بازگشت

نص الزيارة


زيارة مروية باسناد معتبر عن الامام علي بن محمد النقي عليهماالسلام قد زار عليه السلام بها الأمير عليه السلام يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، و صفتها كما يلي:

اذا أردت ذلك فقف علي باب القبة المنورة و استأذن، و قال الشيخ الشهيد: تغتسل و تلبس أنظف ثيابك و تستأذن «اللهم اني وقفت علي باب و هذا هو الاستئذان الأول الذي أثبتناه في الباب الأول ثم ادخل مقدما رجلك اليمني علي اليسري و امش حتي تقف علي الضريح و استقبله و اجعل القبلة بين كتفيك و قل: السلام علي محمد رسول الله خاتم النبيين و سيد المرسلين، و صفوة رب العالمين، أمين الله علي و حيه و عزائم أمره، و الخاتم لما سبق، و الفاتح لما استقبل، و المهيمن علي ذلك كله و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته، السلام علي أنبياء الله و رسله و ملائكته المقربين و عباده الصالحين، السلام عليك



[ صفحه 158]



يا أميرالمؤمنين، و سيد الوصيين، و وارث علم النبيين، و ولي رب العالمين و مولاي و مولي المؤمنين و رحمة الله و بركاته، السلام عليك يا مولاي يا أميرالمؤمنين، يا أمين الله في أرضه، و سفيره في خلقه، و حجته البالغة علي عباده، السلام عليك يا دين الله القويم، و صراطه المستقيم، السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و عنه يسألون، السلام عليك يا أميرالمؤمنين، آمنت بالله و هم مشركون، و صدقت بالحق و هم مكذبون، و جاهدت و هم محجمون، و عبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتي أتاك اليقين، ألا لعنة الله علي الظالمين، السلام عليك يا سيد المسلمين، و يعسوب المؤمنين و امام المتقين، و قائد الغر المحجلين و رحمة الله و بركاته، و أشهد انك اخو رسول الله و وصيه، و وارث علمه و أمينه علي شرعه و خليفته في أمته، و أول من آمن بالله، و صدق بما انزل علي نبيه، و اشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك، فصدع بأمره، و اوجب علي أمته فرض طاعتك و ولايتك، و عقد عليهم البيعة لك، و جعلك أولي بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك، ثم اشهد الله تعالي عليهم فقال: الست قد بلغت، فقالوا: اللهم بلي، فقال: اللهم اشهد و كفي بك شهيدا و حاكما بين العباد، فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار، و ناكث عهدك بعد الميثاق، و أشهد انك وفيت بعهد الله تعالي، و ان الله تعالي موف لك بعهده، (و من أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه جرا عظيما)، و أشهد انك أميرالمؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل، و اخذ لك العهد علي



[ صفحه 159]



الأمة بذلك الرسول، و اشهد انك و عمك و أخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فانزل الله فيكم (ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن و من أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم) (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف، و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين)، أشهد يا أميرالمؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين و أن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين، و أكمله بولايتك يوم الغدير، و اشهد انك المعني بقول العزيز الرحيم: (أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)، ضل والله و أضل من اتبع سواك، و عند عن الحق من عاداك، اللهم سمعنا لأمرك و اطعنا و اتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الي طاعتك، و اجعلنا من الشاكرين لأنعمك، و اشهد انك لم تزل للهوي مخالفا، و للتقي محالفا، و علي كظم الغيظ قادرا، و عن الناس عافيا غافرا، و اذا عصي الله ساخطا، و اذا أطيع الله راضيا، و بما عهد اليك عاملا، راعيا لما استحفظت، حافظا لما استودعت، مبلغا ما حملت، منتظرا ما وعدت، و اشهد انك ما اتقيت ضارعا، و لا أمسكت عن حقك جازعا، و لا أحجمت عن مجاهدة غاصبيك، ناكلا، و لا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهنا، و لا



[ صفحه 160]



