بازگشت

حبس الامام


لم تجد محاولات المتوكل في اقامة بينة علي سيدنا أبي الحسن عليه السلام تمكنه من اثبات حجة يستبيح بها الوقيعة بالامام أمام العامة، لذا لجاء الي أسلوب السجن و الاعتقال، فحبس الامام، و دفعه الي رجل يقال علي بن كركر، و لم يطل مكث الامام في السجن الا أياما، و قد جاء الي زيارته صقر بن أبي دلف، فاستقبله الحاجب، و كانت له معرفة به، و بادر الحاجب قائلا: ما شأنك؟ و فيما جئت؟

فقال: بخير

قال: لعلك جئت تسأل عن مولاك.



[ صفحه 124]



فقال صقر: مولاي أميرالمؤمنين -يعني المتوكل -.

فتبسم الحاجب و قال: مولاك هو الحق - يعني الامام الهادي - فلا تحتشمني فأنا علي مذهبك.

قال: الحمدالله.

قال الحاجب: تحب أن تراه؟

قال صقر: نعم.

قال الحاجب: أجلس حتي يخرج صاحب البريد.

و لما خرج صاحب البريد، التفت الحاجب الي غلامه فقال له:

خذ بيد صقر حتي تدخله الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، وخل بينهما، فأخذه الغلام حتي أدخله الحجرة، و أومأ الي بيت الامام، فدخل عليه صقر، و كان الامام جالسا علي حصير، و بازائه قبر محفور، قد أمر به المتوكل لارهاب الامام.

و التفت اليه عليه السلام بحنان و لطف:

يا صقر ما أتي بك؟

قال: جئت لأتعرف خبرك.

و أجهش الصقر بالبكاء رحمة بالامام و خوفا عليه، فقال عليه السلام:

يا صقر لا عليك لن يصلوا الينا بسوء.



[ صفحه 125]



فهدا روعه و حمدالله علي ذلك، ثم سأل الامام عن بعض المسائل الشرعية، فأجابه عنها، و انصرف مودعا للامام.

و لم يلبث الامام الا قليلا في السجن حتي أطلق سراحه [1] .


پاورقي

[1] القرشي ص 264.