بازگشت

مع القرآن


في سيرة الامام الهادي عليه السلام لابد من الاشارة الي بعض ما روي عنه في القرآن الكريم، اذ ان كتاب الله يمثل أساسا فكريا في توجيهات أهل البيت عليهم السلام.

و لا يمكن أن تمر سيرة لأحدهم دون أن تلمس ذلك الاهتمام الكبير بالكتاب كيف لا؟و هو السفر الخالد، و المعجزة الباقية، و الدليل في كل زمان لمن أراد أن يستقيم و يهتدي.

و هو الحجة التي تنطق بفضل شريعة سيد المرسلين محمد صلي الله عليه و آله، و فضل الأئمة الطاهرين.

و قد ذكر المؤرخون شيئا يسيرا عن ذلك الاهتمام الواسع بالمصحف الشريف في حياة الامام الهادي تلاوة و تفسيرا، و يكفيك في التلاوة ما تقله للتاريخ سعيد الحاجب و هو يتسلق جدار بيت الامام بأمر المتوكل يقول رأيته جالسا علي حصير في



[ صفحه 50]



وسط الدار و في منتصف الليل و بيده القرآن الكريم يرتل آي الذكر الحكيم، و ينبئك غيره ممن رافق الامام في سفر أو سجن أو تعلم كيف كان العلاقة بين هذا الامام الطاهر و الكتاب العزيز.

و قد ذكرت كتب السير شيئا مما أثر عنه في تفسير القرآن و كذلك ما قاله في القرآن.

1-منها: ما ذكره الشيخ الطوسي في أماليه قال:

أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

حدثنا أبوالحسين رجاء العبرتائي قال:

قال: حدثنا يعقوب بن السكيت النحوي قال:

سألت أباالحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام:

ما بال القرآن لا يزداد علي النشر و الدرس الا غضاضة؟

قال: ان الله تعالي لم يجعله لزمان دون زمان، و لا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد و عند كل قوم غض الي يوم القيامة [1] .

أي أن الله جعل القرآن مصدرا ممتدا مع الزمان يستجيب لحاجات الأجيال فهو غض طري من الله في كل زمان و عند كل



[ صفحه 51]



قوم الي يوم القيامة و عندما تسأل عن السر في بقاء القرآن خالدا يظهر لك الجواب في افادة الأمام عليه السلام حين حدد:

انه من الله و هو الذي جعله كذلك معجزا خالدا تظهر آياته جليلة لمن اعتقد به وسار علي هديه.

ان الله تبارك و تعالي جعل في القرآن ميزة الخلود الثانية و هي تجاوزه للقومية و العرق و اللسان و اللون، و جعل مفتاح الأيمان به الانفتاح علي الفطرة و العقل و هما صفتان في بني آدم قاطبة، و ضمن القرآن نداء الفطرة و قوانين العقول بل جعله آية لذوي الأبصار و الأباب و المتفكرين، لذا يتجاوز القرآن المكان و الأقوام فهو لم يختص بناس دون ناس بل هو من رب الناس الي كل الناس. و هو علم و نور هو كتاب الانسان، نون و القلم،

و قد تساعد الظروف امة علي الانفتاح علي القرآن في زمن فتأخذ بعصا الرقي و تتركه أمة أخري فتتخلف. و بالتالي لم ينحصر في أمة دون أخري.


پاورقي

[1] أمالي الطوسي ج 2 ص 192.