و هنت لما أصابك في سبيل الله، و لا ضعفت و لا استكنت عن طلب حقك مراقبا، معاذ الله أن تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك، و فوضت اليه أمرك، و ذكرتهم فما ادكروا و وعظتهم فما اتعظوا، و خوفتهم الله فما تخوفوا، و اشهد انك يا أميرالمؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتي دعاك الله الي جواره،و قبضك اليه باختياره، و الزم أعداءك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع ما لك من الحجج البالغة، علي جميع خلقه، السلام عليك يا أميرالمؤمنين، عبدت الله مخلصا، و جاهدت في الله صابرا، وجدت بنفسك محتسبا، و عملت بكتابه، و اتبعت سنة نبيه، و أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغيا ما عند الله، راغبا فيما وعد الله، لا تحفل بالنوائب، و لا تهن عند الشدائد، و لا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك، و افتري باطلا عليك، و أولي لمن عند عنك، لقد جاهدت في الله حق الجهاد، و صبرت علي الأذي صبر احتساب، و أنت أول من آمن بالله و صلي له و جاهد و أبدي صفحته في دار الشرك، و الأرض مشحونة ضلالة، و الشيطان يعبد جهرة، و أنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، و لا تفرقهم عني وحشة، و لو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا، اعتصمت بالله فعززت، و آثرت الآخرة علي الأولي فزهدت و أيدك الله و هداك و أخلصك و اجتباك، فما تناقضت أفعالك، و لا اختلفت أقوالك، و لا تقلبت أحوالك، و لا ادعيت و لا افتريت علي الله كذبا، و لا شرهت الي



[ صفحه 161]



الحطام، و لا دنسك الآثام، و لم تزل علي بينة من ربك و يقين من أمرك تهدي الي الحق و الي صراط مستقيم، اشهد شهادة حق، و اقسم بالله قسم صدق أن محمدا و آله صلوات الله عليهم سادات الخلق، و انك مولاي و مولي المؤمنين، و انك عبد الله و وليه و اخو الرسول و وصيته و وارثه، و انه القائل لك: و الذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك، و لا اقر بالله من جحدك، و قد ضل من صد عنك و لم يهتد الي الله، و لا الي من لا يهتدي بك، و هو قول ربي عزوجل: (و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي) الي ولايتك، مولاي فضلك لا يخفي و نورك لا يطفا، و ان من جحدك الظلوم الأشقي، مولاي أنت الحجة علي العباد، و الهادي الي الرشاد، و العدة للمعاد، مولاي لقد رفع الله في الأولي منزلتك، و أعلي في الآخرة درجتك، و بصرك ما عمي علي من خالفك، و حال بينك و بين مواهب الله لك، فلعن الله مستحلي الحرمة منك و ذائدي الحق عنك، و أشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار و هم فيها كالحون، و اشهد انك ما أقدمت و لا أحج مت و لا نطقت و لا أمسكت الا بأمر من الله و رسوله، قلت: و الذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اضرب بالسيف قدما، فقال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي، و أعلمك أن موتك و حياتك معي و علي سنتي، فوالله ما كذبت و لا كذبت، و لا ضللت و لا ضل بي، و لا نسيت ما عهد الي ربي، و اني لعلي بينة من ربي بينها لنبيه، و بينها النبي لي و اني لعلي الطريق



[ صفحه 162]



الواضح، الفظه لفظا، صدقت والله و قلت الحق، فلعن الله من ساواك بمن ناواك، والله جل اسمه يقول: (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون)، فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك و أنت ولي الله و اخو رسوله، و الذاب عن دينه، و الذي نطق القرآن بتفضيله، قال الله تعالي: (فضل الله المجاهدين علي القاعدين أجرا عظيما - درجات منه و مغفرة و رحمة و كان الله غفورا رحيما)، و قال الله تعالي: (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين - الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون - يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم - خالدين فيها أبدا ان الله عنده أجر عظيم)، اشهد انك المخصوص بمدحة الله، المخلص لطاعة الله، لم تبغ بالهدي بدلا، و لم تشرك بعبادة ربك أحدا، و ان الله تعالي استجاب لنبيه صلي الله عليه و آله فيك دعوته ثم أمره باظهار ما أولاك لامته، اعلاء لشأنك، و اعلانا لبرهانك، و دحضا للأباطيل، و قطعا للمعاذير، فلما أشفق من فتنة الفاسقين، و اتقي فيك المنافقين، أوحي اليه رب العالمين: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)، فوضع علي نفسه أو زار المسير، و نهض في رمضاء الهجير، فخطب و اسمع و نادي فابلغ ثم سألهم اجمع، فقال: هل بلغت،



[ صفحه 163]



فقالوا: اللهم بلي، فقال: اللهم اشهد، ثم قال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟، فقالوا: بلي، فاخذ بيدك و قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، فما آمن بما انزل الله فيك علي نبيه الا قليل و لا زاد أكثرهم غير تخسير، و لقد انزل الله تعالي فيك من قبل و هم كارهون: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون - و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون)، (ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)، (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب)، اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك، فالعن من عارضه و استكبر و كذب به و كفر، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، السلام عليك يا أميرالمؤمنين و سيد الوصيين، و أول العابدين و ازهد الزاهدين و رحمة الله و بركاته و صلواته و تحياته، أنت مطعم الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا لوجه الله، لا تريد منهم جزاء و لا شكورا، و فيك أنزل الله تعالي (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، و أنت الكاظم للغيظ، و العافي عن الناس، والله يحب المحسنين، و أنت الصابر في



