بازگشت

الوضع الشيعي أيام المتوكل


بالرغم من سياسة القمع و الاضطهاد التي مورست ضد أتباع الامامة في ظل سياسات الحكام العباسيين، الا أن ردة الفعل من جانب الامامة و أتباعها كان أرقي من التحديات التي واجهتها، و مظاهر ذلك كثيرة من أهمها:



[ صفحه 131]



1-بروز كيانات سياسية أخري الي جانب السلطة السياسية عدت في حينها منافسة لوجوده، و تحديا كبيرا لمركزية السلطة العباسية في سامراء، و يعتبر الوجود الشيعي أو الزيدي في نظر بعض المؤرخين في المغرب، و الديلم و طبرستان، ثم التحاق الري بها من هذه الكيانات الوليدة.

بالاضافة الي الكيان الأموي في الأندلس.

و وجود الدولة الزيادية في اليمن، و يذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء:

أن المتوكل تولي الخلافة في شهر ذي الحجة سنة 232 هجرية و كان يعاصره:

أ-في بلاد الأندلس عبدالرحمن بن الحكم حكم بين 238 - 206 هجرية.

ب-في بلاد المغرب من الأدارسة محمد بن علي بن ادريس الثاني حكم بين 242 - 221 - هجرية.

ج-و في افريقيا من الأغالبة محمد بن الأغلب بن ابراهيم حكم بين 242 - 236 هجرية.

د-و في بلاد اليمن من الدولة الزيادية محمد بن عبدالله بن زياد حكم بين 245- 204 هجرية.

ه-و في بلاد خراسان من آل طاهر حكم محمد بن طاهر بن عبدالله بن طاهر بين 248 - 230 هجرية.



[ صفحه 132]



و أغفل السيوطي ذكر دولة العلويين في الديلم و بعدها في الري.

هكذا كان حال بلاد المسلمين أيام المتوكل، و يلاحظ تشطر البلاد الاسلامية عن السلطة المركزية و ربما يعود السبب الي:

سوء الادارة، و عدم القناعة بالحكم في بغداد و سامراء

و عدم القدرة علي استيعاب اتساع الممالك التي دخلت تحت الحكم الاسلامي، أي عدم وجود برنامج صحيح يحقق طموحات الأقاليم، و يسعي الي تطويرها و هذه مشكلة حقيقية تواجه كا حاكم أو حكومة تفصل البلاد و العباد بمقاسها الخاص.

و تتصرف بمزاجية في الأمور الحكم و السلطنة، دون ضابط أو قانون.

و تطلق العنان لأيدي الولاة و الوزراء و الكتاب و القواد العسكريين لكي يفعلوا ما يشاءون دون رقيب من حاكم، أو رادع من ضمير.