بازگشت

رجل من اصفهان


و منهم رجل من أصفهان يقال له عبدالرحمن و كان شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بامامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان؟

قال: شاهدت ما أوجب علي، و ذلك أني كنت رجلا فقيرا، و كان لي لسان و جرأة فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين الي باب المتوكل متظلمين.

فكنا بباب المتوكل يوما اذ خرج الأمر باحضار علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر باحضاره؟

فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته، و يقدر أن المتوكل يحضره للقتل.

فقلت: لا أبرح من هنا حتي أنظر الي هذا الرجل أي رجل هو.

قال: فأقبل علي فرس، و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرتها صفين ينظرون اليه، فلما رايته وقع حبه في قلبي، فجعلت أدعو في نفسي أن يدفع عنه شر المتوكل، فاقبل يسير بين الناس و هو ينظر الي عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة، و أنا دائم الدعاء.



[ صفحه 27]



فلما صار الي أقبل الي بوجهه و قال: استجاب الله دعائك، و طول في عمرك، و كثر مالك و ولدك.

قال: فارتعدت و وقعت بين أصحابي، فسألوني و هم يقولون ما شأنك؟ فقلت خير و لم أخبر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك الي أصفهان، ففتح الله علي وجوها من المال، حتي أنا اليوم أغلق بابي علي ما قيمته ألف ألف درهم، سوي مالي خارج داري، و رزقت عشر أولاد، و قد بلغت الآن من العمر نيفا و سبعين سنة، و أنا أقول بامامة الرجل علي الذي علم ما في قلبي، و استجاب الله دعاءه في ولي [1] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 50 ص 143.