بازگشت

ما رواه عن رسول الله


1 - الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام): وقال عليّ بن محمّد صلوات الله عليهما: وأمّا دعاؤه(صلي الله وآله وسلم) الشجرة، فإنّ رجلاً من ثقيف كان أطبّ الناس



[ صفحه 298]



يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي جاء إلي رسول الله(صلي الله وآله وسلم).

فقال: يا محمّد! جئت لأداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا حارث! أنت تفعل أفعال المجانين وتنسبني إلي الجنون.

قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟

قال(صلي الله وآله وسلم): نسبتك إيّاي إلي الجنون من غير محنة منك، ولا تجربة، ولانظر في صدقي أو كذبي.

فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوّة التي لاتقدر لها؟

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وقولك لا تقدر لها فعل المجانين لأنّك لم تقل لم قلت كذا، ولا طالبتني بحجّة فعجزت عنها.

فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أُطالبك بها، إن كنت نبيّاً فادع تلك الشجرة - وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها - فإن أتتك علمت أنّك رسول الله وشهدت لك بذلك، وإلّا فأنت [ذلك] المجنون الذي قيل لي.

فرفع رسول الله(صلي الله وآله وسلم) يده إلي تلك الشجرة وأشار إليها أن تعالي، فانقلعت الشجرة بأصولها وعروقها، وجعلت تخدّ في الأرض أخدوداً عظيماً كالنهر حتّي دنت من رسول الله(صلي الله وآله وسلم)، فوقفت بين يديه، ونادت بصوت فصيح: هاأنا ذا يا رسول الله [صلي الله عليك] ما تأمرني؟

فقال لها رسول الله(صلي الله وآله وسلم): دعوتك لتشهدي لي بالنبوّة بعد شهادتك للّه بالتوحيد، ثمّ تشهدي [بعد شهادتك لي] لعلي(عليه السلام) هذا بالإمامة، وإنّه سندي



[ صفحه 299]



وظهري، وعضدي وفخري [وعزّي]، ولولاه ما خلق الله عزّ وجلّ شيئاً ممّاخلق.

فنادت، أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّك يا محمّد عبده ورسوله، أرسلك بالحقّ بشيراً [ونذيراً]، وداعياً إلي الله بإذنه، وسراجاً منيراً، وأشهد أنّ عليّاً ابن عمّك هو أخوك في دينك، [و] أوفر خلق الله من الدين حظّاً، وأجزلهم من الإسلام نصيباً، وأنّه سندك وظهرك، [و]قامع أعدائك، وناصر أوليائك، [و]باب علومك في أُمّتك، وأشهد أنّ أولياءك الذين يوالونه ويعادون أعداءه حشو [1] الجنّة، وأنّ

أعداءك الذين يوالون أعداءه ويعادون أولياءه حشو النار.

فنظر رسول الله(صلي الله وآله وسلم) إلي الحارث بن كلدة.

فقال: يا حارث! أو مجنوناً يعدّ من هذه آياته؟

فقال الحارث بن كلدة: لا والله يا رسول الله! ولكنّي أشهد أنّك رسول ربّ العالمين وسيّد الخلق أجمعين، وحسن إسلامه. [2] .

2 - الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام): فقلت لأبي عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): فهل كان رسول الله(صلي الله وآله وسلم) يناظرهم إذا عانتوه ويحاجّهم؟

قال(عليه السلام): بلي! مراراً كثيرة، منها: ما حكي الله من قولهم (وَقَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) إلي



[ صفحه 300]



قوله:(رَجُلاً مَّسْحُورًا). [3]

(وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). [4] (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنم-بُوعًا) - إلي قوله - (كِتَبًا نَّقْرَؤُهُ و). [5] .

ثمّ قيل له في آخر ذلك: لو كنت نبيّاً كموسي لنزلت علينا الصاعقة في مسألتنا إليك لأنّ مسألتنا أشدّ من مسألة قوم موسي لموسي.

قال: وذلك أنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) كان قاعداً ذات يوم بمكّة بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش منهم الوليد بن المغيرة المخزومي، وأبوالبختريّ بن هشام، وأبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل السهمي، وعبدالله بن أبي أُميّة المخزومي، وكان معهم جمع ممن يليهم كثير، ورسول الله(صلي الله وآله وسلم) في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب الله ويؤدّي إليهم عن الله أمره ونهيه.

فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحل [6] أمر محمّد، وعظم خطبه [7] فتعالوا نبدأ بتقريعه [8] ، وتبكيته [9] ، وتوبيخه، والاحتجاج عليه، وإبطال ماجاءبه ليهوّن خطبه علي أصحابه، ويصغّر قدره عندهم، فلعلّه ينزع عمّا



[ صفحه 301]



هو فيه من غيّه وباطله، وتمرّده وطغيانه، فإن انتهي وإلّا عاملناه بالسيف الباتر. [10] .

قال أبو جهل: فمن [ذا] الذي يلي كلامه، ومجادلته؟

قال عبد الله بن أبي أُميّة المخزومي: أنا إلي ذلك، أفما ترضاني له قرناً حسيباً، ومجادلاً كفيّاً؟

قال أبو جهل: بلي!

فأتوه بأجمعهم، فابتدأ عبد الله بن أبي أُميّة المخزومي، فقال: يا محمّد! لقدادعيت دعوي عظيمة، وقلت مقالاً هائلاً [11] زعمت أنّك

رسول الله ربّ العالمين، وما ينبغي لربّ العالمين، وخالق الخلق أجمعين، أن يكون مثلك رسولاً له! بشر مثلنا تأكل كما نأكل، وتمشي في الأسواق كما نمشي، فهذا ملك الروم، وهذا ملك الفرس، لا يبعثان رسولاً إلّا كثير المال، عظيم الحال، له قصور ودور، [وبساتين] وفساطيط وخيام، وعبيد وخدّام، وربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهم أجمعين، فهم عبيده ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده. بل لوأراد الله أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث إلينا ملكاً لابشراً مثلنا، ما أنت يا محمّد! إلّإ؛ا«مسحوراً، ولست بنبيّ.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): هل بقي من كلامك شي ء؟

قال: بلي! لو أراد الله أن يبعث رسولاً لبعث أجلّ من فيما بيننا مالاً، وأحسنه حالاً، فهلّا نزل هذا القرآن - الذي تزعم أنّ الله أنزله عليك



[ صفحه 302]



وابتعثك به رسولاً- علي رجل من القريتين عظيم، إمّا الوليد بن المغيرةبمكّة، وإمّا عروة بن مسعود الثقفيّ بالطائف؟

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): هل بقي من كلامك شي ء يا عبد الله!؟

قال: بلي! لن نؤمن لك حتّي تفجر لنا من الأرض ينبوعاً بمكّة هذه، فإنّها ذات حجارة وعرة، وجبال تكسح أرضها وتحفرها، وتجري فيها العيون، فإنّنا إلي ذلك محتاجون، أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب، فتأكل منها، وتطعمنا فتفجر الأنهار خلالها - خلال تلك النخيل والأعناب - تفجيراً، أو تسقط السماء كمازعمت علينا كسفاً، فإنّك قلت لنا: (وَإِن يَرَوْاْ كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ) [12] ولعلّنا نقول ذلك.

