بازگشت

قصار الحكم للامام الهادي


قال عليه السلام لبعض مواليه: عاتب فلانا و قل له: ان الله اذا أراد بعبد خيرا اذا عوتب قبل.

و قال عليه السلام: ان لله بقاعا يحب أن يدعي فيها فيستجيب لمن دعاه والحير منها [1] .

و قال عليه السلام: من اتقي الله يتقي، و من أطاع الله يطاع، و من أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين، و من أسخط الخالق فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين.

و قال عليه السلام: ان الله لا يوصف الا بما وصف به نفسه، و أني يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الاحاطة به. نأي في قربه و قرب في نأيه، كيف الكيف بغير أن يقال: كيف، و أين الأين بلا أن يقال: أين، هو منقطع الكيفية و الأينية، الواحد الأحد، جل جلاله و تقدست أسماؤه.



[ صفحه 124]



و قال الحسن بن مسعود: [2] دخلت علي أبي الحسن علي ابن محمد عليهماالسلام و قد نكبت اصبعي [3] و تلقاني راكب و صدم كتفي و دخلت في زحمة [4] فخرقوا علي بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرك من يوم فما أيشمك [5] فقال عليه السلام لي: يا حسن هذا و أنت تغشانا [6] ترمي بذنبك من لا ذنب له، قال الحسن: فأثاب الي عقلي و تبينت خطئي، فقلت: يا مولاي استغفر الله، فقال: يا حسن ما ذنب الأيام حتي صرتم تتشأمون بها اذا جوزيتم بأعمالكم فيها، قال الحسن: أنا أستغفر الله أبدا و هي توبتي يابن رسول الله؟ قال عليه السلام: والله ما ينفعكم و لكن الله يعاقبكم بذمها علي ما لا ذم عليها فيه، أما علمت يا حسن أن الله هو المثيب و المعاقب و المجازي بالأعمال عاجلا و آجلا؟ قلت: بلي يا مولاي، قال عليه السلام: لا



[ صفحه 125]



تعد و لا تجعل للأيام صنعا في حكم الله، قال الحسن: بلي، يا مولاي.

و قال عليه السلام: من أمن مكر الله و أليم أخذه تكبر حتي يحل به قضاؤه و نافذ أمره. و من كان علي بينة من ربه هانت علي مصائب الدنيا و لو قرض و نشر.

و قال داود الصرمي [7] : أمرني سيدي بحوائج كثيرة، فقال عليه السلام لي: قل: كيف تقول؟ فلم أحفظ مثل ما قال لي، فمد الدواة و كتب بسم الله الرحمن الرحيم اذكره ان شاء الله و الأمر بيد الله، فتبسمت، فقال عليه السلام: ما لك؟ قلت: خير، فقال: أخبرني؟ قلت: جعلت فداك ذكرك حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا عليه السلام اذا أمر بحاجة كتب بسم الله الرحمن الرحيم اذكر ان شاء الله، فتبسمت، فقال عليه السلام لي: يا داود و لو قلت: ان تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا.

و قال عليه السلام يوما: ان أكل البطيخ يورث الجذام، فقيل له: أليس قد أمن المؤمن اذا أتي عليه أربعون سنة من الجنون و الجذام و البرص؟ قال عليه السلام: نعم، و لكن اذا خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف.



[ صفحه 126]



و قال عليه السلام: الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر، لأن النعم متاع. و الشكر نعم و عقبي.

و قال عليه السلام: ان الله جعل الدنيا دار بلوي و الآخرة دار عقبي و جعل بلوي الدنيا لثواب الآخرة سببا و ثواب الآخرة من بلوي الدنيا عوضا.

و قال عليه السلام: ان الظالم الحاكم يكاد أن يعفي علي ظلمه بحلمه. و ان المحق السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه.

و قال عليه السلام: من جمع لك وده و رأيه فاجمع له طاعتك.

و قال عليه السلام: من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره.

و قال عليه السلام: الدنيا سوق، ربح فيها قوم و خسر آخرون.

قال عليه السلام: لا تمار فيذهب بهاؤك. و لا تمازح فيجترأ عليك.

و قال عليه السلام: من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله و ملائكته يصلون عليه حتي يقوم.

