اقوال العلماء
أثني أهل السير و العلماء من معاصريه و من مختلف الأعصار علي امامنا الهادي و عدوه رمزا للعلم و الفضيلة في زمانه.
قال الشيخ المفيد من علماء الأمامية في القرن الخامس (توفي سنة 413 هجرية):كان الامام بعد أبي جعفر عليه السلام أبنه أباالحسن علي بن محمد الهادي، لاجتماع خصال الامامة فيه، و تكامل فضله، و أنه لا وارث لمقام أبيه سواه، و ثبوت النص عليه بالامامة، و الاشارة اليه من أبيه بالخلافة [1] .
و قال القطب الراوندي من علماء الامامية في القرن السادس (توفي سنة 573 هجرية):
[ صفحه 78]
و أما علي بن محمد الهادي فقد اجتمعت فيه خصال الامامة، و تكامل فضله و علمه، و خصاله الخيرة، و كانت أخلاقه كلها خارقة للعادة كأخلاق أبائه عليهم السلام، و كان بالليل مقبلا علي القبلة، لا يفتر لسانه ساعة، و عليه جبة من صوف و سجادته من حصير [2] .
و قال ابن شهراشوب من علماء الامامية في القرن السادس (توفي سنة 588 هجرية):كان عليه السلام أطيب الناس مهجة، و أصدقهم لهجة، و أملحهم من قريب، و أكملهم من بعيد، اذا صمت عليه هيبة الوقار، و اذا تكلم عليه سيماء البهاء و هو من البيت الرسالة و الامامة، و مقر الوصية و الخلافة، شعبة من دوحة النبوة مقتضاة، مرتضاة، و ثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتناة [3] .
و قال محمد بن طلحة الشافعي:
و أما مناقب علي الهادي ما حل في الآذان محل حلاها بأشنافها، و اكتنفته شغفا به اكتناف اللآلي الثمينة بأصدافها، و شهد لأبي الحسن علي الهادي أن نفسه موصوفة بنفائس أوصافها، و أنها نازلة من درجة النبوة في ذري أشرافها،و شرفات أعراقها [4] .
[ صفحه 79]
و قال الذهبي:
علي بن محمد بن موسي بن جعفر بن محمد بن زين العابدين، السيد الشريف، أبوالحسن العلوي الحسيني، الفقيه، أحد الأئمة الاثني عشر، و تلقبه الامامية بالهادي [5] .
و قال النسابة ابن عنبسة:
أما علي الهادي فبلقب بالعسكري لمقامه بسر من رأي، و كانت تسمي بالعسكر، و أمه أم ولد، كان في غاية الفضل و النبل [6] .
و قال بن حجر الهيثمي:
كان علي الهادي وارث أبيه علما و سخاء [7] .
و قال عبد الحي أبوالفلاح الحنبلي:
كان أبوالحسن علي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم موسي بن جعفر الصادق العلوي الحسيني المعروف بالهادي: فقهيا اماما متعبدا [8] .
[ صفحه 80]
و قال اليافعي:
أبوالحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، عاش أربعين سنة، و كان متعبدا فقيها اماما [9] .
و قال أبوالفداء في تاريخه:
علي النقي هو أحد الأئمة الاثني عشر عند الامامية و هو علي الزكي بن محمد الجواد [10] .
و قال خير الدين الزركلي المتوفي سنة 1396. هجرية:
أبوالحسن العسكري علي الملقب بالهادي بمن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي بن جعفر، الحسيني الطالبي عاشر الأئمة الاثني عشر عند الامامية، و أحد الأتقياء الصالحين [11] .
و قال المحقق الكبير آغا بزرك الطهراني:
كان الامام الهادي أجل اخوته، وارث علم آبائه، و سخائهم، و انما انتقلت و انحصرت الامامة فيه خاصة دون اخوته المذكورين لتوفر شروط الامامة فيه، و هي العلم و العدالة
[ صفحه 81]
و الكفاية، و سلامة الحواس و الأعضاء مما لا يؤثر في الرأي و العمل [12] .
لقد تواتر الثناء علي السيد الامام علي بن محمد الهادي و هو المعصوم العاشر من أئمة أهل البيت الذين يدين لهم الشيعة الامامية بالطاعة والولاء.
اننا نلاحظ في كلمات العلماء أهل السير الذين جاؤوا علي ذكر الامام الهادي:
انهم عدوه عنوانا للعلم في زمانه.
و عنوانا للفضيلة و التقي.
و مثالا بارزا للطهارة النفسية.
و هي صفات بارزة للامام المفترض الطاعة بعد ورود النصوص المتضافرة عليه من آبائه الطاهرين.
ان ما يحز في النفس و يذيب القلب أسي هو ذلك التجاهل لدور الأئمة الهداة في الحياة العامة، و تعطيل دورهم الرباني في توجيه الأمة لدواعي سياسية و ضغائن نفسية من الحكام و حاشيتهم المتملقه بواسطة السجون و الاقصاء و فرض الاقامة الجبرية.
[ صفحه 82]
لقد رأت الفئات الحاكمة و من لف لفها في تصديهم تحديا لدورهم الذي تسلموه من خلال القوة و التملق و ليس بالكفاءة و المعرفة.
و الأنكي من ذلك هو التغييب لدوره و دور آبائه الطاهرين في مجال التشريع و الفكر في محافل القضاء و الافتاء و الذي لا زال مستمرا الي هذا اليوم
بل يمكن القول أن التغييب و التهميش لا زال يلاحق أتباعهم من مفكرين و علماء و مراجع عظام بالرغم من وجود محافل علمية و حوزات ناطقة بعلومهم.
و السؤال متي ينتهي هذا التغييب لمدرسة أهل البيت عليه السلام الحياة الفكرية و الثقافية من حياة المسلمين؟
[ صفحه 83]
پاورقي
[1] الارشاد 2 ص 297.
[2] الأنوار البهية 246.
[3] المناقب / 4 ص 401.
[4] ص 32 القرشي عن مطلب السؤل.
[5] الشاكري ص.
[6] القرشي ص 31.
[7] القرشي ص 31.
[8] القرشي ص 29.
[9] الشاكري ص.
[10] القرشي 30.
[11] القرشي 32.
[12] القرشي 32.