ثمّ قال: ولن نؤمن لك أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً، تأتي به وبهم وهم لنا مقابلون، أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتغنينا به، فلعلّنا نطغي فإنّك قلت لنا: (كَلَّآ إِنَّ الْإِنسَنَ لَيَطْغَي - أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَي). [13] .

ثمّ قال: أو ترقي في السماء - أي تصعد في السماء - ولن نؤمن لرقيّك -لصعودك- حتّي تنزل علينا كتاباً نقرأه من الله العزيز الحكيم إلي عبد الله ابن أبي أُميّة المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد الله بن عبدالمطلب فإنّه رسولي وصدّقوه في مقاله فإنّه من عندي.

ثمّ لا أدري يا محمّد! إذا فعلت هذا كلّه أومن بك، أو لا أومن بك، بل لورفعتنا إلي السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا: إنّما سكّرت أبصارنا وسحرتنا.



[ صفحه 303]



فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا عبد الله! أبقي شي ء من كلامك؟

قال: يا محمّد! أو ليس فيما أوردته عليك كفاية وبلاغ؟ مابقي شي ء، فقل مابدا لك، وافصح عن نفسك إن كانت لك حجّة، واتنا بما سألناك.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): اللهمّ! أنت السامع لكلّ صوت، والعالم بكلّ شي ء تعلم ما قاله عبادك...

فأنزل الله عليه يا محمّد! (وَقَالُواْ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ - إلي قوله - رَجُلاً مَّسْحُورًا). [14] .

ثمّ قال الله تعالي: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً). [15] .

ثمّ قال الله: يا محمّد (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورَم ا). [16] .

وأنزل عليه يامحمّد (فَلَعَلَّكَ تَارِكُ م بَعْضَ مَا يُوحَي إِلَيْكَ وَضَآلِقُ م بِهِ ي صَدْرُكَ) [17] الآية.

وأنزل عليه: يا محمّد (وَقَالُواْ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأمْرُ - إلي قوله - وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ). [18] .

فقال له رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا عبد الله! أمّا ما ذكرت من أنّي آكل الطعام كماتأكلون، وزعمت أنّه لا يجوز لأجل هذه أن أكون للّه رسولاً، فإنّما



[ صفحه 304]



الأمرللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود، وليس لك ولا لأحد الاعتراض عليه بلِمَ، وكيف. ألا تري أنّ الله تعالي كيف أفقر بعضاً وأغني بعضاً، وأعزّ بعضاً وأذلّ بعضاً، وأصحّ بعضاً وأسقم بعضاً، وشرّف بعضاً ووضع بعضاً، وكلّهم ممّن يأكل الطعام.

ثمّ ليس للفقراء أن يقولوا: لِمَ أفقرتنا وأغنيتهم؟ ولا للوضعاء أن يقولوا: لِمَ وضعتنا وشرّفتهم؟ ولا للزمني والضعفاء أن يقولوا: لِمَ أزمنتنا وأضعفتنا وصححّتهم؟ ولا لاذلّاء أن يقولا: لِمَ أذللتنا وأعززتهم؟ ولا لقبائح الصور أن يقولوا: لِمَ قبّحتنا وجمّلتهم؟ بل إن قالوا ذلك كانوا علي ربّهم رادّين، وله في أحكامه منازعين، وبه كافرين، ولكان جوابه لهم: [إنّي] أنا الملك، الخافض الرافع، المغني المفقر، المعزّ المذلّ، المصحّح المسقم، وأنتم العبيد، ليس لكم إلّا التسليم لي، والانقياد لحكمي، فإن سلّمتم كنتم عباداً مؤمنين، وإن أبيتم كنتم بي كافرين، وبعقوباتي من الهالكين.

ثمّ أنزل الله تعالي عليه: يا محمّد (قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ) يعني آكل الطعام (يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ) [19] .

يعني قل لهم أنا في البشريّة مثلكم، ولكن ربّي خصّني بالنبوّة دونكم كمإ؛أا يخصّ بعض البشر بالغناء والصحّة والجمال دون بعض من البشر، فلاتنكروا أن يخصّني أيضاً بالنبوّة.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك: «[إنّ] هذا ملك الروم، وملك الفرس لايبعثان رسولاً إلّا كثير المال، عظيم الحال، له قصور ودور، وفساطيط وخيام، وعبيد وخدّام، وربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهم فهم



[ صفحه 305]



عبيده»، فإنّ الله له التدبير والحكم لا يفعل علي ظنّك وحسبانك، ولاباقتراحك؛ بل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود يا عبد الله، إنّما بعث الله نبيّه ليعلّم الناس دينهم، ويدعوهم إلي ربّهم ويكدّ نفسه في ذلك آناء الليل وأطراف النهار، فلو كان صاحب قصور يحتجب فيها، وعبيد وخدم يسترونه عن الناس، أليس كانت الرسالة تضيع والأمور تتباطأ ما؟

أو تري الملوك إذا احتجبوا كيف يجري الفساد والقبائح من حيث لايعلمون به ولا يشعرون، يا عبد الله وإنّما بعثني الله ولا مال لي ليعرّفكم قدرته وقوّته، وإنّه هو الناصر لرسوله لا تقدرون علي قتله، ولا منعه من رسالته، فهذا أبين في قدرته وفي عجزكم، وسوف يظفرني الله بكم فأوسعكم قتلاً وأسراً، ثمّ يظفرني الله ببلادكم، ويستولي عليها المؤمنون من دونكم ودون من يوافقكم علي دينكم.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وأما قولك لي: «ولو كنت نبيّاً لكان معك ملك يصدّقك ونشاهده؛ بل لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيّاً لكان إنّما يبعث ملكاً لابشراً مثلنا»، فالملك لا تشاهده حواسّكم لأنّه من جنس هذا الهواء، لاعيان منه ولو شاهدتموه - بأن يزاد في قوي أبصاركم - لقلتم ليس هذا ملكاً بل هذا بشر، لأنّه إنّما كان يظهر لكم بصورة البشر الذي قد ألفتموه لتفهموا عنه مقاله، وتعرفوا به خطابه ومراده، فكيف كنتم تعلمون صدق الملك وإنّ مايقوله حقّ؟ بل إنّما بعث الله بشراً، وأظهر علي يده المعجزات التي ليست في طبائع البشر الذين قد علمتم ضمائر قلوبهم، فتعلمون بعجزكم عمّا جاء به أنّه معجزة، وأنّ ذلك شهادة من الله تعالي بالصدق له، ولو ظهر لكم ملك وظهر علي يده ما يعجز عنه البشر، لم يكن في ذلك ما يدلّكم، إنّ



[ صفحه 306]



ذلك ليس في طبائع سائر أجناسه من الملائكة، حتّي يصيّر ذلك معجزاً.

