بازگشت

احتجاجه علي المتوكل


1 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله) قال: كتاب الاستدراك بإسناده، أنّ المتوكّل قيل له: إنّ أبا الحسن - يعني عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا(عليهم السلام) - يفسّر قول الله عزّ وجلّ: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيْهِ...) الآيتين، في الأوّل والثاني.

قال: فكيف الوجه في أمره؟

قالوا: تجمع له الناس وتسأله بحضرتهم،... فوجّه إلي القضاة وبني هاشم والأولياء، وسئل(عليه السلام).

فقال(عليه السلام): هذان رجلان كني الله عنهما، ومنّ بالستر عليهما، أفيحبّ أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره الله؟

فقال: لا أُحبّ. [1] .

2 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن عبيد الله الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام، فسلّم سيّدنا أبو الحسن(عليه السلام) وأراد أن ينهض، فقال له المتوكّل: اجلس يا أبا الحسن! إنّي أُريد أن أسألك.

فقال(عليه السلام) له: سل!

فقال له: ما في الآخرة شي ء غير الجنّة أو النار يحلون فيه الناس؟

فقال أبو الحسن(عليه السلام): ما يعلمه إلّا الله.

فقال له: فعن علم الله أسألك.



[ صفحه 85]



فقال(عليه السلام) له: ومن علم الله أُخبرك.

قال: يا أبا الحسن! ما رواه الناس أنّ أبا طالب يوقف إذ حوسب الخلائق بين الجنّة والنار، وفي رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه، لايدخل الجنّة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسول الله(صلي الله وآله وسلم) وصدّه قريشاً عنه، والسرّ علي يده حتّي ظهر أمره؟

قال له أبو الحسن(عليه السلام): ويحك! لو وضع إيمان أبي طالب في كفّة ووضع إيمان الخلائق في الكفّة الأُخري، لرجّح إيمان أبي طالب علي إيمانهم جميعاً قال له المتوكّل: ومتي كان مؤمناً؟

قال(عليه السلام) له: دع ما لا تعلم واسمع ما لا تردّه المسلمون [جميعاً] ولايكذبون به....

فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار، أفتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتّي أقول له ويقول لي؟

قال أبو الحسن(عليه السلام): إنّ الله سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.

قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّاً صدّقتك في كلّ ماتقول.

قال له أبو الحسن(عليه السلام): ما أقول لك إلّا حقّاً ولا تسمع منّي إلّا صدقاً.

قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلي!

قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أري أبا طالب الليلة في منامي، فأقتل عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر، وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب



[ صفحه 86]



لايأتيني،... فلمّا كان بعد ثلاثة [أيّام] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك علي الله، أليس قلت لي: إنّي أري أباطالب في منامي [تلك الليلة فأقول له ويقول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكي أري أبا طالب في منامي] فأسأله، فلم أره في ليلتي، وعملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.

فقال له أبو الحسن(عليه السلام): يا سبحان الله! ويحك ما أجرأك علي الله؟ ويحك! سوّلت [لك] نفسك اللوّامة حتّي أتيت الذكور من الغلمان، والمحرّمات من النساء، وشربت الخمر لئلّا تري أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له، وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّي لم يغادر منه حرفاً، فأطرق المتوكّل [ثمّ] قال: كلّنا بنو هاشم! وسحركم يا آل [أبي] طالب من دوننا عظيم،.... [2] .



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] البحار: 30 / 246، ح 113، و50 / 214، ح 26،عن كتاب الاستدراك لابن بطريق. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 713.

[2] مدينة المعاجز: 7 / 535، ح 2518. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 527.