بازگشت

الامام الهادي في سامراء


(قال يحيي) : ثم صرت به الي سر من رأي [1] (فتلقاه جلة أصحاب المتوكل) [2] فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله، فقال : و الله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها الا سواك، فتعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق [3] .

فلما وصل اليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يقال له : خان الصعاليك [4] ، فأقام فيه يومه.

و في هذا الخان الأشنع يلتقي به أحد مواليه فيبدي تأثره للامام و هو صالح بن سعيد



[ صفحه 91]



حيث يقول : دخلت علي أبي السحن عليه السلام فقلت : جعلت فداك في كل الامور أرادوا اطفاء نورك و التقصير بك، حتي أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال : ها هنا أنت يا ابن سعيد؟ ثم أومأ بيده فقال : انظر فنظرت فاذا أنا بروضات آنقات، و أنهار جاريات، و روضات ناضرات، فيهن خيرات عطرات، و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، و أطيار، و ظباء، و أنهار تفور، فحار بصري و التمع و حسرت عيني، و كثر عجبي فقال عليه السلام لي : حيث كنا فهذا لنا (عتيد) يا ابن سعيد، لسنا في خان الصعاليك [5] .

و قال يحيي : فلما دخلت علي المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه و زهادته و اني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف و كتب العلم، و أن أهل المدينة خافوا عليه [6] .

(فلما دخل علي المتوكل) أعظمه و أكرمه و مهد له [7] و أحسن جائزته، و أجزل بره [8] ، (هذا بحسب الظاهر و مراوغة منه)، ثم تقدم المتوكل بافراد دار له فانتقل اليها [9] .

و أقام أبوالحسن عليه السلام مدة مقامه بسر من رأي مكرما في ظاهر حاله، يجتهد المتوكل في ايقاع حيلة به، فلا يتمكن من ذلك [10] ، و قد عاصره مدة أربع عشرة سنة [11] ، و له معه أحاديث يطول ذكرها و قد تقدم بعضها و بقي نبذ منها.



[ صفحه 92]




پاورقي

[1] سامراء : بلدة علي نحو 120 كيلومترا من شمال بغداد، علي ضفة دجلة الشرقية، تقوم بلدة سامراء الحديثة فوق جزء ضئيل من أطلال عاصمة بني العباس القديمة الممتدة أطلالها مسافة طويلة الي شمالها و جنوبها و شرقها، و هي اليوم مركز قضاء واسع من أقضية لواء (محافظة) بغداد. اسست في زمن الخليفة المعتصم (227-218 ه) لجعلها عاصمة له ثم أوصلها الي أقصي اتساعها المتوكل (247-232 ه).

و من أهم آثارها : بقايا دار الخليفة، و المنارة الملوية، التي انشئت مع المسجد الجامع الكبير علي عهد المتوكل.

و في قلب المدينة : الروضة العسكرية حيث ضريح الامام علي الهادي و الحسن العسكري عليهماالسلام و عليه قبة طليت بالذهب سنة 1285 ه (موسوعة العتبات المقدسة قسم سامراء 12).

[2] الدمعة الساكبة 8 : 207.

[3] البحار 50 : 202 - الهامش.

[4] الصعلوك : الفقير - هامش البحار.

[5] البحار 50 : 132 / 202 - و للعلامة المجلسي (قده) حول هذه الرواية تعليق رصين فراجع البحار 50 : 133.

[6] البحار 50 : 202 - الهامش.

[7] اثبات الوصية : 251.

[8] البحار 50 : 202 الهامش.

[9] الدمعة الساكبة 8 : 207.

[10] البحار 50 : 203 / 11.

[11] البحار 50 : 206 / 21.