بازگشت

امارة العلويين


ذكر الشيخ عبد الرسول الغفاري في كتابه الكليني و الكافي ص 143:



[ صفحه 133]



و أما بلاد الري فقد عرفت بعض السادة العلويين قد سكنوها، و لهم فيها مآثر كبيرة، و منزلة مرموقة، اذ كانوا الدعاة الي مذهب التشيع، و مروجين لآهل البيت عليه السلام، و قد اشتهر بينهم السيد عبد العظيم الحسني، و هو من أصحاب الامام الهادي عليه السلام، و مات في زمانه.

و في الري بيوت عديدة للعلويين و هم أهل سيادة و قامت لهم امارة فيها نذكر منهم:

1-الحسن بن زيد العلوي، كان بالري ثم شخص الي الديلم بطلب من أهلها، و اجتمعت كلمتهم عليه، فبايعوه، و طردوا عاملها بن أوس، ثم استفحل أمر الحسن حتي ملك الري سنة 250 هجرية، (أي بعد وفاة المتوكل بثلاث سنين).

2-محمد بن زيد العلوي، ملك بعد أخيه، الا أن أيامه كلها كانت حروب وفتن، و مات من جراحاته عام 287 هجرية.

و يبدو أن الري خرجت من ملكهم و بقيت الديلم.

3-الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو بن علي بن الحسين المعروف بالأطروش، و هذا ملك الديلم.

4-الحسن بن القاسم العلوي المعروف بالداعي، استولي علي الري و قزوين ثم زنجان و أبهر و قم و قتل عام 316 هجرية.



[ صفحه 134]



و يري الشيخ محمد كاظم مدير شايخي محقق كتاب المسائل الجارودية للشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية: أن أسرة العلوي التي حكمت الديلم و الري هي من الأسر الزيدية، و كذلك الأدارسة الذين استولوا علي بلاد المغرب، و أسسوا دولة الأدارسة في المغرب، و استمر حكمهم قرابة قرنين من الزمان أي بين عام 375 - 169 هجرية.

و المعروف أن مؤسس دولة الأدارسة علوي حسني هو ادريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، فر الي بلاد المغرب بعد استشهاد الحسين بن علي في فخ في أيام الهادي العباسي سنة 169 هجرية، و دان له أهلها بالطاعة حتي مات.

و ملك من بعده ولده ادريس الذي اختط مدينة فاس المغربية و بناها.

قال خير الدين الزركلي ج 1 ص 278:

«ادريس بن ادريس بن عبدالله بن الحسن المثني، أبوالقاسم، ثاني ملوك الأدارسة في المغرب الأقصي، و باني مدينة فاس، ولد في و ليلي بجبل زرهون علي نحو 30 كم من مكناس، توفي أبوه و هو جنين، فقام بشؤون البربر راشد مولي أبيه ادريس الأول و أمينه، و قتل راشد سنة 186 هجرية، فقام بكفالة ادريس أبوخالد العبدي حتي بلغ الحادي عشرة، فبايعه البربر في جامع و ليلي سنة 188 هجرية، فتولي ملك أبيه، و أحسن تدبيره، و كان



[ صفحه 135]



جوادا فصيحا حازما، أحبته رعيته، و استمال أهل تونس و طرابلس الغرب، و الأندلس اليه، و غصت و ليلي بالوفود و السكان، فاختط مدينة فاس سنة 192 هجرية و انتقل اليها».

و ربما يشكل هذا التكون السياسي من العوامل التي ساعدت علي القطيعة بين الحكم و الشيعة آنذاك.