بازگشت

الدفاع عن أبي طالب


روي الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب الهداية في الفضائل : عن علي بن عبيد



[ صفحه 96]



الله الحسيني قال : ركبنا مع سيدنا أبي الحسن عليه السلام الي دار المتوكل في يوم السلام، فسلم سيدنا أبوالحسن عليه السلام و أراد أن ينهض، فقال له المتوكل : اجلس يا أباالحسن الي اريد أن أسألك، فقال له : ما يعلمه الا الله، فقال له : فعن علم الله أسألك، فقال له : و من علم الله أخبرك.

قال : يا أباالحسن ما رواه الناس أن أباطالب يوقف اذا حوسب الخلائق بين الجنة و النار، و في رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه لا يدخل الجنة لكفره، و لا يدخل النار لكفالته رسول الله صلي الله عليه و آله و صده قريشا و السير علي يده حتي ظهر أمره.

قال له أبوالحسن عليه السلام : ويحك لو وضع ايمان أبي طالب في كفة و وضع ايمان الخلائق في الكفة الاخري لرجح ايمان أبي طالب علي ايمانهم جميعا، قال له المتوكل : و متي كان مؤمنا؟ قال له : دع مالا تعلم و اسمع مالا ترده المسلمون جميعا و لا يكذبون به.

اعلم أن رسول الله صلي الله عليه و آله لما حج حجة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكة، فلما جن عليه الليل أتي القبور قبور بني هاشم، و قد ذكر أباه و امه و عمه أباطالب، فداخله خوف عظيم عليهم ورقد فأوحي الله اليه أن الجنة محرمة علي من أشرك بي، و اني أعطيك يا محمد ما لم أعطه أحدا غيرك، فادع أباك و امك و عمك فانهم يجيبونك و يخرجون من قبورهم أحياء لم يمسهم عذابي لكرامتك علي، فادعهم الي الايمان بالله و الي رسالتك و موالاة أخيك علي و الأوصياء منه الي يوم القيامة فيجيبونك و يؤمنون بك، فأهب لك كل ما سألت و أجعلهم ملوك الجنة كرامة لك يا محمد.

فرجع النبي صلي الله عليه و آله الي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : قم يا أباالحسن فقد أعطاني ربي هذه الليلة ما لم يعطه أحدا من خلقه، أبي و امي و أبيك عمي و حدثه بما أوحي الله اليه و خاطبه به، و أخذ بيده و صار الي قبورهم فدعاهم الي الايمان بالله و به و بآله عليهم السلام و الاقرار بولاية علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام فآمنوا بالله و برسوله و أميرالمؤمنين و الأوصياء منه، فقال عليه السلام : فآمنوا بالله



[ صفحه 97]



و برسوله و أميرالمؤمنين و الأئمة عليهم السلام منه واحدا بعد واحد الي يوم القيامة.

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله : عودوا الي الله ربكم و الي الجنة، فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا الي قبورهم، فكان و الله أميرالمؤمنين عليه السلام يحج عن أبيه و امه، و عن أب رسول الله صلي الله عليه و آله و امه حتي مضي، و مضي الحسن و الحسين عليهماالسلام بمثل ذلك، و كل امام منا يفعل ذلك الي أن يظهر الله أمره.

فقال له المتوكل لعنه الله : قد سمعت هذا الحديث أن أباطالب في ضحضاح من نار، أفتقدريا أبالحسن أن تريني أباطالب بصفة حتي أقول له و يقول لي.

قال أبوالحسن عليه السلام : ان الله سيريك أباطالب الليلة في منامك و تقول له و يقول لك.

قال له المتوكل : سننظر صدق ما تقول، قال له أبوالحسن عليه السلام ما أقول لك الا حقا و لا تسمع مني الا صدقا.

قال له المتوكل : أليس في هذه الليلة؟ قال له : بلي، قال : فما أقبل الليل، قال المتوكل : اريد ألا أري أباطالب الليلة في منامي فأقتل علي بن محمد بادعائه الغيب و كذبه، فماذا أصنع؟ فمالي الا أن أشرب الخمر و آتي الذكور من الرجال و الحرام من النساء، فلعل أباطالب لا يأتيني، ففعل ذلك كله و بات في جنابات.