و كتب اليه بعض شيعته يعرفه اختلاف الشيعة، فكتب عليه السلام: انما خاطب الله العاقل. و الناس في علي طبقات: المستبصر علي سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع الأصل، غير شاك و لا مرتاب، لا يجد عني ملجأ.



[ صفحه 127]



و طبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه و يسكن عند سكونه. و طبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد علي أهل الحق و دفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم. فدع من ذهب يمينا و شمالا، فان الراعي اذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي. و اياك و الاذاعة و طلب الرئاسة، فانهما يدعوان الي الهلكة.

و قال عليه السلام: من الذنوب التي لا تغفر: ليتني لا أؤاخذ الا بهذا [8] ثم قال عليه السلام: الاشراك في الناس أخفي من دبيب النمل علي المسح الأسود في الليلة المظلمة [9] .

و قال عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الي اسم الله الأعظم من سواد العين الي بياضها.

و خرج في بعض توقيعاته عليه السلام عند اختلاف قوم من شيعته في أمره: ما مني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من شك هذه العصابة في، فان كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به الي وقت ثم ينقطع فللشك موضع. و ان كان متصلا ما اتصلت أمور الله فما معني هذا الشك؟



[ صفحه 128]



و قال عليه السلام: حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار. و حب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار، و بغض الفجار للأبرار زين للأبرار. و بغض الأبرار للفجار خزي علي الفجار.

و قال عليه السلام: من التواضع السلام علي كل من تمر به، و الجلوس دون شرف المجلس.

و قال عليه السلام: من الجهل الضحك من غير عجب.

و قال عليه السلام: من الفواقر التي تقصم الظهر [10] جار ان رأي حسنة أطفأها و ان رأي سيئة أفشاها.

و قال عليه السلام لشيعته: أوصيكم بتقوي الله و الورع في دينكم و الاجتهاد لله و صدق الحديث و أداء الأمانة الي من ائتمنكم من بر أو فاجر و طول السجود و حسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم صلوا في عشائرهم و اشهدوا جنائزهم و عودوا مرضاهم و أدوا حقوقهم [11] ، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق في حديثه و أدي الأمانة و حسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرني ذلك. اتقوا الله و كونوا زينا و لا تكونوا شينا، جروا الينا كل مودة و ادفعوا عنا كل قبيح، فانه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، و ما قيل فينا من سوء فما نحن



[ صفحه 129]



كذلك. لنا حق في كتاب الله و قرابة من رسول الله و تطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا الا كذاب. أكثروا ذكر الله و ذكر الموت و تلاوة القرآن و الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فان الصلاة علي رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصيتكم به و أستودعكم الله و أقرأ عليكم السلام.

و قال عليه السلام: ليست العبادة كثرة الصيام و الصلاة و انما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.

و قال عليه السلام: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين، يطري أخاه شاهدا [12] و يأكله غائبا، ان أعطي حسده، و ان ابتلي خذله [13] .

و قال عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.

و قال عليه السلام: أقل الناس راحة الحقود [14] .

و قال عليه السلام: أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام علي الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.

و قال عليه السلام: انكم في آجال منقوصة و أيام معدودة



[ صفحه 130]



و الموت يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة، و من يزرع شرا يحصد ندامة، لكل زارع. لا يسبق بطي ء بحظه.

و لا يدرك حريص ما لم يقدر له. من أعطي خيرا فالله أعطاه. و من وقي شرا فالله وقاه.

و قال عليه السلام: المؤمن بركة علي المؤمن و حجة علي الكافر.

و قال عليه السلام: قلب الأحمق في فمه و فم الحكيم في قلبه.

و قال عليه السلام: لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.

و قال عليه السلام: من تعدي في طهوره كان كناقضه.

و قال عليه السلام: ما ترك الحق عزيز الا ذل، و لا أخذ به ذليل الا عز.

و قال عليه السلام: صديق الجاهل تب.

و قال عليه السلام: خصلتان ليس فوقهما شي ء: الايمان بالله، و نفع الاخوان.

و قال عليه السلام: جرأة الولد علي والده في صغره تدعو الي العقوق في كبره.

و قال عليه السلام: ليس من الأدب اظهار الفرح عند المحزون.



[ صفحه 131]



و قال عليه السلام: خير من الحياة ما اذا فقدته أبغضت الحياة، و شر من الموت ما اذا نزل بك أحببت الموت.