ألا ترون أنّ الطيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز، لأنّ لها أجناساً يقع منها مثل طيرانها، ولو أنّ آدميّاً طار كطيرانها كان ذلك معجزاً، فالله عزّ وجلّ سهّل عليكم الأمر، وجعله بحيث تقوم عليكم حجّته، وأنتم تقترحون [20] عمل الصعب الذي لا حجّة فيه.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك «ما أنت إلّا رجلٌ مسحورٌ» فكيف أكون كذلك، وقد تعلمون أنّي في صحّة التمييز والعقل فوقكم، فهل جرّبتم عليّ منذ نشأت إلي أن استكملت أربعين سنة جريرة، أو زلّة أو كذبة أو خيانة، أو خطأ من القول، أو سفهاً من الرأي؟

أتظنّون أنّ رجلاً يعتصم طول هذه المدّة بحول نفسه وقوّتها، أو بحول الله وقوّته، وذلك ما قال الله تعالي: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إلي أن يثبتوا عليك عميً بحجّة أكثر من دعاويهم الباطلة التي تبيّن عليك تحصيل بطلانها.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك (وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). الوليد بن المغيرة بمكّة، أو عروة بالطائف، فإنّ الله تعالي ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت، ولا خطر له عنده كما [له] عندك؛ بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقي كافراً به مخالفاً له شربة ماء، وليس قسمة رحمة الله إليك؛ بل الله [هو] القاسم للرحمات، والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه، وليس هو عزّ وجلّ ممّن يخاف أحداً كما



[ صفحه 307]



تخافه [أنت] لماله وحاله، فتعرفه بالنبوّة لذلك، ولا ممّن يطمع في أحد في ماله [أو في حاله] كماتطمع فتخصّه بالنبوّة لذلك، ولا ممّن يحبّ أحداً محبّة الهوي كما تحبّ، فتقدّم من لا يستحقّ التقديم.

وإنّما معاملته بالعدل، فلا يؤثر بأفضل مراتب الدين وجلاله إلّا الأفضل في طاعته، والأجد في خدمته، وكذلك لا يؤخّر في مراتب الدين وجلاله إلّا أشدّهم تباطوا عن طاعته، وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلي مال، ولا إلي حال، بل هذا المال والحال من تفضّله، وليس لأحد من عباده عليه ضربة لازب؛ فلايقال إذا تفضّل بالمال علي عبده فلا بدّ [من] أن يتفضّل عليه بالنبوّة أيضاً، لأنّه ليس لأحد إكراهه علي خلاف مراده، ولا إلزامه تفضّلاً، لأنّه تفضّل قبله بنعمه.

ألا تري يا عبد الله! كيف أغني واحداً وقبّح صورته، وكيف حسّن صورة واحد وأفقره، وكيف شرّف واحداً وأفقره، وكيف أغني واحداً ووضعه.

ثمّ ليس لهذا الغني أن يقول: وهلّا أُضيف إلي يساري جمال فلان، ولاللجميل أن يقول: هلّا أُضيف إلي جمالي مال فلان، ولا للشريف أن يقول: هلّا أضيف إلي شرفي مال فلان، ولا للوضيع أن يقول: هلّا أضيف إلي ضعتي شرف فلان، ولكنّ الحكم للّه يقسم كيف يشاء، ويفعل كما يشاء، وهو حكيم في أفعاله، محمود في أعماله، وذلك قوله تعالي: (وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). قال الله تعالي:. (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ - يا محمّد - نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا) [21] .



[ صفحه 308]



فأحوجنا بعضاً إلي بعض، أحوجنا هذا إلي مال

ذلك وأحوج ذاك إلي سلعة هذا، [وهذا] إلي خدمته، فتري أجلّ الملوك وأغني الأغنياء محتاجاً إلي أفقر الفقراء في ضرب من الضروب، إمّا سلعة معه ليست معه، وإمّا خدمة يصلح لها لا يتهيّأ لذلك الملك أن يستغني [إلّا] به، وإمّا باب من العلوم والحكم فهو فقير إلي أن يستفيدها من هذا الفقير، فهذا الفقير يحتاج إلي مال ذلك الملك الغني، وذلك الملك يحتاج إلي علم هذا الفقير، أو رأيه أو معرفته.

ثمّ ليس للفقير أن يقول: هلّا اجتمع إلي رأيي وعلمي وما أتصرّف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني، ولا للملك أن يقول: هلّا اجتمع إلي ملكي علم هذا الفقير.

ثمّ قال: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا) ثم قال: يا محمّد (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) يجمع هؤلاء من أموال الدنيا.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وأمّا قولك (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنم-بُوعًا) إلي آخر ماقلته، فإنّك اقترحت علي محمّد رسول الله أشياء، منها: ما لو جاءك به لم يكن برهاناً لنبوّته، ورسول الله يرتفع عن أن يغتنم جهل الجاهلين، ويحتجّ عليهم بما لا حجّة فيه.

ومنها: ما لو جاءك به لكان معه هلاكك وإنّما يؤتي بالحجج والبراهين ليلزم عباد الله الإيمان بها، لا ليهلكوا بها، فإنّما اقترحت هلاكك، وربّ العالمين أرحم بعباده، وأعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون.

ومنها: المحال الذي لا يصحّ ولا يجوز كونه، ورسول الله ربّ العالمين يعرّفك ذلك ويقطع معاذيرك، ويضيق عليك سبيل مخالفته، ويلجئك



[ صفحه 309]



بحجج الله إلي تصديقه حتّي لا يكون لك عنه محيد [22] ولا

محيص. [23] .

ومنها: ما قد اعترفت علي نفسك أنّك فيه معاند متمرّد، لا تقبل حجّة ولاتصغي إلي برهان، ومن كان كذلك فدواؤه عقاب النار النازل من سمائه، أو في جحيمه، أو بسيوف أوليائه.

وأمّا قولك يا عبد الله! «لن نؤمن لك حتّي تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، بمكّة» فإنّها ذات حجارة وصخور، وجبال تكسح [24] أرضها وتحفرها

وتجري فيها العيون، فإنّنا إلي ذلك محتاجون فإنّك سألت هذا وأنت جاهل بدلائل الله تعالي. يا عبد الله أرأيت لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيّاً! أرأيت الطائف التي لك فيها بساتين أما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها، وذللّتها وكسحتها، وأجريت فيها عيوناً استنبطتها؟

قال: بلي!

قال: وهل لك في هذا نظراء؟

قال: بلي!

أفصرت بذلك أنت وهم أنبياء؟

قال: لا!

قال: فكذلك لا يصير هذا حجّة لمحمد لو فعله علي نبوّته، فما هو إلّا كقولك «لن نؤمن لك حتّي تقوم وتمشي علي الأرض، أو حتّي تأكل الطعام كما يأكل الناس».



