بازگشت

النص علي امامته


اما النصوص الدالة علي امامته فنكتفي بما ورد منها في البحار.

1- عن الصقر بن دلف قال : سمعت أباجعفر محمد بن علي الرضا عليهماالسلام يقول : ان الامام بعدي ابني علي أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الامامة بعده في ابنه الحسن [1] .

اقول : في هذا الخبر اشارة الي دفع دخل مقدر و هو أن الامامة لا تكون الا للحسن العسكري (ع) دون اخيه السيد محمد (ع) مع ما كان له من الفضل و جلالة القدر، و لعل من يشاهده يظن بأنه الامام بعد أبيه، و لو أنه توفي في حياة أبيه.



[ صفحه 12]



2- عن الخيراني، عن أبيه قال : كنت ألزم باب أبي جعفر عليه السلام للخدمة التي و كلت بها و كان احمد بن [محمد بن] عيسي الاشعري يجي ء في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علة ابي جعفر عليه السلام و كان الرسول الذي يختلف بين ابي جعفر عليه السلام و بين [أبي] [2] اذا حضر قام احمد و خلا به [أبي].

قال الخيراني : فخرج ذات ليلة و قام أحمد بن محمد بن عيسي عن المجلس و خلا أبي بالرسول و استدار احمد و وقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي : ان مولاك يقرئك السلام و يقول لك : اني ماض و الأمر صائر الي ابني علي و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضي الرسول و رجع أحمد الي موضعه، فقال لأبي : ما الذي قال لك؟ قال : خيرا، قال : [فانني] قد سمعت ما قال [لك]، و أعاد [اليه] ما سمع، فقال له أبي : قد حرم الله عليك ما فعلت، لأن الله تعالي يقول : «و لا تجسسوا» [3] فأما اذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج اليها يوما ما، و اياك أن تظهرها [لأحد] الي وقتها [4] .

قال : [فلما أصبح أبي كتب] نسخة الرسالة في عشر رقاع [بلفظها] و ختمها و دفعها الي عشرة من وجوه العصابة و قال [لهم] : ان حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها، [قال] : فلما مضي أبوجعفر عليه السلام [ذكر أبي أنه] لم يخرج من منزله حتي قطع علي يديه نحو من أربعمائة انسان و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج [الرخجي] [5] يتفاوضون في [هذا] الأمر فكتب محمد بن الفرج الي أبي يعلمه باجتماع القوم عنده و أنه لولا مخافة الشهرة لصار معهم اليه، و سأله



[ صفحه 13]



أن يأتيه، فركب أبي و صار اليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الأمر؟ فقال أبي لمن عنده الرقاع : أحضروا الرقاع فأحضروها، [وفضها] [6] و قال لهم : هذا ما امرت به، فقال بعضهم : قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر؟ فقال لهم أبي : قد أتاكم الله عزوجل به هذا أبوجعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة و سأله أن يشهد بما عنده : فتوقف أبوجعفر أن يكون سمع من هذا شيئا فدعاه أبي الي المباهلة، فقال : لما حقق عليه، قال : قد سمعت ذلك و هذا مكرمة كنت احب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم، (فاما مع المباهلة فلا طريق الي كتمان الشهادة) [7] فلم يبرح القوم حتي قالوا بالحق جميعا [8] .

و في الكافي أورد نص الوصية فمن أحب الاطلاع عليها فليراجع هناك.

3- عن عيون المعجزات : روي أن أباجعفر عليه السلام لما أراد الخروج من المدينة الي العراق و معاودتها أجلس أباالحسن في حجره بعد النص عليه و قال له : ما الذي تحب أن اهدي اليك من طرائف العراق؟ فقال عليه السلام : سيفا كأنه شعلة نار، ثم التفت الي موسي ابنه و قال له : ما تحب أنت؟ فقال : فرسا، فقال عليه السلام : أشبهني أبوالحسن، و أشبه هذا امه [9] .

4- عن الكليني باسناده قال : لما خرج أبوجعفر عليه السلام من المدينة الي بغداد في الدفعة الاولي من خرجتيه، قلت له عند خروجه : جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه، فالي من الأمر بعدك؟ فكر بوجهه الي ضاحكا و قال : ليس [الغيبة] حيث ظننت في هذه السنة، فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له : جعلت فداك فأنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته ثم التفت الي فقال : عند هذا يخاف علي، الأمر من بعدي الي ابني علي [10] .



[ صفحه 14]



من هذا الخبر نستلخص بأن الحكام الطواغيت عندما كانوا يطلبون أئمتنا و يجلبونهم الي مقر حكومتهم فانما كان لأجل الترصد لاعمالهم و القضاء عليهم لا غير، و الا لم يكونوا مشغوفين بلقياهم بل كان وجود الامام أثقل شي ء علي كاهل النظام الطاغوتي، لذلك تجد كل واحد من هؤلاء الطواغيت كان يتعامل معاملة سيئة مع امام زمانه و بالتالي يؤدي به الي القضاء عليه، لأنه يري فيه الواقعية و الشرعية عكس ما يحمله هو، و لاحساسه بالخطر علي سلطانه و حكمه.

لذلك و عندما كانوا يجلبون وسط ظروف غامضة كانت الشيعة تضطرب خوفا علي حياتهم و مستقبل مسيرتهم فيبادرون الي الأئمة للاستفسار عن الامام الذي سيخلفهم لكي لا يضلوا حياري من بعده.


پاورقي

[1] البحار50 : 118 / 1 .

[2] أثبتناه من الكافي و اعلام الوري، و في البحار : الخيراني.

[3] الحجرات : 12.

[4] من هنا نعرف مدي الخوف الذي كان يسود ذلك الوقت شيعة أهل البيت بحيث لم يتمكنوا من افشاء أمرهم حتي فيما بينهم، و مع ذلك حافظوا علي كيانهم من خلال الحفاظ علي الأصول و العقائد و المقدسات و ادائها الي الأجيال المتعاقبة بكل أمانة و جهاد.

[5] هو من ثقاة رجال ابي الحسن الرضا و الجواد و الهادي (ع) و سيأتي الكلام عنه و عن أخيه في الفصل الآتي.

[6] ما بين المعقوفين أثبتناه من اعلام الوري و الكافي.

[7] ليس في الكافي.

[8] البحار50 : 119 / 2 - الكافي1 : 324 / 2 - اعلام الوري : 340.

[9] البحار50 : 123 / 5.

[10] البحار50 : 118 / 2.