بازگشت

ايام المنتصر


و قد ولي الأمر من بعده أبنه المنتصر بالله و هو محمد بن المتوكل بن المعتصم.

أمه أم ولد رومية، اسمها حبشية، كان محمود السيرة و الفعال، قال عنه السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ص 286 - 285:

«كان مهيبا، وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم، محسنا الي العلويين، وصولا لهم، أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف و المحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين، ورد علي آل الحسين فدك.

بويع له بعد قتل أبيه، فخلع أخويه المعتز و المؤيد من ولاية العهد الذي عهده لهما المتوكل بعده.

كما أظهر العدل و الانصاف في الرعية، فمالت اليه القلوب، مع شدة هيبتهم له،و كان كريما حليما».

لكن أيامه لم تطل، لأنه يحمل تلك الصفات الخيرة و لأنه حاول الحد من سلطة الأتراك، و كان يظهر سخطه عليهم، فدسوا اليه السم بواسطة طبيبه أبن طيفور ففصده بريشة مسمومة مقابل ثلاثين ألف دينارا،

فمات بعد ستة أشهر من حكمه وله من العمر 26 سنة و كان ذلك سنة 248 هجرية.



[ صفحه 140]