بازگشت

زيارة الغدير


ترتبط زيارة الغدير بحدث تاريخي مهم وقع في السنة العاشرة من الهجرة النبوية، و بعد حجة الوداع مباشرة، حين أقام الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله علي بن أبي طالب عليه السلام وليا للمسلمين من بعده، و يكفي للتدليل علي ذلك بما جاء في كتب المسانيد و الأخبار من الفريقين التي بأيدينا علي هذه الحادثة بالذات، و اعتضاد هذا النص بتأييد واسع و كبير من جانب الصحابة و التابعين و العلماء،

و يري الشيعة الامامية أن حادثة الغدير جاءت تتويجا:

1-لبيان رؤية الاسلام في الادارة و الحكم، و هي من أهم المواضيع ارتباطا بواقع المسلمين و مستقبلهم، و تعبر عن استمرار الرسالة الخاتمة ضمن منهج السماء القويم.

2-كما أنها جاءت تتويجا لجهود النبي الأكرم الكثيرة في تعيين الخليفة من بعده بلا فصل، و التي بدأت بحديث الدار،



[ صفحه 147]



و ابراز المعنيين بأية التطهير، و المباهلة، و الأحاديث الكثيرة المروية في فضل علي بن أبي طالب، كحديث المنزلة، و المؤاخاة، و الضربة يوم الخندق و حديث الراية يوم خيبر، و غيرها من الفضائل الكثيرة التي ذكرت لأميرالمؤمنين و المتواتره لفظا و معنا علي لسان النبي الكريم، أمام الأقرآن و سائر المسلمين، كحديث أعلمكم، و أقضاكم، و غيره.

و جاءت حادثة الغدير لتتوج تلك المكانة السامية له عليه السلام، و ليضع النبي أمور الخلافة من بعده في نصابها.

خصوصا اذا لاحظ المتأمل في النص أن النبي الأكرم قدم للمسلمين بمقدمة يخبرهم فيها بقرب رحيله، و أنه جمعهم في هذا المكان القائظ ليخبرهم أمرا عن الله عزوجل، و هو أخذ بيعة منهم، تمت بعد الاخبار،

و أن الذين كانوا متواجدين معه، و الذين تقاطروا من كل فج عميق للحج معه في تلك السنة كانوا بأعداد غفيرة، حيث عد المؤرخون من حظر حادثة الغدير بمائة و عشرين ألفا من الرجال و النساء، و بينهم المسلمون الجدد الذين لم يشهدوا أيا من تلك الوقائع المتقدمة التي بين فيها النبي صلي الله عليه و آله و سلم فضائل و مكانة علي عليه السلام.

هذا ما يراه الشيعة، و يعتقدون به في حادثة الغدير.

في حين يري الفريق الآخر من المسلمين أن الواقعة بالرغم



[ صفحه 148]



من حدوثها، لا تدل علي هذا التفسير، و لا تؤيد موضوع الخلافة الامامة لعلي، و انما هي اضافة جديدة لمناقبه و بيان فضله، و بيان أنه مولي للمؤمنين، مثل سائر الأحاديث التي بينت فضله،. مكانته، و علمه، و شجاعته.

و يعللون ذلك بان المسلمين لم يفقهوا من رسول الله هذا المعني، بدليل ما حدث في سقيفه بني ساعدة بعد وفاته، و التي تسلم بموجبها أبوبكر ابن أبي قحافة أمور الخلافة، ثم عين من بعده الخليفة عمر بن الخطاب زمام الأمور،و أوكلها من بعده لسته من الصحابة يختارون من بينهم خليفة للمسلمين، و التي جاء بمقتضاها الخليفة عثمان بن عفان أمور الخلافة حتي فتل، و آلت الخلافة من بعده للامام علي باختيار عام و شعبي من المسلمين حيث أصروا عليه باستلام أمور المسلمين ليكون بذلك رابع الخلفاء الراشدين.

فالاختلاف في التفسير بغض النظر عن دوافعه، و تاريخ تنظيره لواقع موجود حدث للمسلمين.

الا انه يستثني مشروع الاسلام السماوي للادارة و الحكم.

و يغفل العواقب الوخيمة التي جرها هذا التبرير و أمثاله للواقع علي المسلمين، و يتناسي أن مجي ء حكام بني أمية و العباس، الذين حولوا الخلافة الي ملك عضوض يتوارثه الأبناء عن الآباء دون وجه حق أو كفاءة كان من نتائج الدفاع عن هذه الرؤية.



[ صفحه 149]



و لا نريد الخوض في هذا الموضوع الحساس لأنه يخرجنا عن موضوع البحث.

و سنكتفي بذكر تأكيد الأئمة الأطهار علي احياء هذه المناسبة، لأنه يهم موضوع الزيارة الواردة عن الامام الهادي عليه السلام، و في هذا السياق نذكر النقاط التالية:

1-النصوص الواردة في حادثة الغدير.

2-القائلون بحديث الغدير.

3-الأعمال المستحبه الواردة في هذا اليوم.

4-نص الزيارة الواردة عن الامام الهادي.