بازگشت

الهجوم علي دار الامام


ينقل لنا المؤرخون عدة مرات كبس فيها دار الامام الهادي عليه السلام و فتش، بناء علي و شايات كاذبة من الحساد و حاشية السوء التي كانت تحيط بالمتوكل، أمثال: أبي السمط، و البطحائي،



[ صفحه 120]



و محمد بن داوود و غيرهم، ممن عرفوا هوي السلطان، ورأيه في أهل البيت، ممن عرفوا بالنصب، و مجافاة الحقائق، فباعوا أنفسهم للشيطان.

و هؤلاء كانوا بين الحين و الأخر يوغروا صدر المتوكل علي الامام، و يستعجلونه للوقيعة به، و يصورون عظم خطره علي العرش.

فقد سعي البطحائي الي المتوكل بالامام بأن عنده سلاح و أموال.

فتقدم المتوكل الي سعيد الحاجب أن يهجم ليلا عليه و يأخذ ما يجده عنده من الأموال و السلاح، و يحمله اليه.

قال ابراهيم بن محمد: قال لي سعيد الحاجب:

صرت الي دار أبي الحسن بالليل، و معي سلم، فصعدت منه الي السطح، و نزلت من الدرجة الي بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل الي الدار، فناداني أبوالحسن عليه السلام من الدار:

يا سعيد مكانك حتي يأتوك بشمعة، فلم ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت، فوجدت علبه جبة صوف، و قلنسوة منها سجادته علي حصير بين يديه، و هو مقبل علي القبلة فقال لي:

دونك البيوت، فدخلتها ففتشتها فلم أجد فيها شيئا، و وجدت بدرة مختومة بخاتم أم المتوكل، و كيسا مختوما معها،



[ صفحه 121]



فقال أبوالحسن: دونك المصلي، فرفعته، فوجدت سيفا في جفن ملبوس.

فأخذت ذلك، و صرت الي المتوكل، فلما نظر الي ختم أمه علي البدرة، بعث اليها، فخرجت اليه، فسألها عن البدرة.

فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت:

كنت نذرت في علتك ان عوفيت أن أحمل اليه من مالي عشرة ألاف دينار، فحملتها،و هذا خاتمي علي الكيس ما حركه، و فتح الكيس الأخر فاذا فيه أربعمائة دينار، فأمر أن يضم الي البدرة بدرة أخري، و قال لي: أحمل ذلك الي أبي الحسن، ورد عليه السيف، و الكيس بما فيه.

فحملت ذلك، و استحييت منه، فقلت يا سيدي يعز علي دخول دارك بدون اذنك لكني مأمور.

فقال لي: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).