بازگشت

مكاتيبه ورسائله


وفيه موضوعان:

ممّا لاريب فيه أنّ الكتابة أمر راجح يستقلّ به العقل، وانعقد علي أهمّيّته وفضيلته إجماع عقلاء البشر، لأنّها من أبرز معالم الحضارة البشريّة، وبها يتمّ نقل أفكار الأمم السابقة إلي الأجيال المتعاقبة، وتقرّرت أهمّيّتها من جانب الشارع بنصوص من القرآن الكريم [1] والأحاديث المتظافرة عن النبيّ الكريم، وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) فيما يتعلّق بشؤونها، ولاسيّما إملاؤهم(عليهم السلام) الأحاديث علي الكتّاب، وأمرهم بكتابتها [2] صدرت



[ صفحه 88]



عنهم(عليهم السلام) مكاتبات في جواب أسألة الناس [3] ، حتّي أمروهم بالعمل بظاهرها وعدم الشكّ في كيفيّة الخطّ.

[4] .

ونحن وارثون من بعضهم: ما كُتب بأيديهم أو بأمرهم، نحو ما كتبه رسول الله إلي ملوك العجم كقيصر وكسري والنجاشيّ، وعهد عليّ(عليه السلام) إلي مالك الأشتر، والصحيفة ورسالة الحقوق للإمام السجّاد، والرسالة الذهبيّة للإمام الرضا(عليهاالسلام)، و... [5] ، فعلي هذا جعلنا في موسوعتنا هذه باباً خاصّاً لمكاتيب الإمام الهادي(عليه السلام)، وأوردنا فيها جميع ما عثرنا عليه حسب تتبّعنا.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] قد ورد في القرآن الكريم لفظ «كتاب» في مائتين واثنين وستّين موضعاً، وكثيراً من مادّة «كتب» المستعملة في القرآن، كان المراد منها الكتابة بالقلم.

ولاريب في أنّ احتواء القرآن علي هذه الألفاظ بهذه الكثرة، يكشف عن منزلة رفيعة للكتابة عند الله عزّ وجلّ.

[2] انظر: ما أورده أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قلنا: يارسول الله! إنّا نسمع منك أحاديث لانحفظها، أفلانكتبها؟ قال: بلي، فاكتبوها، (مسندأحمد: 2 / 215).وماثمّ انظر: ما رواه الكلينيّ عن الحسين بن محمد، عن المعلّي، عن عليّ بن أسباط، قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله: «وكان تحته كنز لهما»...... فقلت له: جعلت فداك، أُريد أكتبه. قال: فضرب والله يده إلي الدواة، ليضعها بين يديّ، فتناولت يده فقبّلتها، وأخذت الدواة فكتبته. الكافي: 2 / 59. عنه البحار: 67 / 156، ح 14. وما رواه أبوبصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) يقول: اكتبوا، فإنّكم لاتحفظون حتّي تكتبوا. وسائل الشيعة:27 / 81، ح 33261، والبحار: 2 / 152، ح 38، و153، ح 46.

ولايخفي عليك أنّ كتابة الحديث قد وقع فيه اختلاف من جهتين: النفي والإثبات. ومن حيث أنّه لامجال هنا للبحث عنه، نتركه إلي الكتب المدوّنة في الموضوع.

راجع: جامع المسانيد والسنن. تنقيح المقال: الخاتمة: 3 / 104، المقام الثالث في كتابة الحديث. ومكاتيب الرسول للأحمديّ الميانجيّ. وتدوين السنّة للحسينيّ الجلاليّ.

[3] راجع: باب مكاتيب موسوعة الإمام الجواد، والهادي والعسكري(عليهم السلام) تأليف اللجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر(عجّ).

[4] انظر: ما رواه الكلينيّ بإسناده عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي أبي محمد(عليه السلام)، فسألته أن يكتب، لأنظر إلي خطّه، فأعرفه إذا ورد؟

فقال: نعم، ثمّ قال: ياأحمد! إنّ الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلي القلم الدقيق، فلاتشكّنّ، ثمّ دعا بالدواة، فكتب، وجعل يستمدّ [القلم] إلي مجري الدواة.

فقلت في نفسي وهو يكتب: أستوهبه القلم الذي كتب به، فلمّا فرغ من الكتابة، أقبل يحدّثني، وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة.... الكافي: 1 / 513، ح 27.

[5] إنّ الكتب التي تنسب إليهم(عليه السلام) كثيرة، من أرادها فليراجع: تدوين السنّة الشريفة للسيّد محمد رضا الحسينيّ الجلاليّ (إجماع أهل البيت علي التدوين).