بازگشت

امره بصناعة الساعة


لا شك أن أئمتنا عليهم السلام لهم الخبرة الفائقة في مختلف العلوم و شتي مجالات الصناعة و المخترعات الحديثة الا أنهم أو كلوا هذه الأمور الي فهم الآخرين ممن يتعاقبونهم في الزمن ليبلغوا الي ما هو الحال، لأن أهدافهم و برامجهم الاصلاحية كانت أسمي من أن يصرفوا طاقاتهم في هذه المجالات و ان بدرت منهم بوادر فيها كما نشاهد في كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام الاشارة الي بعضها امثال الكهرباء و الفضاء، و من هنا يثبت لنا التاريخ ما حدا بالامام الهادي عليه السلام في أمره بصناعة مقدر



[ صفحه 81]



الساعات و اليك نص الخبر.

البحار : عن ابراهيم بن مهزيار قال : كان أبوالحسن عليه السلام كتب الي علي بن مهزيار، يأمره أن يعمل له مقدار الساعات فحملناه اليه في سنة ثمان و عشرين [1] فلما صرنا بسيالة [2] كتب يعلمه قدومه و يستأذنه في المصير اليه و عن الوقت الذي نسير اليه فيه، و استأذن لابراهيم فورد الجواب بالاذن أنا نصير اليه بعد الظهر، فخرجنا جميعا الي أن صرنا في يوم صائف شديد الحر و معنا مسرور غلام علي بن مهزيار.

فلما أن دنوا من قصره اذا بلال قائم ينتظرنا و كان بلال غلام أبي الحسن عليه السلام قال : ادخلوا فدخلنا حجرة و قد نالنا من العطش أمر عظيم فما قعدنا حينا حتي خرج الينا بعض الخدم و معه قلال من ماء أبرد ما يكون فشر بنا ثم دعا بعلي بن مهزيار فلبث عنده الي بعد العصر ثم دعاني فسلمت عليه و استأذنته أن يناولني يده فأقبلها فمد يده فقبلتها و دعاني و قعدت ثم قمت فودعته.

فلما خرجت من باب البيت ناداني عليه السلام فقال : يا ابراهيم فقلت : لبيك يا سيدي فقال : لا تبرح فلم أزل جالسا و مسرور غلامنا معنا، فأمر أن ينصب المقدار ثم خرج عليه السلام فالقي له كرسي فجلس عليه و القي لعلي بن مهزيار كرسي عن يساره فجلس، و قمت أنا بجنب المقدار فسقطت حصاة (من حصيات المقدار) فقال مسرور : «هشت» فقال عليه السلام : «هشت» ثمانية، فقلنا : نعم يا سيدنا.

فلبثنا عنده الي المساء ثم خرجنا فقال لعلي : رد الي مسرورا بالغداة فوجهه اليه فلما أن دخل قال له بالفارسية : «بار خدا جون؟» [3] ، فقلت له : «نيك» [4] يا



[ صفحه 82]



سيدي فمر نصر فقال : «در ببند»، در ببند» [5] فأغلق الباب ثم ألقي رداءه علي يخفيني من نصر حتي سألني عما أراد فلقيه علي بن مهزيار فقال له : كل هذا خوفا من نصر؟ فقال : يا أبا الحسن يكاد خوفي منه خوفي من عمرو بن قرح [6] .


پاورقي

[1] المراد : سنة ثمان و عشرون بعد المائتين.

[2] السيالة : - بفتح أوله و تخفيف ثانيه - هي أول مرحلة لأهل المدينة اذا أرادوا مكة (معجم البلدان 3 : 292).

[3] بار خدا : الله جل شأنه، الملك الكبير، صاحب، سيد - و چون : الكيف (المعجم الذهبي).

[4] نيك : حسن (المعجم الذهبي).

[5] أي أغلق الباب.

[6] البحار 50 : 131 / 13 - بصائر الدرجات : 337.