[ صفحه 164]



البأساء و الضراء و حين البأس، و أنت القاسم بالسوية، و العادل في الرعية و العالم بحدود الله من جميع البرية، والله تعالي اخبر عما أولاك من فضله بقوله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يست وون - أما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم جنات المأوي نزلا بما كانوا يعملون)، و أنت المخصوص بعلم التنزيل و حكم التأويل، و نص الرسول، و لك المواقف المشهودة، و المقامات المشهورة، و الأيام المذكورة يوم بدر و يوم الأحزاب (اذ زاغت الأبصار، و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا - هنا لك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا - و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله الا غرورا - و اذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا، و يستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا)، و قال الله تعالي: (و لما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله و ما زادهم الا ايمانا و تسليما)، فقتلت عمرهم و هزمت جمعهم (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفي الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا)، و يوم أحد (اذ يصعدون و لا يلوون علي أحد و الرسول يدعوهم في أخراهم) و أنت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين و ذات الشمال حتي ردهم الله تعالي عنكما خائفين، و نصر بك الخاذلين، و يوم حنين علي ما نطق بع التنزيل (اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين



[ صفحه 165]



- ثم انزل سكينته علي رسوله و علي المؤمنين)، و المؤمنون أنت و من يليك، و عمك العباس ينادي المنهزمين يا أصحاب سورة الب قرة، يا أهل بيعة الشجرة،حتي استجاب له قوم قد كفيتهم المؤنة، و تكفلت دونهم المعونة، فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد الله تعالي بالتوبة، و ذلك قول جل ذكره ثم يتوب الله من بعد ذلك علي من يشاء، و أنت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الأجر، و يوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين، و قطع دابر الكافرين، و الحمدلله رب العالمين، و لقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار، و كان عهد الله مسؤولا، مولاي أنت الحجة البالغة، و المحجة الواضحة، و النعمة السابغة، و البرهان المنير، فهنيئا لك بما آتاك الله من فضل، و تبا لشانئك ذي الجهل، شهدت مع النبي صلي الله عليه و آله جميع حروبه و مغازيه، تحمل الراية أمامه، و تضرب بالسيف قدامه، ثم لحزمك المشهور، و بصيرتك في الأمور، أمرك في المواطن و لم يكن عليك أمير، و كم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقي، و اتبع غيرك في مثله الهوي، فظن الجاهلون انك عجزت عما اليه انتهي، ضل والله الظان لذلك و ما اهتدي، و لقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم و امتري بقولك صلي الله عليك: قد يري الحول القلب وجه الحيلة و دونها حاجز من تقوي الله فيدعها رأي العين، و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين، صدقت و خسر المبطلون، و اذ ما كرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما: لعمر كما ما تريدان العمرة



[ صفحه 166]



لكن تريدان الغدرة، فأخذت البيعة عليهما، و جددت الميثاق، فجدا في النفاق، فلما نبهتهما علي فعلهما اغفلا و عادا و ما انتفعا و كان عاقبة أمرهما خسرا، ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الاعذار، و هم لا يدينون دين الحق، و لا يتدبرون القرآن، همج رعاع ضالون، و بالذي انزل علي محمد فيك كافرون، و لأهل الخلاف عليك ناصرون، و قد أمر الله تعالي باتباعك، و ندب المؤمنين الي نصرك، و قال عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)، مولاي بك ظهر الحق و قد نبذه الخلق، و أوضحت السنن بعد الدروس و الطمس، فلك سابقة الجهاد علي تصديق التنزيل، و لك فضيلة الجهاد علي تحقيق التأويل، و عدوك عدوالله جاحد لرسول الله يدعو باطلا، و يحكم جائرا، و يتأمر غاصبا، و يدعو حزبه الي النار، و عمار يجاهد و ينادي بين الصفين: الرواح الرواح الي الجنة، و لما استسقي فسقي اللبن كبر و قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه و آله: آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن، و تقتلك الفئة الباغية، فاعترضه أبو، العادية الفزاري فقتله، فعلي أبي العادية لعنة الله و لعنة ملائكته و رسله أجمعين، و علي من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا أميرالمؤمنين من المشركين و المنافقين الي يوم الدين، و علي من رضي بما ساءك و لم يكرهه و أغمض عينه و لم ينكر، أو أعان عليك بيد أو لسان، أو قعد عن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط فضلك و جحد حقك، أو عدل بك من جعلك الله أولي به من نفسه، و صلوات