فرأي أباطالب في النوم، فقال له : يا عم حدثني كيف كان ايمانك بالله و برسوله بعد موتك؟ قال : ما حدثك به ابني علي بن محمد عليهماالسلام في يوم كذا و كذا، فقال : يا عم تشرحه لي، فقال أبوطالب : فان لم أشرحه لك تقتل عليا و الله قاتلك.

فحدث أبوالحسن عليه السلام بما رآه المتوكل في منامه و ما فعله من القبائح لئلا يري أباطالب في نومه.

فلما كان بعد ثلاثة أيام أحضره فقال له يا أباالحسن : قد حل لي دمك، قال له : و لم؟ قال : في ادعائك الغيب و كذبك علي الله أليس قلت لي : انني أري أباطالب في منامي تلك الليلة، فأقول له و يقول لي، فتطهرت و تصدقت و صليت لكي أري أباطالب في منامي فأسأله فلم أره في ليلتي و عملت هذه الأعمال الصالحة في الليلة الثانية و الثالثة.



[ صفحه 98]



فلم أره فقد حل لي قتلك و سفك دمك.

فقال له أبوالحسن عليه السلام : يا سبحان الله ويحك ما أجرأك علي الله، ويحك سولت لك نفسك اللوامة حتي أتيت الذكور من الغلمان و المحرمات من النساء، و شربت الخمر لئلا تري أباطالب في منامك فتقتلني، فأتاك و قال لك و قلت له، وقص عليه ما كان بينه و بين أبي طالب في منامه حتي ما غادر منه حرفا، فأطرق المتوكل ثم قال : كلنا بنوهاشم و سحركم يا آل أبي طالب من دوننا عظيم، فنهض أبوالحسن عليه السلام [1] .

6- في ثاقب المناقب : عن محمد بن حمران، عن ابراهيم بن بلطون، عن أبيه قال : كنت أحجب المتوكل فأهدي له خمسون غلاما من الحبشة، و أمرهم أن يسلموا و أحسن اليهم، فلما تمت سنة كاملة كنت واقفا بين يديه اذ دخل عليه أبوالحسن علي بن محمد النقي عليهماالسلام، فلما أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلما بصروا بأبي الحسن عليه السلام سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكل أن قام يجر رجله حتي تواري خلف الستر، ثم نهض أبوالحسن عليه السلام، فلما علم المتوكل بذلك خرج الي و قال : ويلك يا بلطون ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟ فقلت : و الله ما أدري؟ فقال : سلهم فسألتهم عما فعلوه فقالوا : هذا رجل يأتينا كل سنة فيعرض علينا الدين و يقيم عندنا عشرة أيام و هو وصي نبي المسلمين، فأمرني بذبحهم عن آخرهم.

فلما كان وقت العتمة صرت الي أبي الحسن عليه السلام فاذا خادم علي الباب، فنظر الي فلما بصر بي قال : ادخل، فدخلت فاذا هو جالس، فقال : يا بلطون ما صنع بالقوم، فقلت : يا ابن رسول الله قد ذبحوا و الله عن آخرهم، فقال لي : كلهم؟ فقلت :



[ صفحه 99]



أي و الله نعم، فقال عليه السلام : تحب أن تراهم؟ قلت : نعم يا ابن رسول الله، فأومأ بيده أن ادخل الستر، فدخلت فاذا أنا بالقوم قعود و بين أيديهم فاكهة يأكلون منها [2] .

7- و روي : أنه دخل دار المتوكل فقام يصلي فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله، فقال له : الي كم هذا الرياء فأسرع الصلاة و سلم ثم التفت اليه فقال : ان كنت كاذبا مسخك الله فوقع الرجل ميتا فصار حديثا في الدار [3] .


پاورقي

[1] الدمعة الساكبة 8 : 212 نقلا عن كتاب الهداية في الفضائل، قال في الذريعة : الهداية في تاريخ النبي و الأئمة و معجزاتهم لأبي عبدالله الحسين بن حمدان الجنبلائي المعبر عنه (الهداية الكبري) و ينقل عنه المجلسي، و أورده في جملة مصادره للشيخ الحسين بن حمدان الحضيني، البحار 1 : 20، و عن الكشي الخضيني الجنبلائي - الذريعة 25 : 164 / رقم 73.

[2] الدمعة الساكبة 8 : 216.

[3] اثبات الوصية للمسعودي : 254.