[ صفحه 310]



وأمّا قولك يا عبد الله «أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب، فتأكل منها وتطعمنا، وتفجر الأنهار خلالها تفجيراً»، أو ليس لأصحابك ولك جنّات من نخيل وعنب بالطائف، تأكلون وتطعمون منها، وتفجرون الأنهار خلالها تفجيراً، أفصرتم أنبياء بهذا؟ قال: لا!

قال: فما بال اقتراحكم علي رسول الله أشياء لو كانت كما تقترحون، لمادلّت علي صدقه؛ بل لو تعاطاها لدلّ تعاطيه إيّاها علي كذبه، لأنّه حينئذ يحتجّ بمالاحجّة فيه، ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم، ورسول ربّ العالمين يجلّ ويرتفع عن هذا.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا عبد الله! وأمّا قولك «أو تسقط السماء كمازعمت علينا كسفاً فإنّك قلت وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم»، فإنّ في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم؛ فإنّما تريد بهذا من رسول الله أن يهلكك، ورسول ربّ العالمين أرحم بك من ذلك ولايهلكك، ولكنّه يقيم عليك حجج الله، وليس حجج الله لنبيّه وحده علي حسب اقتراح عباده؛ لأنّ العباد جهّال بما يجوز من الصلاح وبما لايجوز منه وبالفساد، وقديختلف اقتراحهم ويتضادّ حتّي يستحيل وقوعه - إذ لو كانت اقتراحاتهم واقعة لجاز أن تقترح أنت أن تسقط السماء عليكم ويقترح غيرك أن لا تسقط عليكم السماء؛ بل أن ترفع الأرض إلي السماء، وتقع السماء عليها، وكان ذلك يتضادّ ويتنافي، أو يستحيل وقوعه - والله لايجري تدبيره علي ما يلزم به المحال.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وهل رأيت يا عبد الله! طبيباً كان دواؤه للمرضي علي حسب اقتراحاتهم، وإنّما يفعل بهم ما يعلم صلاحهم فيه، أحبّه العليل أو كرهه، فأنتم المرضي، والله طبيبكم، فإن انقدتم لدوائه



[ صفحه 311]



شفاكم، وإن تمرّدتم عليه أسقمكم، وبعد، فمتي رأيت يا عبد الله مدّعي حقّ قِبَل رجل أوجب عليه حاكم من حكّامهم - فيما مضي - بيّنة علي دعواه علي حسب اقتراح المدّعي عليه إذن، ما كان يثبت لأحد علي أحد دعوي ولا حقّ، ولا كان بين ظالم من مظلوم، ولا صادق من كاذب فرق.

ثمّ قال: يا عبد الله! وأمّا قولك «أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً يقابلوننا ونعاينهم»، فإنّ هذا من المحال الذي لا خفاء به، إنّ ربّنا عزّ وجلّ ليس كالمخلوقين يجي ء ويذهب، ويتحرّك ويقابل شيئاً حتّي يؤتي به فقد سألتم بهذا المحال، وإنّما هذا الذي دعوت إليه صفة أصنامكم، الضعيفة المنقوصة التي لا تسمع ولا تبصر، وتعلم ولا تغني عنكم شيئاً ولا عن أحد. ياعبدالله! أو ليس لك ضياع وجنان بالطائف وعقار بمكّة وقوّام عليها؟

قال: بلي! قال أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك، أو بسفراء بينك وبين معامليك؟ قال: بسفرائي.

قال: أرأيت لو قال معاملوك وأُكرتك وخدمك لسفرائك: لا نصدّقكم في هذه السفارة إلّا أن تأتونا بعبد الله بن أبي أُميّة لنشاهد فنسمع ماتقولون عنه شفاهاً، كنت تسوغهم هذا أو كان يجوز لهم عندك ذلك؟ قال: لا!

قال: فما الذي يجب علي سفرائك، أليس أن يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلّهم علي صدقهم فيجب عليهم أن يصدّقوهم؟ قال: بلي!

قال: يا عبد الله! أرأيت سفيرك لو أنّه لمّا سمع منهم هذا عاد إليك، وقال: قم معي فإنّهم قد اقترحوا عليّ مجيئك، أليس يكون [هذا] لك مخالفاً وتقول له: إنّما أنت رسولٌ لا مشير ولا آمر؟ قال: بلي!

قال: فكيف صرت تقترح علي رسول ربّ العالمين ما لا تسوغ لأكرتك ومعامليك أن يقترحوه علي رسولك إليهم؟



[ صفحه 312]



وكيف أردت من رسول ربّ العالمين أن يستذّم إلي ربّه بأن يأمر عليه وينهي، وأنت لا تسوغ مثل هذا لرسولك إلي أكرتك وقوّامك؟ هذه حجّة قاطعة لإبطال جميع ما ذكرته في كلّ ما اقترحته يا عبد الله.

وأمّا قولك يا عبد الله! «أو يكون لك بيت من زخرف» وهو الذهب أما بلغك أنّ لعزيز مصر بيوتاً من زخرف؟ قال: بلي!

قال: أفصار بذلك نبيّاً؟ قال: لا!

قال: فكذلك لا يوجب ذلك لمحمد - لو كان له - نبوّة، ومحمّد لا يغتنم جهلك بحجج الله.

وأمّا قولك يا عبد الله «أو ترقي في السماء». ثمّ قلت: (وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّي تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَبًا نَّقْرَؤُهُ و)ولن نؤمن لرقيّك حتّي تنزل علينا كتاباً نقرؤه» يا عبد الله! الصعود إلي السماء أصعب من النزول عنها، وإذا اعترفت علي نفسك بأنّك لا تؤمن إذا صعدت فكذلك حكم النزول.

ثمّ قلت «حتّي تنزّل علينا كتاباً نقرؤه ومن بعد ذلك لا أدري أُومن بك أو لاأُومن بك» فأنت يا عبد الله! مقرّ بأنّك تعاند حجة الله عليك فلادواء لك إلّا تأديبه [لك] علي يد أوليائه من البشر، أو ملائكته الزبانية، وقد أنزل الله تعالي عليّ حكمة جامعة لبطلان كلّ ما اقترحته؛ فقال تعالي: (قُلْ - يا محمّد - سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) ما أبعد ربّي عن أن يفعل الأشياء علي [قدر] ما يقترحه الجهّال بما يجوز، وبما لا يجوز، وهل كنت إلّا بشراً رسولاً؟ لايلزمني إلّا إقامة حجّة الله التي أعطاني، وليس لي أن آمر علي ربّي، ولاأنهي، ولا أُشير، فأكون كالرسول الذي بعثه ملك إلي قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه.

فقال أبوجهل: يا محمّد! هاهنا واحدة، ألست زعمت أنّ قوم موسي



[ صفحه 313]



احترقوا بالصاعقة لمّا سألوه أن يريهم الله جهرة؟ قال: بلي!