[ صفحه 167]



الله عليك و رحمة الله و بركاته و تحياته، و علي الأئمة من آلك الطاهرين، انه حميد مجيد، و الأمر الأعجب و الخطب الأفظع بعد جحدك حقك، غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا، ورد شهادتك و شهادة السيدين سلالتك و عترة المصطفي صلي الله عليكم، و قد أعلي الله تعالي علي الأمة درجتكم، و رفع منزلتكم و أبان فضلكم و شرفكم علي العالمين، فأذهب عنكم الرجس و طهركم تطهيرا، قال الله عزوجل: (ان الانسان خلق هلوعا - اذا مسه الشر جزوعا - و اذا مسه الخير - منوعا الا المصلين)، فاستثني الله تعالي نبيه المصطفي و أنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق، فما أعمه من ظلمك عن الحق، ثم أفرضوك سهم ذوي القربي مكرا، و أحادوا عن أهله جورا، فلما آل الأمر اليك أجريتهم علي ما أجريا رغبة عنهما بما عندالله لك، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة و عدم الأنصار، و أشبهت في البيات علي الفراش الذبيح عليهم السلام، اذ أجبت كما أجاب، و أطعت كما أطاع اسماعيل صابرا محتسبا اذ قال له: (يا بني اني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاءالله من الصابرين)، و كذلك أنت لما أباتك النبي صلي الله عليه و آله، و أمرك أن تضجع في مرقدة واقيا له بنفسك أسرعت الي اجابته مطيعا، و لنفسك علي القتل موطنا، فشكر الله تعالي طاعتك و أبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: (و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)، ثم محنتك يوم صفين و قد رفعت



[ صفحه 168]



المصاحف حيلة و مكرا، فأعرض الشك، و عزف الحق و اتبع الظن، أشبهت محنة هارون اذ أمره موسي علي قومه فتفرقوا عنه و هارون ينادي بهم و يقول: (يا قوم انما فتنتم به و ان ربكم الرحمن فاتبعوني و أطيعوا أمري - قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتي يرجع الينا موسي)، و كذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت يا قوم انما فتنتم بها و خدعتم، فعصوك و خالفوا عليك، و استدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، و تبرأت الي الله من فعلهم، و فوضته اليهم فلما أسفر الحق و سفه المنكر، و اعترفوا بالزلل و الجور عن القصد اختلفوا من بعده، و الزموك علي سفه التحكيم الذي أبيته و أحبوه و حظرته، و أباحوا ذنبهم الذي اقترفوه و أنت علي نهج بصيرة و هدي، و هم علي سنن ضلالة و عمي، فما زالوا علي النفاق مصرين، و في الغي مترددين حتي أذاقهم الله و بال أمرهم، فأمات بسيفك من عاندك، فشقي و هوي و أحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية و رائحة و عاكفة و ذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، و لا يحبط الطاعن فضلك، أنت أحسن الخلق عبادة، و أخلصهم زهادة، و أذبهم عن الدين، أقمت حدود الله بجهدك، و فللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك، و تهتك ستور الشبه ببيانك، و تكشف لبس الباطل عن صريح الحق، لا تأخذك في الله لومة لائم، و في مدح الله تعالي لك غني عن مدح المادحين و تفريط الواصفين، قال الله تعالي: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم



[ صفحه 169]



من ينتظر و ما بدلوا تبديلا)، و لما رأيت أن قتلت الناكثين و القاسطين و المارقين و صدقك رسول الله صلي الله عليه و آله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متي يبعث أشقاها؟ واثقا بأنك علي بينة من ربك و بصيرة من أمرك، قادم علي الله، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، و ذلك هو الفوز العظيم، اللهم العن قتلة أنبيائك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك، و أصلهم حر نارك، و العن من غضب وليك حقه، و أنكر عهده، و جحده بعد اليقين و الاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين، اللهم العن قتلة أميرالمؤمنين و من ظلمه و أشياعهم و أنصارهم، اللهم العن ظالمي الحسين و قاتليه، و المتابعين عدوه، و ناصريه، و الراضين بقتله و خاذليه لعنا و بيلا، اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد و مانعيهم حقوقهم، اللهم خص أول ظالم و غاصب لال محمد باللعن، و كل مستن بما سن الي يوم القيامة اللهم صل علي محمد خاتم النبيين و علي علي سيد الوصيين و آله الطاهرين، و اجعلنا بهم متمسكين و بولايتهم من الفائزين الآمنين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون