بازگشت

كراماته


كراماته عليه السلام فوق حد الاحصاء الا أنا نقدم نماذج منها.

1- البحار : عن النوفلي قال : سمعته يقول : اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا و انما كان عند آصف منه حرف واحد، فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتي صيره الي [حضرة] سليمان ثم بسطت له الأرض في أقل من طرفة عين، و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا، و حرف واحد عندالله عزوجل استأثر به في علم الغيب، [و يتعجب ما وهبه الله لنا بقدرته و اذنه] [1] .

2- البحار : عن كافور الخادم قال : قال لي الامام علي بن محمد عليهماالسلام : اترك لي السطل الفلاني في الموضع الفلاني لأتطهر منه للصلاة، و أنفذني في حاجة و قال : اذا عدت فافعل ذلك ليكون معدا اذا تأهبت للصلاة و استلقي عليه السلام لينام و أنسيت ما قال لي و كانت ليلة باردة فحسست به و قد قام الي الصلاة و ذكرت أنني لم أترك السطل، فبعدت عن الموضع خوفا من لومه و تألمت له حيث يشقي بطلب الاناء



[ صفحه 25]



فناداني نداء مغضب فقلت : انا لله أيش [2] عذري أن أقول نسيت مثل هذا و لم أجد بدا من اجابته.

فجئت مرعوبا فقال : يا ويلك أما عرفت رسمي أنني لا أتطهر الا بماء بارد فسخنت لي ماء فتركته في السطل؟ فقلت : و الله يا سيدي ما تركت السطل و لا الماء، قال : الحمدلله و الله لا تركنا رخصة و لا رددنا منحة، الحمدلله الذي جعلنا من أهل طاعته، و وفقنا للعون علي عبادته، ان النبي صلي الله عليه و آله يقول : ان الله يغضب علي من لا يقبل رخصة [3] .

3- البحار : عن كافور الخادم قال : كان في الموضع مجاور الامام من أهل الصنائع صنوف من الناس و كان الموضع كالقرية و كان يونس النقاش يغشي سيدنا الامام عليه السلام و يخدمه.

فجاءه يوما يرعد فقال : يا سيدي اوصيك بأهلي خيرا قال : و ما الخبر؟ قال : عزمت علي الرحيل قال : و لم يا يونس؟ و هو عليه السلام متبسم، قال : قال موسي بن بغا [4] وجه الي بفص ليس له قيمة أقبلت أن أنقشه فكسرته باثنين و موعده غدا و هو موسي بن بغا اما ألف سوط أو القتل، قال : امض الي منزلك الي غد فما يكون الا خيرا.

فلما كان من الغد وافي بكرة يرعد فقال : قد جاء الرسول يلتمس الفص قال : امض اليه فما تري الا خيرا، قال : و ما أقول له يا سيدي؟ قال : فتبسم و قال : امض اليه و اسمع ما يخبرك به، فلن يكون الا خيرا.

قال فمضي و عاد يضحك قال : قال لي يا سيدي : الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله فصين حتي نغنيك؟ فقال سيدنا الامام عليه السلام : اللهم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقا فأيش قلت له؟ قال : قلت له : أمهلني حتي أتأمل أمره كيف



[ صفحه 26]



أعمله؟ فقال أصبت [5] .

4- البحار : عن خير الكاتب قال : حدثني سميلة الكاتب و كان قد عمل أخبار سر من رأي قال : كان المتوكل يركب الي الجامع و معه عدد ممن يصلح للخطابة، و كان فيهم رجل من ولد العباس بن محمد يلقب بهريسة و كان المتوكل يحقره فتقدم اليه أن يخطب يوما فخطب فأحسن فتقدم المتوكل يصلي فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر فجآء فجذب منطقته [6] من ورائه و قال : يا أميرالمؤمنين من خطب يصلي فقال المتوكل : أردنا أن نخجله فأخجلنا.

و كان أحد الأشرار فقال يوما للمتوكل : ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد فلا يبقي في الدار الا من يخدمه و لا يتعبونه بشيل ستر و لا فتح باب، و لا شي ء، و هذا اذا علمه الناس قالوا : لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه اذا دخل يشيل الستر لنفسه و يمشي كما يمشي غيره، فتمسه بعض الجفوة، فتقدم أن لا يخدم و لا يشال بين يديه ستر، و كان المتوكل ما رئي أحد ممن يهتم بالخبر مثله.

قال : فكتب صاحب الخبر اليه : أن علي بن محمد دخل الدار فلم يخدم و لم يشل أحد بين يديه سترا فهب هواء رفع الستر له، فدخل فقال : اعرفوا خبر خروجه، فذكر صاحب الخبر هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتي خرج فقال : ليس نريد هواء يشيل الستر شيلوا الستر بين يديه [7] .

5- البحار : روي أبوهاشم الجعفري : أنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوت، فاذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له و لا يسمع ما يقول لاختلاف أصوات تلك الطيور، فاذا وافاه علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت



[ صفحه 27]



واحد الي أن يخرج فاذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها.

قال : و كان عنده عدة من القوابج [8] في الحيطان [فكان يجلس في مجلس له عال، و يرسل تلك القوابج تقتتل، و هو ينظر اليها و يضحك منها، فاذا وافي علي بن محمد عليهماالسلام ذلك المجلس لصقت القوابج بالحيطان] فلا تتحرك من مواضعها حتي ينصرف فاذا انصرف عادت في القتال [9] .

6- البحار : روي عن محمد بن الفرج قال : قال لي علي بن محمد عليهماالسلام : اذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها، وضع الكتاب تحت مصلاك، ودعه ساعة، ثم أخرجه و انظر، قال : ففعلت فوجدت جواب ما سألت عنه موقعا فيه [10] .

7- البحار : عمن سماه الكليني قال : كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أن الرجل يحب أن يفضي الي امامه ما يحب أن يفضي الي ربه، قال : فكتب : ان كان لك حاجة فحرك شفتيك فان الجواب يأتيك [11] .

8- البحار : روي عن أبي محمد الطبري قال : تمنيت أن يكون لي خاتم من عنده عليه السلام فجاءني نصر الخادم بدرهمين، فصغت خاتما فدخلت علي قوم يشربون الخمر فتعلقوا بي حتي شربت قدحا أو قدحين، فكان الخاتم ضيقا في اصبعي لا يمكنني ادارته للوضوء فأصبحت و قد افتقدته، فتبت الي الله [12] .

9- البحار : روي أن المتوكل... أمر العسكر و هم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأي أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر، و يجعلوا بعضه علي بعض في وسط تربة واسعة هناك، ففعلوا.

فلما صار مثل جبل عظيم و اسمه تل المخالي [13] صعد فوقه و استدعي أباالحسن



[ صفحه 28]



و استصعده، و قال : استحضرتك لنظارة خيولي، و قد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف [14] و يحملوا الأسلحة و قد عرضوا بأحسن زينة، و أتم عدة، و أعظم هيبة، و كان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه و كان خوفه من أبي الحسن عليه السلام أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج علي الخليفة.

فقال له ابوالحسن عليه السلام : و هل أعرض عليك عسكري؟ قال : نعم، فدعي الله سبحانه فاذا بين السماء و الأرض من المشرق و المغرب ملائكة مدججون [15] فغشي علي الخليفة فلما أفاق قال أبوالحسن عليه السلام : نحن لا نناقشكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شي ء مما تظن [16] .


پاورقي

[1] البحار50 : 176 / 4 -55 - المناقب 4 : 406، ما بين المعقوفتين أثبتناه من اثبات الوصية : 254.

[2] لفظة عامية و كأنه مخفف (أي شي ء).

[3] البحار 50 : 126 / 4 نقلا عن أمالي الطوسي 1 : 304 / 33 و مثله في المناقب 4 : 414 مرسلا.

[4] هو أحد عمال بني العباس و أحد قادة جيوشهم (مروج الذهب 4 : 208).

[5] البحار 50 : 125 / 2.

[6] المنطق و المنطقة : كل ما شد به وسطه - اللسان.

[7] البحار 50 : 128 / 6- نقلا عن أمالي الطوسي - و أخرجه المناقب ملخصا 4 : 406.

[8] القوابج : جمع القبج معرب - كبك - و هو الحجل أو الكروان - هامش البحار.

[9] البحار 50 : 148 / 34- مختار الخرائج : 210.

[10] البحار 50 : 155 / 41 و 42.

[11] البحار50 : 155 / 41 و 42.

[12] البحار 50 : 155 / 43.

[13] المخالي جمع المخلاة و هي ما يجعل فيه العلف و يعلق في عنق الدابة لتعتلفه - هامش البحار.

[14] التجافيف جمع تجفاف : و هو الذي يوضع علي الخيل، من حديد أو غيره في الحرب و آلة تقيه الجراح (اللسان).

[15] المدجج : الفارس الذي قد تدجج في شكته أي شاك السلاح، أي دخل في سلاحه كانه تغطي به (اللسان).

[16] البحار 50 : 155 / 44- نقلا عن مختار الخرائج.