قال:] فلو كنت نبيّاً لاحترقنا نحن أيضاً، فقد سألنا أشدّ ممّا سأل قوم موسي(عليه السلام) لأنّهم بزعمك قالوا: (أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً)، [25] ونحن قلنا: لن

نؤمن لك حتّي تأتي بالله والملائكة قبيلاً نعاينهم.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا أبا جهل! أو ما علمت قصة إبراهيم الخليل(عليه السلام) لما رفع في الملكوت وذلك قول ربّي: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [26] قوّي الله بصره لمّا رفعه دون السماء حتّي أبصر الأرض ومن عليها، ظاهرين ومستترين، فرأي رجلاً وامرأة علي فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأي آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأي آخرين فهمّ بالدعاء عليهما فأوحي الله تعالي إليه: ياإبراهيم! أُكفف دعوتك عن عبادي وإمائي فإنّي أنا الغفور الرحيم، الحنّان الحليم، لا تضرّني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم لشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي فإنّما أنت عبد نذير لاشريك في المملكة، ولا مهيمن عليّ ولا علي عبادي، وعبادي معي بين خلال ثلاث:

إمّا تابوا إليّ فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم.

وإمّا كففت عنهم عذابي لعلمي بأنّه سيخرج من أصلابهم ذرّيّات مؤمنون، فأرفق بالآباء الكافرين، وأتاني بالأمّهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فإذا تزايلوا حلّ بهم عذابي وحاق



[ صفحه 314]



بهم بلائي، وإن لم يكن هذا ولا هذا فإنّ الذي أعددته لهم من عذابي أعظم ممّا تريده بهم، فإنّ عذابي لعبادي علي حسب جلالي وكبريائي.

يا إبراهيم! فخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أرحم بهم منك، وخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أنا الجبّار الحليم، العلّام الحكيم، أُدبّرهم بعلمي، وأنفذ فيهم قضائي وقدري.

ثمّ قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): إنّ الله تعالي - يا أبا جهل - إنّما دفع عنك العذاب لعلمه بأنّه سيخرج من صلبك ذرّيّة طيّبة، عكرمة ابنك، وسيلي من أُمور المسلمين ما إن أطاع الله ورسوله فيه كان عند الله جليلاً، وإلّا فالعذاب نازل عليك، وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوه هذا، إنّما أُمهلوا لأنّ الله علم أنّ بعضهم سيؤمن بمحمد، وينال به السعادة، فهو تعالي لا يقطعه عن تلك السعادة (ولا يبخل بها عليه أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لإيصال ابنه إلي السعادة)، ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافّتكم، فانظر نحو السماء.

فنظر فإذا أبوابها مفتّحة، وإذا النيران نازلة منها مسامتة [27] لرؤوس القوم تدنو منهم حتّي وجدوا حرّها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص أبي جهل والجماعة.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): لا تروعنّكم فإنّ الله لا يهلككم بها، وإنّما أظهرها عبرة. ثمّ نظروا وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها، ودفعتها حتّي أعادتها في السماء كما جاءت منها.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنّه



[ صفحه 315]



سيسعده بالإيمان بي منكم من بعد، وبعضها أنوار ذرّيّة طيّبة ستخرج من بعضكم ممّن لا يؤمن وهم مؤمنون. [28] .

3 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):...فلمّا استكمل أربعين سنة ونظر الله عزّ وجلّ إلي قلبه [أي قلب محمّد(صلي الله وآله وسلم)]... وأذن للملائكة فنزلوا، ومحمّد(صلي الله وآله وسلم) ينظر إليهم،... ونظر إلي جبرئيل الروح الأمين، المطوّق بالنور، طاووس الملائكة، هبط إليه وأخذ بضبعه وهزّه، وقال: يا محمّد!إقرأ!

قال: وما أقرأ؟

قال: يا محمّد! (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - خَلَقَ الْإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ - إلي قوله - مَا لَمْ يَعْلَمْ)... وسوف ينعم ويفرح أولياءك بوصيّك عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)....

فقلت في سرّي: يا ربّ من عليّ بن أبي طالب الذي وعدتني به - وذلك بعد ماولد عليّ(عليه السلام) وهو طفل - أوهو ولد عمّي؟.... [29] .

4 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... ورد مكّة قوم من يهود الشام، فنظروا إلي محمّد(صلي الله وآله وسلم) وشاهدوا نعته وصفته،... فحملهم الحسد... فجاءوا إلي أبي طالب فصادفوه ودعوه إلي دعوة لهم، فلمّا حضر



[ صفحه 316]



رسول الله(صلي الله وآله وسلم)، قدّموا إليه وإلي أبي طالب، والملأ من قريش، دجاجة مسمنة، كانوا قد وقذوها وشووها، فجعل أبو طالب وسائر قريش يأكلون منها، ورسول الله(صلي الله وآله وسلم) يمدّ يده نحوها، فيعدل بها يمنة ويسرة، ثمّ أماماً، ثمّ خلفاً، ثمّ فوقاً، ثمّ تحتاً، لا تصيبها يده(صلي الله وآله وسلم).

فقالوا: ما لك يا محمّد! لا تأكل منها؟

فقال(صلي الله وآله وسلم): يا معشر اليهود! قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها، وما أراها إلّا حراماً يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها.

فقالوا: ما هي إلّا حلال فدعنا نلقمك [منها]؟

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): فافعلوا إن قدرتم.

فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلي الجهات، كماكانت يد رسول الله(صلي الله وآله وسلم) تعدل عنها.

فقال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): [ف]هذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها إن كانت لكم.

فجاءوه بدجاجة أُخري مسمنة مشويّة قد أخذوها لجار لهم غائب - لم يكونوا اشتروها - وعمدوا إلي أن يردّوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول منها رسول الله(صلي الله وآله وسلم) لقمة، فلمّا ذهب ليرفعها، ثقلت عليه وفصلت، حتّي سقطت من يده، وكلّما ذهب يرفع ما قد تناوله بعدها ثقلت وسقطت.

فقالوا: يا محمّد! فما بال هذه لا تأكل منها؟

[ف] قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): وهذه أيضاً قد منعت منها، وما أراها إلّا من شبهة يصونني ربّي عزّ وجلّ عنها.... [30] .



[ صفحه 317]



5 - الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال عليّ بن محمّد(عليهاالسلام): وأمّا الشجرتان اللتان تلاصقتا، فإنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) كان ذات يوم في طريق له [ما] بين مكّة والمدينة، وفي عسكره منافقون من المدينة، وكافرون من مكّة....

فقال لزيد بن ثابت: اذهب إلي تينك الشجرتين المتباعدتين - يومي إلي شجرتين بعيدتين قد أوغلتا في المفازة وبعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما، وناد إنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) يأمركما أن تلتصقا وتنضمّا ليقضي رسول الله(صلي الله وآله وسلم) خلفكما حاجته....

قال لزيد بن ثابت: عد إلي الشجرتين، وقل لهما: إنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) يأمركما أن تعودا إلي أماكنكما.... [31] .

6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(رحمه الله): عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن ياسر [32] ، عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): قال لي حبيبي جبرئيل(عليه السلام): تطيّب يوماً ويوماً لا، ويوم الجمعة لا بدّ منه، ولا تترك له. [33] [34] .

7 - ابن قولويه القمّيّ(رحمه الله):... عليّ بن جعفر الهمانيّ قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام) يقول: من خرج من بيته يريد زيارة الحسين(عليه السلام)... فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: إنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) يقرؤك السلام



[ صفحه 318]



ويقول لك: أمّا ذنوبك فقد غفرك لك، استأنف العمل. [35] .

8 - ابن شعبة الحرّانيّ(رحمه الله): من عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... قول رسول الله(صلي الله وآله وسلم): لا تجتمع أُمّتي علي ضلالة... قال: «إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي - أهل بيتي - لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما، وإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض»... فوجدنا رسول الله(صلي الله وآله وسلم) قد أتي بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وبقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

ووجدناه يقول: «عليّ يقضي ديني، وينجز موعدي، وهو خليفتي عليكم من بعدي»... قول رسول الله(صلي الله وآله وسلم): «من آذي عليّاً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله، ومن آذي الله يوشك أن ينتقم منه».

وكذلك قوله(صلي الله وآله وسلم) «من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله». ومثل قوله(صلي الله وآله وسلم) في بني وليعة: «لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، قم يا عليّ! فسر إليهم».

وقوله(صلي الله وآله وسلم) يوم خيبر: «لأبعثنّ إليهم غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّي يفتح الله عليه».... [36] .

9 - الشيخ المفيد(رحمه الله): روي، عن عليّ بن محمّد العسكريّ، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): لمّا أُسري بي إلي السماء الرابعة نظرت إلي قبّة من لؤلؤ، لها أربعة أركان وأربعة أبواب



[ صفحه 319]



، كلّها من استبرق أخضر.

قلت: يا جبرئيل! ما هذه القبّة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟

فقال: حبيبي محمّد! هذه صورة مدينة يقال لها: قمّ، يجتمع فيها عباد الله المؤمنون، ينتظرون محمّداًوشفاعته للقيامة والحساب، يجري عليهم الغمّ، والهمّ، والأحزان، والمكاره.

قال: فسألت عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهاالسلام): متي ينتظرون الفرج؟

قال(عليه السلام): إذا ظهر الماء علي وجه الأرض. [37] .

10 - الشيخ المفيد(رحمه الله):... موسي بن محمّد بن عليّ بن موسي، سأله ببغداد في دار الفطن قال: قال موسي: كتب إليّ يحيي بن أكثم يسألني عن عشر مسائل، أو تسع،...فدخلت علي أخي(عليه السلام)... قال(عليه السلام):... وأمّا قول عليّ: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار لقول رسول الله(صلي الله وآله وسلم): بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار.... [38] .

11 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، عن محمّد بن أحمد بن عبد الله الهاشميّ قال: حدّثني أبوموسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ صلوات الله عليهم قال:



[ صفحه 320]



قال عليّ صلوات الله عليه: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): من سرّه أن يلقي الله عزّ وجلّ آمناً مطهّراً لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولّك، وليتولّ بنيك الحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسي بن جعفر، وعليّ بن موسي، ومحمّداً وعلياً، والحسن، ثمّ المهديّ وهو خاتمهم.

وليكوننّ في آخر الزمان قوم يتولّونك يا عليّ! يشنأهم الناس، ولو أحبّهم كان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك علي الآباء والأُمّهات، والإخوة والأخوات، وعلي عشائرهم والقرابات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات.

أولئك يحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيّئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون. [39] .

12 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوريّ قال: حدّثنا عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثنا الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسي قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): أحبّوا الله بما يغذوكم به من نِعَمِه،



[ صفحه 321]



وأحبّوني لحبّ الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي. [40] .

13 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدثني أبي، عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين ابن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) وهو يقول: من أدّي للّه مكتوبةً فله في أثرها دعوة مستجابة.

قال ابن الفحّام: رأيت والله أمير المؤمنين(عليه السلام) في النوم، فسألته عن الخبر، فقال(عليه السلام): صحيح، إذا فرغت من المكتوبة، فقل وأنت ساجد: اللهمّ بحقّ من رواه ورُوي عنه صلّ علي جماعتهم، وافعل بي كيت وكيت. [41] .

14 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: قال الصادق(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): يا عليّ! إنّ الله عزّوجلّ قد غفر لك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين،



[ صفحه 322]



منزوع من الشرك، بطين من العلم. [42] .

15 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: قال الصادق(عليه السلام): قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): إنّما سمّيت ابنتي فاطمةلأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم [43] من أحبّها من

النار. [44] .

16 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ ابن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين بن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): لمّا أُسري بي إلي السماء كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدني، فأوحي إليّ ربّي ما أوحي، ثمّ قال: يامحمّد! اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سمّيت بهذا أحداً



[ صفحه 323]



قبله، ولا أُسمّي بهذا أحداً بعده. [45] .

17 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي، أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): حُرّمت النار علي من آمن بي وأحبّ عليّاً وتولّاه، ولعن الله من ماري عليّاً وناواه، عليّ منّي كجلدةٍ مابين العين والحاجب. [46] .

18 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، محمّد بن عليّ قال: حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: من أحبّ أن يجاور الخليل 2النبي الخليل، 4 في داره، ويأمن حرّ ناره، فليتولّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). [47] .



[ صفحه 324]



19 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام، عن المنصوريّ، عن عمّ أبيه قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد بإسناده عن الباقر(عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): سمعت النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: إذا حُشِر الناس يوم القيامة نادي مناد: يا رسول الله! إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك، الموالين لهم فيك، والمعادين لهم فيك، فكافئهم [48] بماشئت؛ فأقول: يا ربّ الجنّة! فأُنادي: فولّهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به. [49] .

20 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): الفحّام قال: حدّثنا المنصوريّ بإسناده قال: قال النبيّ(صلي الله وآله وسلم): لا تُخيّب راجيك، فيمقتك الله ويعاديك. [50] .

21 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله): أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن ياسين بن محمّد بن عجلان التميميّ العابد مولي الباقر(عليه السلام) قال: حدّثني مولاي أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق، عن آبائه(عليهم السلام)، عن عليّ(عليه السلام) قال: قال: رسول الله(صلي الله وآله وسلم):



[ صفحه 325]



الناس اثنان: رجل أراح ورجل استراح.

فالمؤمن استراح من الدنيا وتعبها، وأفضي إلي رحمة الله وكريم ثوابه.

وأمّا الذي أراح، فالفاجر أراح منه الناس والشجر والدوابّ، وأفضي إلي ماقدّم. [51] .

22 - الشيخ الطوسيّ(رحمه الله):... كافور الخادم قال: قال لي الإمام عليّ بن محمّد(عليهاالسلام):... إنّ النبيّ(صلي الله وآله وسلم) يقول: إنّ الله يغضب علي من لا يقبل رخصة. [52] .

23 - ابنا بسطام النيسابوريّان»:... حدّثنا أبو جعفر، عن أبي الحسن(عليه السلام) وسئل عن الحمّي الغبّ الغالبة؟ فقال(عليه السلام):... قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): في الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلّا السام.

قيل: يا رسول الله! وما السام؟ قال(صلي الله وآله وسلم): الموت.... [53] .

24 - أبو جعفر الطبريّ(رحمه الله): وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون قال: حدّثنا أبي، هارون بن موسي(رضي الله عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبيدالله بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ بسرّ من رأي من لفظه قال: حدّثنا أبوموسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور الهاشميّ قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي، عن عليّ بن موسي، عن موسي



[ صفحه 326]



ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي، الحسين بن عليّ قال: قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: قال لي رسول الله(صلي الله وآله وسلم): رأيت ليلة أُسري بي إلي السماء قُصوراً من ياقوت أحمر، وزبرجد أخضر، ودرّ ومرجان، وعقيان، [54] بَلَاطها [55] المسك الأذفر،

وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمّان، وحور وخيرات حسان، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل، تجري علي الدرّ والجوهر، وقباب علي حافّتي تلك الأنهار، وغرف وخيام، وخدم وولدان، وفرشها الاستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار، فقلت: يا حبيبي جبرئيل! لمن هذه القصور؟ وما شأنها؟ فقال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلقها الله عزّ وجلّ كذا، وأعدّ فيها ما تري، ومثلها أضعاف مُضاعفة لشيعة أخيك عليّ، وخليفتك من بعدك علي أُمّتك، وهم يدعون في آخر الزمان باسم يُراد به غيرهم، يُسمّون (الرافضة) وإنّما هم زين لهم، لأنّهم رفضوا الباطل، وتمسّكوا بالحقّ، وهو السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمّد بن عليّ من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمّد من بعده، ولشيعة ابنه موسي بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن موسي من بعده، ولشيعة ابنه محمّد بن عليّ من بعده، ولشيعة ابنه عليّ بن محمّد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن عليّ من بعده، ولشيعةابنه



[ صفحه 327]



محمّد المهديّ من بعده.

يا محمّد! فهؤلاء الأئمّة من بعدك، أعلام الهُدي، ومصابيح الدجي، شيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبّيهم شيعة الحقّ، وموالي الله، وموالي رسوله، الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحقّ واتّبعوه، يتولّونهم في حياتهم، ويزورونهم من بعد وفاتهم، مُتناصرين لهم، قاصدين علي محبّتهم، رحمة الله عليهم، إنّه غفور الرحيم.

[56] .

25 - البحرانيّ(رحمه الله):... عليّ بن عبيد الله الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن(عليه السلام) إلي دار المتوكّل في يوم السلام،....

فقال(عليه السلام):... اعلم! أنّ رسول الله(صلي الله وآله وسلم) حجّ حجّة الوداع، فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة، فلمّا جنّ عليه الليل أتي القبور، قبور بني هاشم، وقد ذكر أباه وأُمّه وعمّه أبا طالب،....

فرجع النبيّ(صلي الله وآله وسلم) إلي أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له: قم يا أبا الحسن! فقد أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحداً من خلقه في أبي وأُمّي وأبيك عمّي، وحدّثه بما أوحي الله إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار إلي قبورهم، فدعاهم إلي الإيمان بالله وبه وبآله(عليهم السلام)، والإقرار بولاية عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين(عليه السلام) والأوصياء منه، فآمنوا بالله وبرسوله وأمير المؤمنين والأئمّة منه واحداً بعد واحد إلي يوم القيامة.



[ صفحه 328]



فقال لهم رسول الله(صلي الله وآله وسلم): عودوا إلي الله ربّكم وإلي الجنّة، فقد جعلكم الله ملوكها.... [57] .

26 - العلّامة المجلسيّ(رحمه الله):... روي عن أبي محمّد الحسن بن العسكريّ، عن أبيه صلوات الله عليهما وذكر أنّه(عليه السلام) زار بها في يوم الغدير...: ولمّا رأيت أن قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين، وصدّقك رسول الله صلّي الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متي يبعث أشقاها؟ واثقاً بأنّك علي بيّنة من ربّك وبصيرة من أمرك، قادم علي الله، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم... عمّار يجاهد وينادي بين الصفّين: الرواح الرواح إلي الجنّة، ولمّا استسقي فسقي اللبن كبّر وقال: قال لي رسول الله صلّي الله عليه وآله: آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن، وتقتلك الفئة الباغية،...وأنّ الله تعالي استجاب لنبيّه صلّي الله عليه وآله فيك [أي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)] دعوته، ثمّ أمره باظهار ما أولاك لأُمّته، إعلاءً لشأنك وإعلاناً لبرهانك، ودحضاً للأباطيل، وقطعاً للمعاذير، فلمّا أشفق من فتنة الفاسقين واتّقي فيك المنافقين، أوحي إليه ربّ العالمين: (يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).

فوضع علي نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع ونادي فأبلغ ثمّ سألهم أجمع، فقال: هل بلّغت؟ فقالوا: اللهمّ! بلي!



[ صفحه 329]



فقال: اللهمّ! اشهد، ثمّ قال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

فقالوا: بلي! فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله...وأنّه [أي رسول الله(صلي الله وآله وسلم)] القائل لك [أي لعليّ(عليه السلام)]: والذي بعثني بالحقّ ماآمن بي من كفر بك، ولا أقرّ بالله من جحدك، وقد ضلّ من صدّ عنك، ولم يهتد إلي الله ولا إليّ من لا يهتدي بك، وهو قول ربّي عزّوجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَي) إلي ولايتك،.... [58] .

27 - الخطيب البغداديّ:... محمّد بن يحيي المعازي قال: قال يحيي بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته -: من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعابي القوم عن الجواب.

فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، فأحضر،... قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم): أمر جبريل أن ينزل بياقوته من الجنّة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم(عليه السلام)، فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرماً. [59] .



[ صفحه 330]




پاورقي

[1] (حشا) الوسادة ونحوها حشواً: ملأها بالقطن ونحوه. المعجم الوسيط: 177.

[2] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 168، ح 83. عنه البحار: 3.17 / 7، ضمن ح 14، ومدينةالمعاجز: 1 / 350، ح 227، وحلية الأبرار:2 / 162، ح 2، وإثبات الهداة: 1 / 392، ح 600، قطعة منه.

قطعة منه في (شهادة الشجرة برسالة رسول الله(صلي الله وآله وسلم)).

[3] الفرقان: 25 / 7 و8.

[4] الزخرف: 43 / 31.

[5] الإسراء: 17 / 90 - 93.

[6] استفحل الأمر: تفاقم. المنجد: 571 (فحل).

