بازگشت

تحوله من المدينة الي سر من رأي


منذ أن كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حيا الي يومنا هذا، كان و لا زال أميرالمؤمنين عليه السلام خير محك تتعرف من خلاله علي طيب الأصل من رديئه، فمن قول الله جل جلالته في كتابه العزيز: (ان الذين ءامنوا و عملوا الصلحت سيجعل لهم الرحمن ودا (96)) (سورة مريم: الآية: 96). و كما أخرج السلفي في تفسير هذه الآية أن محمد بن الحنفية قال في تفسير هذه الآية: لا يبقي مؤمن الا و في قلبه ود لعلي و أهل بيته [1] و تأكيد ذلك ما جاء عن النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، كما أخرجه البيهقي و أبوالشيخ و الديلمي: أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا يؤمن عبد حتي أكون أحب اليه من نفسه، و تكون عترتي أحب اليه من نفسه، و تكون أهلي أحب اليه من أهله، و تكون ذاتي أحب اليه من ذاته [2] ، و روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: و الذي خلق الحبة و برأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي الي أنه قال: لا يحبني الا مؤمن و لا يبغضني الا منافق، (أخرجه مسلم).



[ صفحه 24]



و أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا عليه السلام [3] .

و روي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن، و لا يحبك منافق [4] .

و روي عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر قالت:



اذا ما التبر حك علي محك

تبين غشه من غير شك



و بان الزيف و الذهب المصفي

علي بيننا شبه المحك [5] .



من كل ما تقدم نثبت بشكل قاطع لامراء فيه و لا شك أن كل من أبغض عليا عليه السلام و آل بيته من الأئمة الأطهار، فهو منافق و غير مؤمن، و من قال عكس ذلك فقد كذب الله تعالي و رسوله الكريم محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و من يكذب الله تعالي و رسوله فهو كافر.

و ان من يسبب لعلي عليه السلام و لفاطمة الزهراء عليهاالسلام: الأذي فقد آذي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من آذي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد آذي الله تعالي، و من آذي الله تعالي فقد كفر، و أكبه الله علي منخره في النار، و لتأكيد ذلك نورد أحاديث لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال فيها:

من أحب عليا فقد أحبني، و من أحبني فقد أحب الله، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض الله [6] .

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: من آذي عليا فقد آذاني [7] .



[ صفحه 25]



و قال صلي الله عليه و آله و سلم في الزهراء فاطمة عليهاالسلام: فاطمة بضعة مني يؤذيني و ما آذاها، و ينصبني ما أنصبها [8] .

و قال صلي الله عليه و آله و سلم: فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، و يؤذيني ما آذاها [9] .

و روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بيدها و قال للمسلمين: من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي: فاطمة بنت محمد، و هي بضعة مني، و هي قلبي، و هي روحي التي بين جنبي، و من آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله [10] .

و بعد استعراض كل ذلك قال الأب محمد محدثا نفسه: تري بعد كل ما ورد من أحاديث نبوية شريفة، ماذا يمكن أن نطلق علي من قتل آل البيت أو سعي لقتلهم أو رضي به؟ ناهيك عن آذاهم و أذي آلهم و مواليهم.

ثم التفت الأب الي أبنائه و كانوا قد جلسوا بجانب أبيهم منذ فترة من الزمن دون أن يتكلم أحدهم بشي ء الا همسا: سأحدثكم اليوم عن السبب الذي تحول به الامام علي الهادي عليه السلام من المدينة المنورة الي سر من رأي في العراق، و من هو الذي سعي للخليفة بأبي الحسن علي الهادي عليه السلام قاصدا بذلك آذاه.

فاعتدل الأبناء في جلساتهم و قالوا: توكل علي الله يا أبي.

