بازگشت

الجود و العطاء


كانت الكف الكريمة السمحاء هي ميزة أهل البيت الذين مدحهم بها الكتاب العزيز فقال عن عنهم:



[ صفحه 30]



(و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا، انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا).

و قال عن جدهم أميرالمؤمنين:

(انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون).

و قد سار علي هذا النهج البررة من أبنائه المعصومين في مساعدة الناس، و اعطاء المحتاجين و السائلين.

قال بن شهر آشوب:

دخل أبوعمرو عثمان بن سعيد، و أحمد بن اسحاق الأشعري، و علي بن جعفر الهمداني علي أبي الحسن العسكري، فشكا اليه أحمد بن اسحاق دينا عليه،

فقال الامام: يا أباعمرو -و كان وكيله- أدفع اليه ثلاثين ألف دينار، و الي علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار، و خذ أنت ثلاثين ألف دينار.

و روي الشيخ الصدوق: بالاسناد عن أبي هاشم الجعفري قال:

أصابتني ضيقة شديدة، فصرت الي أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام، فأذن لي، فلما جلست قال: يا أباهاشم: أي نعم الله



[ صفحه 31]



عزوجل عليك تريد أن تؤدي شكرها؟

قال أبوهاشم: فوجمت، فلم أدر ما أقول له.

فابتدأ عليه السلام فقال: رزقك الايمان فحرم بدنك علي النار، و رزقك العافية فأعانك علي الطاعة، و رزقك القنوع فصانك عن التبدل.

يا أباهاشم: انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا، و قد أمرت لك بمائة دينار.

و عن اسحاق الحلاب قال:

اشتريت لأبي الحسن الهادي غنما كثيرة يوم التروية فقسمها عليه السلام في أقاربه [1] .

هذه الكرامات و غيرها كثير أرتاأيت عدم ذكرها مراعاة للاختصار هي من أسباب ايمان الناس بامامته و التسليم له بالطاعة، بل حدت بالبعض منهم الي الغلو في الامام الي حد الخروج عن الملة و الدين كما يذهب الي ذلك العلامة الباحث الشيخ القرشي في كتابه القيم حياة الأمام علي الهادي.


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 50 ص 152.