسرّع إلي أوليائك بمكارهه، ويواصلهم بقبائح مراصده، ويقصدهم في مظانّهم بأذيّته.

اللهمّ! اكشف العذاب عن المؤمنين، وابعثه جهرة علي الظالمين.

اللهمّ! اكفف العذاب عن المستجيرين، واصببه علي المغيّرين.



[ صفحه 555]



اللهمّ! بادر عصبة الحقّ بالعون، وبادر أعوان الظلم بالقصم.

اللهمّ! أسعدنا بالشكر، وامنحنا النصر، وأعذنا من سوء البدار [4] والعاقبة والختر. [5] [6] .

2 - السيّد ابن طاووس(رحمه الله): ودعا [عليّ بن محمّد الهادي](عليها السلام) في قنوته:

«يا من تفرّد بالربوبيّة، وتوحّد بالوحدانيّة، يا من أضاء باسمه النهار وأشرقت به الأنوار، وأظلم بأمره حندس [7] الليل، وهطل بغيثه وابل السيل، يامن دعاه المضطرّون فأجابهم، ولجأ إليه الخائفون فآمنهم، وعبده الطائعون فشكرهم، وحمده الشاكرون فأثابهم. ما أجلّ شأنك، وأعلا سلطانك، وأنفذ أحكامك، أنت الخالق بغير تكلّف، والقاضي بغير تحيّف، حجّتك البالغة، وكلمتك الدامغة، بك اعتصمت وتعوّذت من نفثات العندة، ورصدات الملحدة الذين ألحدوا في أسمائك، ورصدوا بالمكاره لأوليائك، وأعانوا علي قتل أنبيائك وأصفيائك، وقصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرّك، وكذّبوا رسلك وصدّوا عن آياتك، واتّخذوا من دونك ودون رسولك ودون المؤمنين وليجة رغبة عنك، وعبدوا طواغيتهم وجوابيتهم بدلاً منك، فمننت علي أوليائك بعظيم نعمائك، وجدت عليهم بكريم آلائك، وأتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك حفظاً لهم من معاندة الرسل، وضلال



[ صفحه 556]



السبل، وصدقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة، وخشعت لك بالعقود قلوب الإنابة. أسألك اللهمّ باسمك الذي خشعت له السماوات والأرض، وأحييت به موات الأشياء، وأمتّ به جميع الأحياء، وجمعت به كلّ متفرّق، وفرّقت به كلّ مجتمع، وأتممت به الكلمات، وأريت به كبري الآيات، وتبت به علي التوّابين، وأخسرت به عمل المفسدين، فجعلت عملهم هباءً منثوراً، وتبّرتهم تتبيراً، أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تجعل شيعتي من الذين حمّلوا فصدّقوا، واستنطقوا فنطقوا، آمنين مأمونين.

اللهمّ! إنّي أسألك لهم توفيق أهل الهدي، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وتقيّة أهل الورع، وكتمان الصدّيقين حتّي يخافوك اللهمّ مخافةً تحجزهم عن معاصيك، وحتّي يعملوا بطاعتك، لينالوا كرامتك، وحتّي يناصحوا لك وفيك خوفاً منك، وحتّي يخلّصوا لك النصيحة في التوبة حبّاً لك، فتوجب لهم محبّتك التي أوجبتها للتوّابين، وحتّي يتوكّلوا عليك في أُمورهم كلّها حسن ظنّ بك، وحتّي يفوّضوا إليك أُمورهم ثقةً بك. اللهمّ! لاتنال طاعتك إلّا بتوفيقك، ولاتنال درجة من درجات الخير إلّا بك. اللهمّ! يا مالك يوم الدين، العالم بخفايا صدور العالمين، طهّر الأرض من نجس أهل الشرك، وأخرص الخرّاصين عن تقوّلهم علي رسولك الإفك. اللهمّ! اقصم الجبّارين، وأبر المفترين، وأبد الأفّاكين الذين إذا تتلي عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأوّلين، وأنجز لي وعدك إنّك لا تخلف الميعاد، وعجّل فرج كلّ طالب مرتادٍ إنّك لبالمرصاد للعباد. أعوذ بك من كلّ لبس ملبوسٍ، ومن كلّ قلب عن معرفتك محبوس، ومن كلّ نفس تكفر إذا أصابها بؤس، ومن واصف عدل عمله عن العدل معكوس، ومن طالب للحقّ وهو عن صفات الحقّ منكوس، ومن مكتسب إثمٍ بإثمه مركوس، ومن وجهٍ عند تتابع النعم عليه عبوسٌ، أعوذ بك من ذلك كلّه، ومن نظيره وأشكاله وأشباهه وأمثاله إنّك عليّ عليم حكيم». [8] .


پاورقي

[1] المنهل: الشرب. لسان العرب: 14 / 310(نهل).

[2] مترع: أي مملوء. لسان العرب: 2 / 28 (ترع).

[3] في حديث عليّ(عليه السلام): (لم يبق من الدنيا إلّا سملة كسملة الأدواة لو تمزّزها الصديان لم أتنقع غلّته): أي لم يسكن عطشه. مجمع البحرين: 4 / 35 (مزز).

[4] بدرني الأمر وبدر إليّ: عجّل إليّ واستبق. لسان العرب: 1 / 340 (بدر).

[5] الختر: الغدر. لسان العرب: 4 / 22 (ختر).

[6] مهج الدعوات: 82، س 6. عنه البحار: 82 / 211، ضمن ح 1. قطعة منه في (لقبه(عليه السلام)) و(قنوته(عليه السلام)) و(الدعاء في القنوت بالمأثور).

[7] الحندس بالكسر: الليل المُظلم والظلمة. القاموس المحيط: 2 / 303 (الحندس).

[8] مهج الدعوات: 82، س 19. عنه البحار:82 / 211، ضمن ح 1. قطعة منه في (دعاؤه(عليه السلام) لشيعته) و(قنوته(عليه السلام)) و(صفات الله عزّ وجلّ وأسماؤه) و(الدعاء في القنوت بالمأثور).