فقال الأب: بعد حمد الله تعالي و شكره و التوكل عليه: روي أن عبدالله بن محمد كان يتولي الحرب و الصلاة في المدينة المنورة، فسعي بأبي الحسن عليه السلام يوما الي المتوكل العباسي، و كان



[ صفحه 26]



يقصد بذلك آذاه بغضا و حسدا منه لآل البيت عليهم السلام، فبلغ الامام علي الهادي عليه السلام ذلك، فكتب الي المتوكل كتابا ذكر فيه تحامل عبدالله بن محمد عليه، و كذبه فيما سعي به.

فتقدم المتوكل باجابته عن كتابه، و دعاه فيه الي الحضور اليه، علي جميل من الفعل و القول، و كانت نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم.

أما بعد، فان أميرالمؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، مؤثر من الأمور فيك و في أهل بيتك، ما يصلح الله به حالك و حالهم، و يثبت به من عزك و عزهم، و يدخل الأمن عليك و عليهم. يبتغي بذلك رضا ربه، و أداء ما فرض عليه فيك و فيهم، فقد رأي أميرالمؤمنين، صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولي من الحرب و الصلاة بمدينة الرسول اذا كان علي ما ذكرت من جهالته بحقك، و استخفافه بقدرك، و عندما قرفك (أي عابك) به، و نسبك اليه من الأمر الذي قد علم أميرالمؤمنين براءتك منه، و صدق نيتك في برك، و قد ولي أميرالمؤمنين ما كان يلي من ذلك: محمد بن الفضل، و أمره باكرامك و تبجيلك، و الانتهاء الي أمرك و نيهك، و التقرب الي الله تعالي و الي أميرالمؤمنين بذلك.

و أميرالمؤمنين مشتاق اليك، يحب احداث العهد بك، و النظر الي وجهك، فان نشطت لزيارته، و المقام قبله ما أحببت، شخصت و من اخترت من أهل بيتك و مواليك و حشمك، علي مهلة و طمأنينة، ترحل اذا شئت و تنزل اذ شئت، و تسير كيف شئت، فان أحببت أن يكون يحيي بن هرثمة مولي أميرالمؤمنين و من معه من الجند يرحلون برحلك، و يسيرون بسيرك، فالأمر في ذلك اليك، و قد تقدمنا اليه بطاعتك، فاستخر الله حتي توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من



[ صفحه 27]



اخوته و ولده، و أهل بيته، و خاصته، ألطف منك منزلة، و لا أحمد أثره، و لا هو لهم أنظر، و عليهم أشفق، و بهم أبر، و اليهم أسكن، منه اليك، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

كتبه ابراهيم بن العباس في جمادي الآخرة سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

فقال الابن الأكبر: حقيقة يا أبي ان أمر بني العباس محير جدا، فكلامهم يدلل علي معرفتهم بفضل آل البيت النبوي الأطهار، و أفعالهم تدلل علي حقد كبير.

فقال الأب: البغض موجود دون شك في ذلك، و لو لم يكن موجودا لما تجرأوا و قتلوا من قتلوا من آل البيت و من مواليهم، أما بالنسبة لذكرهم فضل آل البيت فهي كما سبق و أن ذكرت لكم ما هي الا صرخة الحق التي يجب أن تظهر و تعلن علي الملأ رغم كل شي ء، فالحق يعلو و لا يعلي عليه.

فقال الابن الأكبر: و ما كان من الامام الهادي عليه السلام حينما وصله كتاب المتوكل؟

فقال الأب: حين ورود الكتاب علي الامام أبي الحسن علي الهادي عليه السلام تجهز للرحيل، و خرج معه يحيي بن هرثمة، حتي وصل سر من رأي، فلما وصل اليها، أمر المتوكل أن يحجب عنه في يومه، فنزل عليه السلام في خان يقال له خان الصعاليك، و أقام عليه السلام به يومه، ثم تقدم المتوكل بافراد دار له عليه السلام فانتقل اليها [11] .