و قال عليه السلام: رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز.

و قال عليه السلام: التواضع نعمة لا يحسد عليها.

و قال عليه السلام: لا تكرم الرجل بما يشق عليه.

و قال عليه السلام: من وعظ أخاه سرا فقد زانه. و من وعظه علانية فقد شانه.

و قال عليه السلام: ما من بلية الا و لله فيها نعمة تحيط بها.

و قال عليه السلام: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله [15] .

و قال عليه السلام: الناس في الدنيا بالأموال و في الآخرة بالأعمال.

و قال عليه السلام: المراء يفسد الصداقة القديمة، و يحلل العقدة الوثيقة، و أقل ما فيه أن يكون فيه المغالبة، و المغالبة أس أسباب القطيعة.

و قال عليه السلام: العتاب مفتاح الثقال، و العتاب خير من الحقد.



[ صفحه 132]



و قال عليه السلام: السهر ألذ للمنام، و الجوع يزيد في طيب الطعام. (يريد به الحث علي قيام الليل و صيام النهار).

و قال عليه السلام: اذكر مصرعك بين يدي أهلك، و لا طبيب يمنعك، و لا حبيب ينفعك.

و قال عليه السلام: اذكر حسرات التفريط بأخذ تقديم الحزم.

و قال عليه السلام: الغضب علي من تملك لؤم.

و قال عليه السلام: الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة.

و قال عليه السلام: خير من الخير فاعله، و أجمل من الجميل قائله، و أرجح من العلم حامله، و شر من الشر جالبه، و أهول من الهول راكبه.

و قال عليه السلام: اياك و الحسد فانه يبين فيك و لا يعمل في عدوك.

و قال عليه السلام: اذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور فحرام أن يظن بأحد سوءا حتي يعلم ذلك منه، و اذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه.

و قال عليه السلام: القوا النعم بحسن مجاورتها و التمسوا الزيادة



[ صفحه 133]



فيها بالشكر عليها، و اعلموا أن النفس أقبل شي ء لما أعطيت و أمنع شي ء لما منعت [16] .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.


پاورقي

[1] الحير - بالفتح -: مخفف حائر و المراد أن الحائر الحسيني عليه السلام من هذه البقاع.

[2] لم نظفر في أحد من المعاجم بمن سمي بهذا الاسم من أصحاب أبي الحسن العسكري عليه السلام و لعله هو الحسن بن سعيد الأهوازي من أصحاب الرضا و الجواد و أبي الحسن العسكري عليهم السلام و هو الذي أوصل علي بن مهزيار و اسحاق بن ابراهيم الحضيني الي الرضا عليه السلام حتي جرت الخدمة علي أيديهما، كان ثقة هو و أخوه الحسين و له كتب، أصله كوفي و انتقل مع أخيه الي الأهواز و كانا أوسع أهل زمانهما علما بالفقه و الآثار و المناقب.

[3] نكبت اصبعي: خدشت و أصابته خدشة.

[4] الزحمة: مصدر كالزحام من زحم - كمنع -: ضايقه و دافعه في محل ضيق. و خرق الثوب: مزقه.

[5] كذا. و الظاهر [فما أشأمك].

[6] غشا يغشو - فلانا -: أتاه. و غشي يغشي - المكان -: أتاه.

[7] هو أبواسماعيل داود الصرمي - بفتح الصاد و قيل: بكسرها - كان من أصحاب الهادي عليه السلام و هو شيعي امامي حسن.

[8] أي قول الرجل المذنب ذلك اذا قيل له: لا تعص.

[9] المسح - بالكسر -: اللباس و التقييد بالأسود تأكيد في اخفائه و عدم رؤيته بخلاف ما اذا كان غير الأسود لأنه ربما يمكن أن يراه اذا كان أبيض.

[10] الفواقر: جمع فاقرة أي الداعية العظيمة فكأنها تكسر فقر الظهر.

[11] فالضمير يرجع الي المخالفين أو مطلق الناس.

[12] أطري فلانا: أحسن الثناء عليه و بالغ في مدحه.

[13] في بعض النسخ [خانه].

[14] الحقود: الكثير الحقد.

[15] انظر كتاب: تحف العقول عن آل الرسول، ص 356 و ما بعدها.

[16] البحار، ج 75، ص 365.