ميله للغلمان
فقد روي عنه كان الواثق وافر الادب مليح الشعر و كان يحب خادما اهدي له من مصر فاغضبه الواثق يوما ثم انه سمعه يقول لبعض الخدم و الله انه ليروم ان اكلمه من امس فما افعل فقال الواثق: -
ياذا الذي بعذ ابي ظل مختفرا
ما انت الا مليك جار اذ قدرا
لولا الهوي لتجارينا علي قدر
و ان اقف منه يوماما فسوف تري
و من شعر الواثق في خادمه: -
مهج يملك المهج
بسجي اللحظ و الدعج
حسن القد مخطف
ذو دلال و ذو غنج
[ صفحه 28]
ليس للعين ان بدا
عنه باللحظ منعرج [1] .
و قد روي كنا بين يدي الواثق و قد اصطبح فناوله خادمه مهج وردا و نرجسا فانشد في ذلك بعد يوم لنفسه: -
حياك بالنرجس و الورد
معتدل القامة و القد
فالهبت عيناه نار الهوي
و زاد في اللوعة و الوجد
املت بالملك له قربة
فصار ملكي سبب البعد
و رنحته سكرات الهوي
فمال بالوصل الي الصد
ان سئل البذل ثني عطفه
و اسبل الدمع علي الخد
غر بما تجنيه الحاظه
لايعرف الانجاز للوعد
مولي تشكي الظلم من عبده
فانصفوا المولي من العبد [2] .
و انشدنا بعض اهلنا للواثق و كان يهوي خادمين لهذا يوم يخدمه و لهذا يوم يخدمه فيه:
قلبي قسيم بين نفسين
فمن رأي روحا بجسمين
يغضب ذا ان جاد ذا بالرضا
فالقلب مشغول بجوشين [3] .
پاورقي
[1] المصدر السابق.
[2] المصدر السابق ص 345.
[3] المصدر السابق.