و في رواية أخري أن الذي سعي بأبي الحسن علي



[ صفحه 28]



الهادي عليه السلام، كان بريحة العباسي، حيث كتب الي المتوكل: ان كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها، فانه قد دعي الناس الي نفسه، و اتبعه خلق كثير، ثم كتب اليه بهذا المعني، فانفذ المتوكل بحيي بن هرثمة و كتب معه الي أبي الحسن عليه السلام كتابا جيدا، يعرفه فيه أنه اشتاق اليه، و سأله القدوم عليه، و أمر يحيي بالمسير اليه، و كتب الي بريحة يعرفه ذلك.

فقدم يحيي المدينة، و بدأ ببريحة، و أوصل الكتاب اليه، ثم ركبا جميعا الي أبي الحسن عليه السلام، و أوصلا اليه كتاب المتوكل، فاستأجلهما عليه السلام ثلاثة أيام، فلما كان بعد ثلاث عادا الي داره، فوجدا الدواب مسرجة، و الأثقال مشدودة، قد فرغ منها، فخرج عليه السلام متوجها الي العراق، و معه يحيي بن هرثمة [12] .

الابن الأكبر: و هل بقي المتوكل علي كلامه من اجلال الامام علي الهادي عليه السلام، أم أنه عاد الي حقيقة أمره فيه يا أبي؟

الأب: كل ما قاله من قول حسن في الامام أبي الحسن علي الهادي عليه السلام، كان مرحليا كما يقال، أي أنه ما قاله الا لأمر كان في نفسه استوجب منه أن يقول ذلك، و حينما انتهي الأمر و بلغ مأربه عاد الي حقيته، حيث بدأ ذلك بأن لم يأذن للامام عليه السلام في الدخول عليه حينما وصل سر من رأي، فاضطر الامام عليه السلام و من كان معه بالنزول في خان الصعاليك، و اسم الخان هذا دليل علي ضعته و عدم صلاحه في أن ينزل الامام الهادي عليه السلام فيه، و هو ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و جده وصي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خير من ترك بعده،



[ صفحه 29]



و قد روي عن صالح بن سعيد قال: دخلت علي أبي الحسن علي عليه السلام، فقلت: جعلت فداك في كل الأمرو، أرادوا اطفاء نورك، و التقصير بك، حتي أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك.

فقال الامام الهادي عليه السلام: هاهنا أنت يا ابن سعيد؟ ثم أومأ عليه السلام بيده فقال: أنظر.

فقال صالح بن سعيد: فنظرت، فاذا بروضات انقات، و روضات ناظرات، فيهن خيرات عطرات، و ولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون، و أطيار و ظباء، و أنهار تفور، فحار بصري و التمع، و حسرت عيني، فقال عليه السلام: حيث كنا فهذا لنا عتيد، و لسنا في خان الصعاليك [13] .

ثم قال الأب: كثيرا ما حاول المتوكل العباسي الاساءة للامام الهادي عليه السلام، محاولا اطفاء نوره، الا أن الله جلت قدرته شاء غير ذلك، و هو تعالي القائل: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبي الله الا أن يتم نوره).

فقال الابن الأكبر: المعروف يا أبي أن بغداد هي عاصمة الدولة العباسية، فما السبب الذي دعاهم الي جعل سامراء هي العاصمة؟

الأب: كان ذلك في زمن المعتصم العباسي، و كانت أمه تركية الأصل، و أن له ميل ناحية أخواله كبيرا، فرأي أن يتقوي بالأتراك، فجعل يتخير منهم الأشداء يبتاعهم بالمال من مواليهم في العراق أو



[ صفحه 30]



يبعث في طلبهم من تركستان و غيرها، فاجتمع عنده الآلاف منهم، فألبسهم أثواب الديباج و المناطق الذهبية، و الحلية المذهبة، و ميزهم بالزي علي سائر الجنود [14] ، فلما أفضت الخلافة اليه كان الأتراك عونا له، و تكاثروا حتي ضاقت بهم بغداد، و صاروا يؤذون العوام من الناس في الأسواق و الطرقات، و ربما قتلوا البعض منهم.

و في يوم كان المعتصم خارجا بموكبه يوم عيد، فقام اليه شيخ فقال له: يا أبااسحاق، فأراد الجنود منعه و ضربه، فمنعهم المعتصم و قال: يا شيخ، مالك؟ فقال الشيخ: لا جزاك الله عن الجوار خيرا، جاورتنا و جئت بهؤلاء العلوج من غلمانك الأتراك فأسكنتهم بيننا، فأيتمت بهم صبياننا، و أرملت نساءنا، و قتلت رجالنا.

فكان المعتصم يسمع ذلك، فدخل منزله، و لم ير راكبا الي مثل ذلك اليوم، فخرج فصلي بالناس العيد، و لم يدخل بغداد بل سار يلتمس معسكرا لاجناده، حتي أتي سامراء فاتخذها معسكرا، فأعجبته فسماها سر من رأي، و اختط فيها الخطط، و أقطع أتراكه القطائع علي حسب القبائل و مجاورتهم في بلادهم، و أفرد أهل كل صنعة بسوق، و كذلك التجار، فبني الناس، و ارتفع البنيان، و شيدت القصور، و كثرت العمارات، و استنبطت المياه، و تسامع الناس أن دار الملك قد انتقلت الي هناك، فقصدوها.

و ما زالت سامراء قاعدة الدولة العباسية من سنة مائتين و واحد و عشرين للهجرة الي أيام المعتمد، فعاد الي بغداد سنة مائتين و تسع و سبعين للهجرة، و هو أول من عاد اليها منذ بنيت سامراء [15] .



[ صفحه 31]



و ذكر اليعقوبي: و عزم المعتصم علي الخروج من بغداد، فخرج حتي صار الي موضع سر من رأي و هي صحراء من أرض الطبرهان، لا عمارة فيها و لا أنيس فيها، الا دير للنصاري، فوقف بالدير و كلم من فيه من الرهبان، و قال ما اسم هذا الموضع، فقال له بعض الرهبان: نجد في كتبنا المتقدمة، أن هذا الموضع يسمي سر من رأي، و أنه كان مدينة سام بن نوح، و أنه سيعمر بعد الدهور... [16] .

فقال الابن الأكبر: اذا فالأتراك كانوا سببا في انتقال الخلافة من بغداد الي سامراء؟

فقال الأب: نعم يا ولدي، كثرة من جمعهم من الأتراك كان سببا في ذلك.

فقال الابن الأكبر: و هل كان المعتصم أول من استخدم الأتراك يا أبي؟

فقال الأب: لا يا ولدي، فقد استخدم المنصور العباسي الأتراك في الجندية قبل المعتصم، الا أنهم كانوا شرذمة صغيرة لا شأن لها في الدولة، في حين أن المعتصم قد بالغ في جلبهم من هنا و هناك حتي بلغوا الآلاف، و تكاثروا، و بلغت بهم كثرتهم الي أن تجاوزوا علي العامة من الناس كثيرا، ثم ابتاع المعتصم لهم الجواري التركيات فازوجهم منهن، و منعهم أن يتزوجوا أو يصاهروا أحدا من غيرهم، و أجري للجواري أرزاقا، و أثبت أسماءهن في الدواوين، فلم يكن يقدر أحد منهم أن يطلق امرأته أو يفارقها [17] .



[ صفحه 32]



ثم قال الأب: و حينما تولي المتوكل العباسي، كانت سر من رأي هي العاصمة للبلاد الاسلامية، و فيها مركز الخلافة، و حينما استدعي الامام الهادي عليه السلام كان استدعاؤه اليها.

فقال الابن الأكبر: و هل قتل الامام الهادي عليه السلام في زمنه يا أبي؟

فقال الأب: لا يا ولدي، لم يكن استشهاد الامام علي الهادي عليه السلام في زمنه، و انما كان في ملك المعتمد العباسي.

