بازگشت

الامام يهدد النظام الحاكم


يبدو أن الامام الهادي عليه السلام قد وصل الي مرحلة متقدمة من العمل السياسي في المدينة و دليلنا علي ذلك ما يلي:

1- موقف عبدالله بن محمد والي الخليفة في المدينة من الامام، تقول الرواية: «كان سبب شخوص أبي الحسن عليه السلام من المدينة الي سر من رأي أن عبدالله بن محمد كان يتولي الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فسعي بأبي الحسن عليه السلام الي المتوكل و كان يقصده بالأذي» [1] و هذا يعني أن الامام كان له دور سياسي في المدينة، و الا فان والي المدينة ما كان ليكتب عن رجل عادي يعيش بين الناس، حتي أن بريحة كتب ذات مرة للمتوكل: «ان كانت لك حاجة بالحرمين فأخرج علي بن محمد منها!!»، و هذا دليل علي أن الامام الهادي قد استطاع أن يستقطب الجماهير حوله، و من ثم هدد النظام الحاكم بالخطر، و هذا هو الذي دعا المتوكل لأن يستدعي الامام الهادي من المدينة الي سامراء، و الا فان المتوكل ما كان يهمه فرد يعيش كأي فرد عادي آخر في المجمتع، الا أن الامام كان قيادة حقيقية للجماهير، و من هنا فانه أصبح مسمارا في نعش الكيان الحاكم!!



[ صفحه 77]



2- هناك رواية تضمنت تعليقات للامام عليه السلام علي بعض الحوادث السياسية الجارية في ذلك الحين، و هو عام 232 أي قبل ذهابه الي سامراء بعامين بالتاريخ الذي رجحناه [2] .

3- التفاف الجماهير حول الامام الهادي عليه السلام، تقول الرواية: «قال يحيي: فذهبت الي المدينة فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا علي علي و قات الدنيا علي ساق» [3] .

فهل الناس تضج لفرد عادي؟ أبدا فالتاريخ يؤكد لنا باستمرار أن العظماء هم الذين يلتف حولهم الناس، و ما حدث في 15 خرداد عام 1963 م حينما نفي الشاه المقبور الامام الخميني رحمه الله حيث تظاهرات الجماهير و قتل علي اثر ذلك ما يقارب ال (15) ألف انسان ليؤكد هذه الحقيقة و هي: أن الجماهير تلتف حول قيادتها الشرعية.

اذن فضجيج الناس خوفا علي الامام الهادي عليه السلام يعني أن الامام الهادي كان يعمل و يتحرك و يجاهد من أجل خدمة الجماهير و تحريرهم من عبودية النظام الحاكم و لذلك فالجماهير تحب امامها و قائدها.



[ صفحه 78]



و قد استطاع الامام عليه السلام أن يتغلغل في الجهاز الحاكم حينما انتقل الي سامراء حيث الخلافة العباسية هناك، عبر تكوين (جهاز مخابرات) - بالمصطلح الحديث - يسترق المعلومات من داخل القصر! و هذا ما سنشرحه بشي ء من التفصيل في الفصل القادم.

و قد كان الامام عليه السلام و هو في سامراء تحت مراقبة القصر الحاكم يحرك الخيوط و الخطوط ضد النظام العباسي الفاسد!!


پاورقي

[1] الارشاد: ص 375.

[2] تاريخ الغيبة الصغري: ص 113.

[3] في رحاب أئمة أهل البيت، ج 4، ص 176.