[7] الخَطبُ: الأمر الشديد. المصباح المنير: 173 (خطب).

[8] قرّعه: أوجعه باللوم والعتاب. المعجم الوسيط: 735 (قرع).

[9] التبكيت: التقريع والتوبيخ. مجمع البحرين: 2 / 192 (بكت).

[10] الباتر: السيف القاطع. مجمع البحرين: 3 / 213 (بتر).

[11] الهول: العظيم، المراد به الفزع العظيم، ومنه الحديث «المال رزق هائل». مجمع البحرين: 5 / 501 (هول).

[12] الطور: 52 / 44.

[13] العلق: 96 / 6.

[14] الفرقان: 25 / 7 و8.

[15] الإسراء: 17 / 48.

[16] الفرقان: 25 / 10.

[17] هود: 11 / 12.

[18] الأنعام: 6 / 8 و9.

[19] الكهف: 18 / 110.

[20] الاقتراح: ارتجال الكلام، والاقتراح: ابتداع الشي ء تبتدعه وتقترحه من ذات نفسك من غير أن تسمعه. لسان العرب: 2 / 558 (قرح).

[21] الزخرف: 43 / 32.

[22] حاد عنه يحيدُ حَيْداً وحَيْداناً ومحيداً وحيوداً وحَيْدَةً وحَيْدودةً: مال. القاموس المحيط: 1 / 564 (حاد).

[23] المحيص: المحيدَ والمَعْدِلْ، والمَميلُ والمَهْرَب. القاموس المحيط: 1 / 440 (حاص).

[24] الكَسْحُ: الكَنْس، كسح البيت والبئر، كنسه. لسان العرب: 2 / 570 (كسح).

[25] النساء: 4 / 153.

[26] الأنعام: 6 / 75.

[27] سامته: قابله ووازاه. المنجد: 349 (سمت).

[28] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 500، ح 314. عنه البرهان: 2 / 445، ح 1، و4 / 140، ح 3. الإحتجاج: 1 / 47، ح 22. عنه نور الثقلين: 1 / 704، ح 23، قطعة منه، و 3 / 221، ح 446، و314، ح 260، قطعة منه، و4 / 6، ح 21، قطعة منه، و597، ح 28. عنه وعن تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام)، البحار: 9 / 269، ح 2، و17 / 352، ح 2، قطعة منه.

قطعة منه في (إحتجاج رسول الله(صلي الله وآله وسلم) علي المشركين واليهود) و(سورة الفرقان: 25 / 8 - 7) و(سورة الإسراء: 17 / 93 - 90) و(سورة الزخرف: 43 / 31).

[29] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 156، ح 78. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 547.

[30] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 159، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 548.

[31] تفسير الإمام العسكريّ(عليه السلام): 163، ح 81 و82. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 549.

[32] تقدّمت ترجمته في ج 2، رقم 622.

[33] في الوسائل: ولا مترك له.

[34] الكافي: 6 /511، ح 12. عنه وسائل الشيعة: 7 / 365، ح 9592، والوافي: 6 / 695، ح 5304.

[35] كامل الزيارات: 344، ح 582. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 664.

[36] تحف العقول: 458، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1019.

[37] الاختصاص: 101، س 14. عنه البحار: 18 / 311، ح 21، و 57 / 207، ح 7. قطعة منه في (فرج القائم(عليه السلام)).

[38] الاختصاص: 91، س 8. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 1010.

[39] الغيبة: 90، س 20. عنه إثبات الهداة: 1 / 547، ح 372، والبحار: 36 / 258، ح 77. المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 293، س 7، قطعة منه. الصراط المستقيم: 2 / 151، س 12. قطعة منه في (ثمرة ولايته(عليه السلام)).

[40] الأمالي: 278، ح 531. عنه البحار: 27 / 76، ح 6، 67 / 14، س 8. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 132، س 16.

[41] الأمالي: 289، ح 560. عنه البحار: 83 / 218، ح 34، ووسائل الشيعة: 7 / 66، ح 8744، و6 / 431، ح 8361. الدعوات: 27، ح 47. عنه مستدرك الوسائل: 5 / 136، ح 5511.

[42] الأمالي: 293، ح 570. عنه البحار: 35 / 52، س 16، مثله، و65 / 101، ح 9. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 186، س 16.

[43] فطم العود فطماً: قطعه، وفطم الصبيّ يفطمه فطماً فهو فطيم: فصله من الرضاع. لسان العرب: 12 / 454 (فطم).

[44] الأمالي: 293، ح 571. عنه البحار: 43 / 15، ح 12. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 184، س 22.

[45] الأمالي: 295، ح 578. عنه مدينة المعاجز: 1 / 70، ح 20، والبحار: 37 / 290، ح 2، ومستدرك الوسائل: 10 / 398، ح 12251.

بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 186، س 4. الجواهر السنيّة: 204، س 1.

[46] الأمالي: 295، ح 579. عنه البحار: 39 / 247، ح 5.

[47] الأمالي: 295، ح 580. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 187، س 9.

[48] كافأته علي ما كان منه مكافأة وكفاءً: جازيته. مجمع البحرين: 1 / 360 (كفا).

[49] الأمالي: 298، ح 586. عنه البحار: 8 / 39، ح 20، و65 / 117، ح 42، والبرهان: 2 / 438، ح 7. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي: 192، س 13.

[50] الأمالي: 299، ح 589. عنه البحار: 72 / 173، ح 2، ومستدرك الوسائل: 12 / 435، ح 14548، وفيه: أبو عليّ في أماليه، عن أبيه، عن أبي محمّد عمير بن يحيي الفحّام، عن محمّد بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ، عن عمّ أبيه، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه(عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلي الله وآله وسلم).

[51] الأمالي: 571، ح 1182. عنه البحار: 6 / 172، ح 51.

[52] الأمالي: 298، ح 587. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 389.

[53] طبّ الأئمّة(عليهم السلام): 51، س 13. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 793.

[54] في حديث خَيْمَةُ آدم التي هبط بها جبرئيل عليه: «كان أوتادها من عِقْيان الجنّة» هو بالكسر: الذهب الخالص. مجمع البحرين: 1 / 301 (عقا).

[55] البلاط: كلّ شي ء فرشت به الدار من حجر وغيره. المصباح المنير: 60 (البلاط).

[56] دلائل الإمامة: 475، ح 466. عنه إثبات الهداة: 1 / 655، ح 835، قطعة منه.

نوادر المعجزات: 76، ح 40. الصراط المستقيم: 2 / 150، س 23. عنه إثبات الهداة: 1 / 722، ح 211. قطعة منه في (النصّ عليه(عليه السلام) عن رسول الله(صلي الله وآله وسلم) وأنّ لشيعته قصراً من ياقوت أحمر).

[57] مدينة المعاجز: 7 / 535، ح 2518. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 527.

[58] البحار: 97 / 359، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 663.

[59] تاريخ بغداد:12 / 56 رقم 6440. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 505.