فقال الابن: و هل كان المتوكل العباسي شديدا في ايذاء آل البيت يا أبي؟

الأب: ما كان شديد الايذاء لآل البيت فحسب، و انما كان شديد الايذاء لكل من لهم علاقة بآل البيت النبوي عليهم السلام، فحين تولي الخلافة سنة مائتين و اثنين و ثلاثين للهجرة بدأ حكمه باضطهاد الشيعة و شدد النكير عليهم. فهو اضافة لبغضه لآل البيت فقد كان حوله جماعة يحملون عين البغض الذي يحمله، و منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامه و عمرو بن فرخ الرخجي و أبوالسمط من ولد مروان بن أبي حفصة الي كان يتقرب الي الرشيد بهجو العلويين، و هو من موالي بني امية [18] .

ثم قال الأب: و من فعال المتوكل التي تنم عن حقده و بغضه لآل البيت عليهم السلام هو أمره بهده قبر الامام الحسين بن علي عليه السلام و هدم ما حوله من المباني، و منع الناس من اتيانه، و بالغ في بغضه عليا عليه السلام حتي روي أنه كان في جملة ندمائه مخنث اسمه عباده، كان يشد علي



[ صفحه 33]



بطنه تحت ثيابه مخدة، و يكشف رأسه و هو أصلع، تشبها بأميرالمؤمنين علي عليه السلام، و يرقص و يقول: قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين (يعني عليا عليه السلام)، و المتوكل يشرب و يضحك [19] .

فقال الابن الأكبر: بئس الفعل فعلهم هذا، و بئس من تبعهم من الناس و رضي بفعلهم.

فقال الأب: هذه هي حقيقة المتوكل يا ولدي، المتوكل الذي بعث بكتابه الي الامام الهادي علي بن محمد عليه السلام يستدعيه من المدينة المنورة اليه، بأحلي الكلام و أجمل العبارات التي ذكر بها فضل الامام عليه السلام و أفضليته و أنه في شوق اليه، فهل تعجب من أمرهم يا بني بعد كل ما علمت من فعالهم؟

فقال الابن الأكبر: هم كما قال القائل:



يعطيك من طرف اللسان حلاوة

و يروغ منك كما يروغ الثعلب



فقال الأب: قال الله تعالي: (و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)، و قال تعالي: (انما السبيل علي الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم (42)).

و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا كان يوم القيامة نادي مناد: أين الظلمة و أعوان الظلمة، و من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مد لهم بمدة قلم فاحشروهم معهم.

فقال الابن الأكبر: حدثنا يا أبي عن فضائل الامام الهادي عليه السلام و كراماته؟

فقال الأب: سنتحدث بذلك في غد ان شاء الله يا ولدي.



[ صفحه 34]




پاورقي

[1] الصواعق: لابن حجر، ص 172.

[2] نفس المصدر السابق.

[3] نور الأبصار: للشبلنجي، ص 78. و ابن حجر في الصواعق.

[4] الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، لعبد الفتاح عبد المقصود، ج 4، ص 3.

[5] الكنز المدفون: للسيوطي، ص 236.

[6] الصواعق: لابن حجر، ص 123.

[7] مسند أحمد: ج 3، ص 483. و الصواعق: لابن حجر، ص 123. و نورالأبصار: ص 80. و مناقب الخوارزمي: ص 93.

[8] ابن حجر في الصواعق: ص 190.

[9] رواه مسلم في صحيحه في باب مناقب فاطمة عليهاالسلام.

[10] نور الأبصار: للشبلنجي، ص 41.

[11] ذكر هذه الرواية الشيخ المفيد في كتابه الارشاد.

[12] ذكر الرواية السيد المرتضي في عيون المعجزات.

[13] رواية الكليني و الصفار في البصار. و المفيد في الارشاد.

[14] المسعودي في مروج الذهب: ج 2، ص 246.

[15] تاريخ ابن الأثير: ج 7، ص 181.

[16] البلدان: لليعقوبي، طبعة النجف، ص 34 - 33.

[17] تقويم البلدان: ص 33.

[18] راجع تاريخ التمدن الاسلامي: لجرجي زيدان، ج 4، ص 170.

[19] تاريخ أبي الفداء: ج 2، ص 40.